إن مقدرة المديرين على قراءة الأحداث ومتابعة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تجعلهم في موقف جيد للارتقاء نحو الأفضل. كما أن الاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة من هذه التجارب هي الشارات التي تقدح زناد الإبداع والابتكار نحو تحقيق الأهداف.. والتعاليم الدينية السمحة تقول: «لا تسأل الله أن يخفف حملك، ولكن اسأل الله أن يقوي ظهرك». وفي رواية عن أبي ذر الغفاري قال: يا رسول الله.. ألا تستعملني؟ قال فضرب بيده على منكبي ثم قال: إنها أمانة وإنها ستكون يوم القيامة خزي وندامة.. إلا من أخذها بحقها وأدى عليه فيها وإنك ضعيف ولا يقدر عليها إلا القوي الأمين. فهذا أبو ذر الغفاري خامس من دخل الإسلام وله من الفضل والمنزلة والسبق رفض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوليه وذلك لعدم توافر شرط أساس من عناصر القيادة وهو القوة أو المقدرة على ادارة الناس وهذا بلاشك ليس تقليلا من منزلة ابي ذر ولكن لمعرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقدار أصحابه ومواهبهم حتى يضع الرجل المناسب في المكان المناسب. والأمانة التي حملناها وأشفق الله علينا لتقضي بأن نختار للأعمال أكفأ الناس للقيام بها فإذا ملنا عنهم إلى غيرهم فقد ارتكبنا بتنحية القادرين وتولية العاجزين جريمة كبرى. فالإسلام يدعو إلى إسناد الأعمال إلى ذوي الكفاية والنزاهة عملا بقوله تعالى: {إن خير من استأجرت القوي الأمين} لذا يمكننا القول إن المؤسسات الناجحة هي تلك التي تحسن اختيار قيادتها الإدارية ولا تتركها كلاً مباحاً للعابثين والمترفين، ذلك أن للقيادة تبعات والتزامات ومسؤوليات يجب عليهم تأديتها والقيام بها على أكمل وجه، ولا يقدر عليها إلا القوي الأمين! ٭ رئيس مركز المفهوم الجديد للتدريب والتوظيف والاستشارات