سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين الشريفين يزور وقف الملك عبدالله لوالديه في المدينة المنورة ويؤدي صلاة الجمعة في المسجد النبوي رافقه سمو ولي العهد وعدد من أصحاب السمو الملكي
قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله امس يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة لوقف الملك عبدالله لوالديه في المدينةالمنورة. وكان في استقباله أيده الله لدى وصوله مقر الوقف صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة وأعضاء مجلس أمناء وقف الملك عبدالله لوالديه صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وفضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين الاستاذ ابراهيم الطاسان وفضيلة الشيخ عبدالمحسن المحيسن وفضيلة الشيخ عبدالرحمن الحصين وفضيلة الشيخ عبدالعزيز الجربوع. ورافق خادم الحرمين الشريفين في زيارته صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وأصحاب السمو الملكي الامراء وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسؤولين. بعد ذلك أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صلاة الجمعة مع جموع المصلين في المسجد النبوي الشريف. وقد أم المصلين في صلاة الجمعة امس فضيلة الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف حيث القى فضيلته خطبتي الجمعة. وحمد فضيلة الشيخ صلاح البدير في مستهل خطبته المولى سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة وأوصى المسلمين بتقوى الله وقال ان تقواه أكبر مكسب وطاعته أعلى نسب قال تعالى «يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون». وأضاف فضيلته يقول تتفاوت البلدان والاوطان شرفا ومكانة وعلوا وحرمة ومجدا وتاريخا وتأتي بلاد الحرمين الشريفين وراعية المسجدين العظيمين وخادمة المدينتين المقدستين في المكان الاعلى والموطن الاسمى.. مهبط الوحي.. وموئل العقيدة ومأرز الايمان وحرم الاسلام ومحط أنظار المسلمين في جميع الامصار والاقطار ومهوى أفئدة الحجاج والزوار والعمار.. فيها الكعبة المعظمة وفيها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه الروضة المطهرة.. بلاد في ظلال الشرع وادعة.. وفي رياض الامن راتعة..ولاطراف المجد جامعة وان بلادا تعلن الاسلام منهجا والقرآن دستورا والشريعة حاكما ستظل في اطار الشرف والفخار والاجلال والاكبار.. بلدا آمنا مطمئنا.. ساكنا مستقرا.. متلاحما متراحما. ومضى فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي الشريف يقول الامن بالدين يبقى والدين بالامن يقوى ومن رام هدى في غير الاسلام ضل ومن رام اصلاحا في غير الاسلام زل ومن رام عزا في غير الاسلام ذل ومن اراد أمنا بغير الاسلام ضاع أمنه واختل نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله يقول جل في علاه «الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون». وأردف فضيلته يقول ان هذه البلاد المباركة ستبقى بحول الله تعالى ثم بعزمات رجالها وايمان أهلها وصدق ولائها ونصح علمائها حامية لمعاقد الدين من التغيير حافظة لموارد الشريعة من التكذيب لا تساوم على حساب دينها ولا تصانع على مقتضيات عقيدتها ولا تداهن على موجبات ايمانها وبذلك أضحت درة المدائن ودارة المحاسن وأرض الميامن.. بلد العطاء والنماء والوفاء والاسلام والسلام امتدت يد الخير منها الى كل منكوب وسرت يد العطاء منها الى كل مكروب فحماك الله يا بلاد الحرمين عزيزة بعز الاسلام منيعة محفوظة مصونة بحفظ الدين. وأضاف فضيلة الشيخ صلاح البدير يقول ان بالامامة والسلطان تحفظ البيضة وتصان الحوزة وتحمي الشريعة وتأمن السبل وينتظم الامن ويعم الخير والعدل ويرتدع الظلمة وتندفع الفوضى وتسكن الدهماء وينتشر الناس في الارض امنين ويمشون في مناكبها ظافرين بما تطيب به حياة الدنيا والدين.. والسمع والطاعة لامام المسلمين فريضة وطاعته في غير معصية من طاعة الله عز وجل يقول جل في علاه «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم» وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فاذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» متفق عليه وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» أخرجه مسلم.. وهاهي أيدينا تمتد الى ولاة أمرنا مجددين البيعة على السمع والطاعة والولاء والوفاء على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم صدقا من قلوبنا واخلاصا من نفوسنا في العسر واليسر والمنشط والمكره. ومضى فضيلته الى القول ان الجماعة منعه والفرقة مهيعة والجماعة لب الصواب والفرقة أس الخراب والفرقة بادرة العثار وباعث النفار تحيل العمار خرابا والامن سرابا وهي العاقرة والحالقة ومن قواعد الشرع المعتبرة وأصوله المقررة وأسسه المحررة أنه لا دين الا بجماعة ولا جماعة الا بامامة ولا امامه الا بسمع وطاعة فاحذروا سل الايدي عن ربقة الطاعة ومفارقة الجماعة واصيخوا السمع أيها الجمع لقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم «من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية» أخرجه البخاري وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن اخلاص العمل لله والنصيحة لولاة المسلمين ولزوم جماعتهم» أخرجه أحمد والترميذي وابن ماجة ومعنى لا يغل عليهن أي من لزمهن انتفى عن قلبه الغل والغش. وأضاف يقول لم يمش ماش شر من واش ورأس الاشرار كل محرش شمار ونصيحة الائمة واجبة على اليقين والانكار عليهم فيما يخالف الشرع حتم من الدين ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة واللين فعن عياض ابن غم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به فان قبل منه فذاك والا كان قد أدى الذي عليه له» أخرجه أحمد وابن ابي عاصم وله شواهد. وبين فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي الشريف أنه لا يجوز الخروج على ولاة أمر المسلمين ولا قتالهم ولا اظهار الشناعة عليهم ولا تحريك القلوب بالسوء والفتنة ضدهم ولا اشاعة أراجيف الاخبار عنهم ومن فعل ذلك فهو مبتدع.. على غير السنة وطريقة السلف.. يقول سهم بن عبدالله التستري رحمه الله تعالى «لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء فان عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم وان استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم» فاعرفوا لولاتكم وعلمائكم قدرهم وحقهم ترشدوا وتسعدوا. وقال ويدعى لولاة المسلمين بالصلاح والمعافاة والتوفيق والسداد يقول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى «لو أن لى دعوة مستجابة لجعلتها للامام لان به صلاح الرعية فاذا صلح أمنت العباد والبلاد». وحث فضيلته المسلمين على الثبات في زمن الزوابع والمتغيرات والفتن والتقلبات وقال انه لا رسوخ لقدم ولا بقاء لمجد ولا دوام لعز الا بالتمسك الصادق بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لانهما الميزان الحق والمقياس الصدق على طريق الخطأ والصواب وليس غير الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة حصنا من المخاطر وحرزا من المعاثر وجلاء عن الشبهة وموردا عند اللهفة وأنسا عند الوحشة وضياء عند الظلمة فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي» أخرجه الحاكم واختتم فضيلته خطبته بالقول اننا نعيش في قوة وصحة وأمن توجب الشكر لله بالمن.. وان من حق الله علينا وحق أجيالنا وأوطاننا أن نكون أوفياء للاسلام أمناء على الاسلام فلن تصان حمى الاوطان بمثل طاعة الرحمن.. تستديم بالطاعة النعم برغيد عيشها وطيب أمنها ونفيس زينتها وكفوا عن المعاصي المهلكة والذنوب الموبقة وتوبوا توبة صادقة تدفع عنكم النقم وتحرس عليكم النعم ويدم عزكم بين الامم. وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين أصحاب السمو الملكي الامراء وأصحاب المعالي الوزراء.