إيران تفاوض الدول العظمى فيما تريد منهم الاعتراف به من قوى تميز تسعى للحصول عليها.. هي لا تعطى من الداخل وإنما تضيف إلى الداخل ما هو مكاسب خارجية لواقع قدراتها، وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة علي أكبر صالحي عن تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ اعتباراً من اليوم عملاً بالاتفاق النووي الموقّع بين إيران والغرب.. هذا جانب جزئي علماً بأن إيران تريد أن تكسب أيضاً أهمية ما هو الموقف الغربي من الشؤون الاقتصادية.. ونحن نعرف أن إيران ليست في واقع حروب حدودية أو قريباً من الحدودية بحيث تسعى إلى ردعٍ لمخاطر تلك الحروب وفرض سلام مع دول جوار تريد أن تتعاون معها.. لا شيء من ذلك.. إيران وصلت إلى لبنان وتعمقت في واقع سوريا ولها وجود تهديد ضد دول خليجية.. كيف هو واقع العالم العربي؟.. على الأقل هل ضمن بنود السلام مع الغرب أن يكون هناك إلزام بسلام مع دول العرب المجاورة؟.. أشك في ذلك.. بل أجزم بعدم وجوده.. لو أردنا أن نذهب بعيداً فسنعود إلى واقع الوضع العربي والإسرائيلي قبل أن تقوم حرب 1967 حيث كانت إسرائيل مستعدة لتقديم أي تنازلات بضمان عدم اندلاع الحرب.. ما حدث أن الحرب تمت مفاجئة من قبل إسرائيل عندما وجدت أن العرب يتحدثون عنم استعدادهم فتوفرت أكبر هزيمة للعرب بعدها لم تعد إسرائيل تفكر بالسلام، ثم نقفز إلى ما هو قريب من نهاية عام 2013 وسنجد أن توزع الخلافات في العالم العربي ووجود معارك محلية متعددة تأسست في العراق من قبل أمريكا بعد عصر صدام حسين وانتشرت في العالم العربي عبر السنوات الأخيرة كان الموقف الساخر بكل عروبة ما حدث تجاه مصر عندما أصر الجيش المصري الواعي والقادر على ألا تكون هناك فردية قيادية تسيطر على مصر وكانت وقتها أمريكا في موقف تأييد لجماعة الإخوان لكن قناعتها بموضوعية وكفاءة الجيش المصري المختلفة تماماً عن واقع أي جيش آخر في دول الخلافات جعلتها تتحفظ وتخبئ بقية ما أعلنته من قبل.. إن الوصول إلى سلام مع إيران لن يتم بواسطة أي قوة أخرى ولكنه سيتوفر بحضور عربي متفاهم وبعيد عن الخلافات وقسوة عمليات القتل..