قال الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الاثنين، إنه تم رفض المحاصصة في تشكيل الحكومة ولم يتم الاستجابة لأي حالة من التقسيم السياسي. ونقل تلفزيون سورية عن الشرع قوله، في كلمة عقب صلاة عيد الفطر المبارك في قصر الشعب بدمشق، إن «سورية يكتب لها تاريخ جديد وأمامنا طريق طويل وشاق، وكل مقومات البناء نملكها على كل المستويات، وما يتطلب منا أن نعمل ولا نختلف». وأضاف: «أعلنا عن الحكومة السورية قبل يومين وابتعدنا عن المحاصصة، وذهبنا باتجاه المشاركة، وهذه الحكومة عُمل عليها الكثير حتى تم اختيار هؤلاء الوزراء من أصحاب الخبرة والكفاءة وهمهم بناء هذا البلد، وهدفنا التغيير والتحسين». وتم الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية جديدة ضمت 22 وزيراً السبت خلال حفل رسمي في القصر الرئاسي السوري. الحكومة الجديدة تواجه الحكومة السورية الجديدة، تحدياً كبيراً لجهة طمأنة السوريين وكسب ثقة الدول الغربية والمجتمع الدولي، على أمل رفع العقوبات التي تثقل كاهل البلاد، كما يرى محللون. وخلافا للفريق الوزاري السابق المكلّف تصريف الأعمال، تضمّ التشكيلة الحكومية الجديدة أربعة وزراء من الأقليات: وزيرة مسيحية ووزير درزي وآخر كردي ووزير علوي، إلا أنّهم حصلوا على حقائب ثانوية. ويرى الباحث في الشأن السوري في مركز «سانتشوري انترناشونال» آرون لوند أن «الشرع يسعى إلى توسيع قاعدة دعمه». وقد تم تعيين العلوي يعرُب بدر وزيراً للنقل، وهو شخصية شغلت منصباً وزارياً في عهد الأسد قبل عام 2011. أما المرأة الوحيدة في الحكومة فهي هند قبوات المسيحية والتي عيّنت وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل. وكانت معارضة للرئيس المخلوع بشار الأسد، وشاركت سابقاً في اللجنة التحضيرية ل»مؤتمر الحوار الوطني» الذي عُقد في فبراير الماضي. تحديات انتقدت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال وشرق البلاد، الأحد الحكومة الجديدة، معتبرة أنها لا تأخذ «التنوع» في سورية في الاعتبار، وأكّدت رفضها تنفيذ أي قرارات تصدر عنها. وتضمّ الحكومة الجديدة كردياً واحداً هو محمد تركو غير المنبثق من الإدارة الذاتية. وكانت الإدارة الكردية قد توصّلت منتصف مارس إلى اتفاق مع السلطات الجديدة، يقضي بإدماج مؤسساتها ضمن الدولة، إلا أنّ بعض المحللين يخشون أن يبقى الاتفاق حبرا على ورق. وتأمل السلطة الجديدة عبر ذلك استكمال مسار توحيد البلاد، التي تمزّقت بفعل أكثر من 13 عاماً من الحرب الأهلية، ولا سيما أن الأكراد الذين يمثّلون 15 % من سكان البلاد، سبق أن انتقدوا الإعلان الدستوري الذي أصدرته السلطات لإدارة المرحلة الانتقالية. وفي هذا السياق، يقول آرون لوند إنّ «من الصعب على أي حكومة أن تنجح في تحقيق الاستقرار وضمان النجاح في ظل هذه الظروف». ويضيف: «السؤال الحقيقي هو ما مدى التأثير الفعلي لهؤلاء الوزراء». الصلاة في القصر الجمهوري شهدت القاعة الرئيسية في القصر الجمهوري في دمشق صلاة عيد الفطر لأول مرة في سورية بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وأقام المئات من السوريين الصلاة في القصر الجمهوري برفقة رئيس البلاد أحمد الشرع والوزراء وقادة من الجيش السوري وعدد كبير من المواطنين. كما شهدت ساحة الجندي المجهول فوق جبل قاسيون شمال العاصمة دمشق ولأول مرة أداء صلاة العيد بمشاركة الآلاف من الرجال والنساء. وشهدت أغلب الساحات في المدن والبلدات أداء صلاة عيد الفطر وسط مشاركة مئات آلاف من المواطنين كباراً وصغاراً. المواطنون السوريون يؤدون صلاة العيد (رويترز)