تقدم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة جموع المصلين أمس لأداء صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي الشريف الذي امتلأت اروقته وساحاته وسطحه بآلالاف من المصلين الذين تهافتوا منذ الصباح الباكر لأداء صلاة عيد الفطر المبارك. وأم المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ حيث استهل فضيلته عقب صلاة العيد خطبتي العيد بحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به على عباده من اتمام الصيام وقيام لياليه مهنئاً إياهم على إتمام الصيام والقيام وبقدوم عيد الفطر المبارك. ووصف الشيخ حسين آل الشيخ العيد في الإسلام بواحة فيحاء تفرح فيها النفوس المؤمنة بما أنعم الله بها عليها من التوفيق إلى الطاعات والمسارعة إلى الخيرات داعياً المسلمين إلى اتخاذ العيد مناسبة لتجديد النشاط في العبادة وجعله فرصة للتسامح والصفح والتراحم والعطف وتبادل التهاني بنفس راضية منطلقة. ومضى فضيلتة قائلاً: إن أعظم مقاصد الشعائر ومنها الصوم تحقيق الغاية من خلق الخلق وهي إخلاص الدين لله وحده والتوحيد الخالص له عز شأنه فأول واجب يطالع المسلمين في المصحف عبادة الله سبحانه وتعالى وأول نهي تجدونه عدم الشرك بالله مشيراً فضيلته إلى أن العلاج الناجع لواقع المسلمين المرير هو التمسك بالإسلام الصافي الذي تعلمه الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وطبقوه في شؤون حياتهم كلها ..نظام حياة متكامل ودستور إصلاح شامل فضائله من مشارق الأرض ومغاربها وعاشت الأمة قوية مهابه تشع للعالم كله سلاماً واحساناً ورحمة وعدلاً وحضارة ورخاء. وأكد فضيلة إمام المسجد النبوي أن الضمان الأوحد لدرء أسباب الهلاك والدمار ودفع عوامل الشر والأخطار هو الحفاظ الكامل على طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مع البعد عن الفواحش والموبقات والجرائم والمنكرات فما حفظت نعمة بشيء قط إلا بطاعة الله جل وعلا ولا حصلت بها الزيادة بمثل شكره عز شأنه وما زالت من العبد نعمة إلا بسبب ذنوبه ومعاصيه في النار المحرقة للنعم والجالبة للنقم ولهذه فما وقع للمسلمين الشقاء والبأساء والضراء إلا بسبب البعد عن المنهج القرآني والهدي النبوي. ووجه الشيخ آل الشيخ كلامه للمصلين بقوله: إن إخوة لنا في الإسلام يعانون في مواضع شتى من الظلم والاضطهاد والبطش والقتل والتشريد والإبعاد فمسؤولية الدول والمجتمعات والأفراد مسؤولية عظيمة أمام الله جل وعلا ثم أمام الضمير البشري بمناصرتهم والدعاء لهم ومد يد العون لهم والتخفيف من معاناتهم والوقوف معهم معنوياً ومادياً. وأضاف فضيلته: أن بعض بلدان المسلمين كالصومال تعاني من مجاعة مهلكة ومسغبة بالغة داعياً المسلمين إلى مد يد العون لهم بكل وسيلة ممكنة موجهاً شكره لخادم الحرمين الشريفين لوقفته المعهودة لقضايا المسلمين خاصة فيما وقع للإخوان في الصومال وأن تداعيات الأحداث التي مرت ولا زالت تمر بها بعض بلدان المسلمين وما وقع لها من تغيرات كبرى لتذكر أن هذه الدنيا فانية وأن الآخرة هي الباقية وأن الملك الحقيقي انما هو لله وحده يعز من يشاء ويذل من يشاء. وخاطب فضيلته جموع المصلين: إخوة الدين لنتذكر إزاء ما وقع من أحوال يشيب لها الولدان أن الإعراض عن تحكيم الله جل وعلا والبعد عن التحاكم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سبب إلا البلاء والشر المستطير ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقدوتنا يقول(ومالم تحكم ائمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) فالواجب على الحكام والمحكومين الخضوع لله جل شأنه والتذلل له سبحانه والوقوف عند شرعه ودينه وذلكم صمام الأمان والسبب الأوحد للتمكين والعزة والأمن والأمان.