أكدت خطبتا الجمعة أمس بالمسجد الحرام والمسجد النبوي أهمية الالتزام بالأمانة وأدائها على أكمل وجه، وأشارتا إلى أن من الجرم العظيم والإثم المبين استغلال المناصب للمصالح الشخصية والاختلاس من الأموال العامة. وقال الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام: “إذا أردنا الوصول إلى أميز طرق الفلاح وأعظمها وأوسعها نفعا فإنه طريق الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا”. وتابع: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى الوظائف أمانات، وطلب من ذوي القوة الإحسان فيها والتيقظ لها، ونصح الضعفاء بالبُعد عن طلبها والتعرض لها؛ فقد سأله أبو ذر (رضي الله عنه) أن يستعمله؛ فضرب بيده على منكبه، وقال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها”. وأضاف: “إنَّ الوظائف كبيرها وصغيرها ليست وسيلة للترفع أو الترفه، إنما هي كيان دولة وضمان مجتمع وحاضر أمة ومستقبلها؛ فمن ولاه ولي أمر المسلمين عملا فضيع فيه فهو خائن للأمانة ولولي الأمر وللمجتمع بأسره”. من جانبه أكد حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي، حاجتنا إلى وقفات للمحاسبة ولحظات للمراجعة حينما تحل بنا الكوارث والمصائب، وألا نقف عاجزين عن معرفة الأسباب والعلل للعلاج ودرء الخطر في المستقبل؛ فالجواب على من تسلم قمم المراتب وتبوأ أعالي المناصب من الوزراء والمديرين والأمناء أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله (جل وعلا)، وزاد “إن القيام على تنفيذ المشاريع والمرافق التي تخدم المصالح العامة في البلاد والعباد هو أمانة كل مسؤول من أعلى سلطة إلى أدنى مستوى من المسؤولية”. وأفاد بأن أصحاب الشركات التي تبوأت مقاليد العمل في المشاريع العامة في بلاد المسلمين مسؤولون أمام الله عن كل ما يأخذون من المشاريع والأعمال التي يصرف عليها من بيت مال المسلمين؛ فلا يجوز لهم المبالغة في الأسعار، ولا الغش في التنفيذ، والتأخير في تنفيذ المشاريع؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”. وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي على أن تبذل أجهزة الرقابة جهدها في مراقبة كل صغير وكبير، وأن تُحاسب كل جهة مسؤولة عن كل مشروع محاسبة متناهية الدقة للجليل والحقير، باذلة أوجه التنقيب والمساءلة في كشف الحقائق وإظهار مواطن الزلل والخلل والفساد.