عزز الرئيس الكوبي فيدل كاسترو ونظيره الفنزويلي هوغو شافيز «محورهما» ضد واشنطن لمناسبة اجتماع قمة مصغرة عقد بينهما في هافانا بحضور رئيس بنما مارتن توريخوس وحوالى عشرين مسؤولاً حكومياً من دول المنطقة. وقد التقى المسؤولون الذين جاؤوا من اميركا اللاتينية وجزر الكاريبي عصر السبت في مسرح كارل ماركس في هافانا مع نحو خمسة الآف مدعو لتسليم شهادات الدفعة الاولى من خريجي كلية الطب الاميركية اللاتينية، اي 1610 اطباء جدد جاؤوا من 25 بلدا من البلدان النامية لتحصيل دراستهم مجاناً في كوبا، وبينهم 400 من فنزويلا. وقال عميد الكلية الدكتور خوان كاريسو استيفيس في كلمة القاها امام الحضور ان 46 ٪ من المتخرجين هم من الاناث و72٪ منهم يأتون من عائلات عمالية او فلاحية. والقطاع الجامعي الطبي الذي يشكل مفخرة لنظام كاسترو، خرج حتى الآن عشرين الف طبيب ارسلوا في «مهمات اممية» الى ستين بلداً نامياً خاصة في افريقيا واميركا اللاتينية، بينهم 13 الفاً في فنزويلا لوحدها. وحاليا، يدرس اكثر من عشرة الاف طالب من 28 دولة الطب في كوبا حيث يقيمون ويدربون على نفقة الدولة. واعلن الرئيس شافيز «ان السبيل الوحيد للخلاص بالنسبة لشعوبنا، السبيل الوحيد الحقيقي، هو الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي» لدول المنطقة. واضاف «ان اقتناعي يزداد رسوخاً يوماً بعد يوم بأن ذلك ليس ضرباً من الهذيان وليس حلما مستحيلا». من جهته انتقد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في خطاب مطول استمر زهاء الساعة و15 دقيقة واختتم به الحفل، بقوة الرأسمالية «هذا النظام الذي يقتل، وحتى ان لم يرد القتل، لان المجتمعات الاستهلاكية تتسبب بسقوط ضحايا اكثر مما تسببته القنبلتان» اللتان القيتا على هيروشيما ونغازاكي. وتعززت الروابط بين كوبا وفنزويلا بشكل ملفت في نيسان/ابريل الماضي مع التوقيع على اتفاق «اندماج اقتصادي» يهدف الى تخفيف مصاعب الاقتصاد الكوبي المتداعي. وبعد ان كان ياخذ عليه بانه زعيم «يساري شعبوي» اصبح هوغو شافيز الذي يعلن انضواءه تحت راية «المحرر» سيمون بوليفار (1783-1830)، يطالب «باشتراكية القرن الحادي والعشرين» تقوم على الماركسية. ويقوم الرئيس شافيز بزيارته الثالثة عشرة الى كوبا منذ وصوله الى الحكم في العام 1999. وهو يعزز مع كاسترو بانتظام العلاقات بين «الثورة البوليفارية» (نسبة سيمون بوليفار) التي باتت ثورة «اشتراكية» بشكل صريح والدولة الكوبية الثورية. ويشكل الزعيمان «محوراً» لا يخفي طموحاته الاقليمية ويكثران من المبادرات السياسية والاقتصادية المعارضة صراحة لواشنطن. وقد اتهمهما وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد هذا الاسبوع بالسعي لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال كاسترو متوجهاً الى فوج الاطباء الشباب «انتم من المقوضين الكبار للاستقرار. انكم تقوضون استقرار الالم والمعاناة»، في تلميح واضح الى تصريح رامسفلد. وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي وقع كاسترو وشافيز في هافانا اتفاقا بهدف تشجيع «البا» البديل «البوليفاري» لاميركا وهو مشروع اندماج على مستوى اميركا اللاتينية ردا على منطقة التبادل الحر للاميركيتين المدعومة من الولاياتالمتحدة. وقد ارسل حوالى عشرين الف طبيب في «مهمة دولية» الى نحو ستين بلداً نامياً منهم 13 الفاً الى فنزويلا. وبعد ان اعلن في البداية عن لقاء ثنائي بسيط لمناسبة حفل تخريج الاطباء تحولت زيارة شافيز الى هافانا الى قمة مصغرة في حضور حوالى عشرين مسؤولاً اقليمياً بينهم رئيس بنما مارتن تورريخوس. وقد كرس توريخوس الذي وصل بعد ظهر امس الأول تطبيع العلاقات مع كوبا التي قطعت العام الماضي مع العفو الذي اصدرته الرئيسة البنمية السابقة ميريا موسكوسو عن الناشط المعادي لكاسترو بوسادا كاريلس. كذلك كان حاضراً نائب رئيس الاكوادور اليخندرو سيرانو اضافة الى رؤساء وزراء سانت-فنسنت-وغرنادينز، وانتيغا-بربادوس، وسانت كيتس ونفيس. وتمثلت على مستوى وزاري كل من غواتيمالا وجمهورية الدومينيكان وجامايكا وبربادوس وبهاماس وغويانا وبيليزي وسانتا لوتشيا وترينيداد-توباغو.