في تناقض صارخ بين الوقائع الموثقة على الأرض ورواية السلطات الإسرائيلية، كشفت كاميرات المراقبة اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قرية جنبا جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، حيث قاموا بضرب السكان الفلسطينيين بالعصي والحجارة، ما أسفر عن وقوع إصابات خطيرة. ورغم الأدلة الدامغة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 22 فلسطينيًا فقط، دون المساس بأي من المستوطنين المهاجمين. توثيق نادر وحصلت وكالة AP على لقطات من كاميرات المراقبة التابعة لعائلة العمور، تُظهر مستوطنين مقنّعين، بعضهم مسلّح، يهاجمون منازل الفلسطينيين. وثّقت الكاميرات مستوطنًا يرمي حجرًا على شاب فلسطيني يُدعى قصي العمور (17 عامًا)، قبل أن يُضرب بالعصي ويُطرح أرضًا. كما أظهرت اللقطات تعرض والده عزيز (63 عامًا) وابنه الأصغر أحمد (16 عامًا) لضرب وحشي داخل المنزل. رواية متناقضة ورغم وضوح التعديات في الفيديو، زعمت الشرطة الإسرائيلية أن الاعتقالات طالت فلسطينيين فقط، متهمةً إياهم بإلقاء الحجارة. ولم تفسّر الشرطة أسباب عدم اعتقال أي مستوطن، رغم ظهورهم بوضوح في الاعتداءات. من جهته، قدم الجيش الإسرائيلي رواية مختلفة، مشيرًا إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين بعد تعرض مستوطن لهجوم، دون الإشارة إلى عنف المستوطنين المسجل بالكاميرات. تواطؤ السلطات والحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث تُتهم القوات الإسرائيلية بغض الطرف عن اعتداءات المستوطنين أو التدخل لصالحهم. في ظل تصاعد العنف في الضفة الغربية، تشهد المنطقة عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة، إلى جانب اعتداءات المستوطنين التي ازدادت حدتها منذ اندلاع الحرب في غزة، ما يزيد من توتر الأوضاع ويؤكد ازدواجية المعايير الإسرائيلية في التعامل مع العنف. اعتداءات ممنهجة وشهدت الضفة الغربيةالمحتلة في الأشهر الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، في ظل دعمٍ واضح من الجيش الإسرائيلي وصمتٍ دولي مقلق. هذه الاعتداءات، التي باتت تتكرر بشكل شبه يومي، تتراوح بين الهجمات المسلحة، حرق المنازل والمحاصيل، تدمير الممتلكات، واعتداءات جسدية عنيفة، ما أدى إلى سقوط ضحايا وتهجير العديد من العائلات الفلسطينية، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية. وتأتي هذه الهجمات في سياق سياسة إسرائيلية متساهلة، حيث نادرًا ما يُحاسَب المستوطنون على اعتداءاتهم، رغم وجود أدلة موثقة عبر كاميرات المراقبة وشهادات الشهود. بل على العكس، غالبًا ما تتدخل القوات الإسرائيلية لصالح المستوطنين، عبر اعتقال الفلسطينيين الذين يدافعون عن أنفسهم، أو منع وصول فرق الإسعاف إلى المصابين، أو حتى مرافقة المستوطنين أثناء هجماتهم. وفي بعض الحالات، وصلت الأمور إلى تنفيذ إعدامات ميدانية بدم بارد، كما حدث في عدد من القرى مثل برقة، حوارة، ومسافر يطا، حيث وثّقت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية مقاطع فيديو تُظهر جنودًا إسرائيليين وهم يقفون متفرجين أثناء اعتداءات المستوطنين، أو حتى يشاركون فيها. وازدادت هذه الهجمات شراسة بعد اندلاع الحرب في غزة، حيث استخدم المستوطنون الحرب كذريعة لمزيد من التنكيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية، في محاولةٍ واضحة لتوسيع الاستيطان وتهجير السكان الأصليين. الإفلات من العقاب وأمام هذا التصعيد، حذرت الأممالمتحدة ومنظمات حقوقية من خطورة الوضع، مشيرةً إلى أن إسرائيل لا تكتفي بدعم المستوطنين سياسيًا وقانونيًا، بل توفر لهم السلاح والتغطية الأمنية، مما يعزز إفلاتهم من العقاب. ومع استمرار هذه الاعتداءات، تبدو الضفة الغربية على شفا انفجار كبير قد يُغيّر معادلة الصراع برمّته. تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة الهجمات تشمل العنف المسلح وحرق المنازل والمحاصيل وتدمير الممتلكات والاعتداءات الجسدية توثيق اعتداءات المستوطنين عبر كاميرات المراقبة وشهادات الشهود دون محاسبة من السلطات الإسرائيلية القوات الإسرائيلية تتواطأ مع المستوطنين عبر اعتقال الفلسطينيين ومنع وصول الإسعاف والتدخل لصالح المعتدين تنفيذ إعدامات ميدانية واعتداءات على القرى الفلسطينية مثل برقة وحوارة ومسافر يطا تزايد عنف المستوطنين بعد اندلاع الحرب في غزة بهدف توسيع الاستيطان وتهجير السكان تحذيرات أممية وحقوقية من خطورة الوضع وإفلات المستوطنين من العقاب استمرار الاعتداءات قد يؤدي إلى انفجار كبير في الضفة الغربية يغير معادلة الصراع.