ما يتم في العالم العربي من قسوة أحداث غير إنسانية وغير منطقية ولا يجيزها أي نظام، بل وأي خلاف، ولأنها بعيدة تماماً عن أي قبول أخلاقي في العالم فإنه يضاف إلى ذلك قسوة الانحدار إلى الأسفل فيما العالم.. كل العالم المتخلف.. يتجه إلى الأمام.. لا أريد أن أكرّر ما سبق أن كتبته عن شعوب كانت متخلفة الأمس في شرق آسيا وغرب أفريقيا حيث يتواجد في عالمنا العربي ما يتكرر من مفاهيم تخلّف وتبني سلوك عدوانيات، لا نقول إنها غير وطنية فقط، ولكنها أيضاً غير دينية وغير أخلاقية.. على سبيل المثال القتل في يوم واحد في سوريا لما يزيد على 1300 بينهم أطفال ونساء قبل ثلاثة أيام.. وفي العراق قبل عشرين يوماً تقريباً تم القتل في يوم واحد لتسع مئة وثلاثين شخصاً.. بحيث يأتي السؤال الأهم والذي تفرضه ضرورة الواقع.. السؤال: إلى ماذا سيصل واقع الهبوط العربي؟.. واقع قسوة الاقتتال المعاصر؟.. أعتقد.. بل أجزم.. أنه لو لم يتواجد موقف الملك عبدالله من توجّهات التحامل والعدوان وذلك في تباين الرؤية بين ما أوضحه وبين ما ذهبت إليه قوى أخرى من توجهات غير واقعية ضد المنطق المصري القائم.. علماً أن الجيش المصري الذي لم يقدم قواه لكي يحكم وإنما لكي يساند حضوراً واقعياً ومنطقياً للوصول بالبلاد قريباً نحو واقعها الأفضل.. المطلوب.. وعلماً بأن هذا الجيش ليس في حاجة إلى خلاف مع أي مصدر دولي، لأن يقينه بنوعية النتائج هو ما سيعطي الإدانات لتعدّد التحامل.. بين موقف المملكة والإمارات والكويت والبحرين والأردن وكذا الجيش المصري وسرعة تحرك التراجع من قبل دول الغرب نجد الاهتمام بالمستقبل العربي القادم ضرورة لتكون هناك جدية بحث عن واقع عربي أفضل.. جامعة الدول العربية مثلاً.. ماذا تفعل؟.. لا شيء.. لا شيء إطلاقاً عبر عشرات السنين، لأنها في نظامها لا تملك صلاحيات الإدانة وضرورات التدخل.. أليس من المفروض أن يكون هناك واقع حضور عربي؟.. حتى إذا كان واقعياً أن توجد دول عربية لا ترغب في أي إيجابية جماعية فلا ضرورة لوجود عضويتها، حيث تدرك أن هناك دولاً جزيلة القدرات وجزيلة وجاهة الرأي وبعدها عن إدانات التدخل.. هذه الدول قادرة على أن توفّر حماية جماعية سوف تحترمها الدول الأخرى وبالذات دول النفوذ العالمية.. عبر الكثير من الحقائق مرّ عالمنا العربي بالكثير من مآسي المهازل الدموية والتي لا يليق تواجدها بجانب وجود الإسلام ووجود ما كان عليه العرب قديماً من أخلاقيات حوار وجوار.. وشاهدنا عملياً وواقعياً مؤثرات موقف الملك عبدالله الوطنية والأخلاقية من استهداف لإضعاف مصر التي أعلنت هي الأخرى عملياً عن جزالة حضورها، وأن لها مناعتها الداخلية ضد أي استهداف مثل ما لها جزالة واقعها الدولي الذي يحترمه الجميع في حاضرها القائم..