توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أمس الاثنين بتوجيه "ضربة شديدة" إلى من يعتدي على بلاده، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة لإيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها بشأن ملفها النووي. وقال خامنئي في خطبة عيد الفطر: "في حال قام الأعداء بالاعتداء على إيران فإنهم سيتلقون ضربة شديدة وقوية، وإذا فكروا بالقيام بفتنة في الداخل سيرد عليهم الشعب الإيراني كما رد في الماضي"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (إرنا). وإذ لم يذكر خامنئي ترمب صراحة، إلا أن خطابه بدا بمثابة رد على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي في الأيام الأخيرة. وفي مقابلة الأحد مع أحد الصحافيين في شبكة إن بي سي، قال ترمب: "إذا لم يوقِّعوا على اتفاق، سيكون هناك قصف". وللاحتجاج على ذلك، أعلنت طهران أمس الاثنين أنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة السويسرية في طهران التي تمثّل المصالح الأميركية في إيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على "إكس" الاثنين: "أن تهديد رئيس دولة علانية بقصف إيران يشكل إهانة صادمة لجوهر السلام والأمن الدوليين". تتهم الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةطهران بالسعي لامتلاك السلاح النووي. غير أنّ الأخيرة تنفي ذلك، مؤكدة أنّ نشاطاتها النووية موجهة لأغراض مدنية، خصوصًا في قطاع الطاقة. في 2015، أبرمت إيران والقوى الكبرى (الصين وروسيا والولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة) وألمانيا اتفاقًا ينص على رفع عدد من العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. ولكن في العام 2018، سحب ترمب بلاده من الاتفاق النووي، وأعاد فرض عقوبات على إيران. رسالة و"ضغوط قصوى" وبعد عودته إلى البيت الأبيض في (كانون الثاني) يناير، أعلن أنّه منفتح على إجراء محادثات بشأن اتفاق جديد مع إيران، وأنه وجه رسالة إلى القادة الإيرانيين بهذا الشأن. وقالت إيران الخميس إنها ردت على الرسالة عبر سلطنة عمان. وبالتوازي، لوح ترمب بسياسة "الضغوط القصوى" عبر فرض عقوبات على إيران لتقليص صادراتها النفطية ومصادر دخلها إلى العدم، وهدد بتحرك عسكري في حال رفضت طهران الدخول في مفاوضات. كما حذر إيران من دعم الحوثيين في اليمن الذين استهدفتهم ضربات أميركية في الأسابيع الأخيرة. وقال ترمب قبل أسبوعين على منصته تروث سوشال إنه سيحمل من الآن وصاعدًا إيران "مسؤولية أي إطلاق نار" من جانب الحوثيين، مهددًا طهران بأن العواقب ستكون "رهيبة". وأمس الاثنين، اعتبر خامنئي أنه "في هذه المنطقة هناك فقط قوة وكيلة واحدة عن الاستعمار وهي الكيان الصهيوني الذي يشعل النيران ويبيد العباد ويرتكب الجرائم". وإسرائيل، حليفة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، هي العدو اللدود للنظام الإيراني. ويبدو أن هذه التصريحات جاءت ردًا غير مباشر على اتهام إيران بتقديم الدعم للحوثيين الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، لا سيما العاصمة صنعاء، ونفذوا عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وسفن في البحر الأحمر منذ بدء الحرب في غزة تضامنًا مع الفلسطينيين. مفاوضات غير مباشرة انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين إيرانوالولاياتالمتحدة سنة 1980، لكن البلدين يتواصلان بطريقة غير مباشرة بواسطة السفارة السويسرية في طهران. أدت سلطنة عمان دور الوسيط في محادثات غير مباشرة بشأن الملف النووي الإيراني، في إطار "عملية مسقط"، وأدت قطر دورًا بدرجة أقل. ووجه ترمب رسالته إلى إيران عبر الإمارات. أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في فيديو بثه الإعلام الرسمي الأحد، معارضة بلاده للمفاوضات المباشرة مع الولاياتالمتحدة تحت التهديد، لكنه أبدى انفتاحًا على المفاوضات غير المباشرة.