منذ أن استلمت ادارة النصر الحالية المهمة قبل اعوام عدة نافس الفريق فيها على صدارة الدوري مرتين كانت الأولى بعهد الإيطالي والتر زينغا قبل عامين وتصدر بها النصر جدول الدوري لعدد من الجولات إلا أنها لم تستمر وأنهى موسمه المركز الخامس بعد أن كان من المتنافسين على لقب الدوري، وعاود الموسم الحالي مع الأوروغوياني كارينيو هذه الصدارة بعد مرور سبع جولات من بداية الدوري، ويطغى شعور الثقة والحماس على المدرج الأصفر من خلال رفع شعارات التحدي والعزيمة للمضي نحو تحقيق لقب الدوري الغائب عن خزينة النصر منذ اعوام طويلة وفي الطريق أكثر ما يشكل خطراً هم النصراويون أنفسهم على الصعيد الإداري والفني والجماهير إذ يكررون الأخطاء الدائمة مع اقترابهم للصدارة فيهاجمون التحكيم والإعلام والمنتخب مشككين في اختيارات المدرب للتشكيلة ويساهمون في شحن الفريق نفسياً، فتبدو لقاءات النصر وكأنها موقعة نهائي لا تقبل القسمة على اثنين كما حدث في لقاء الفريق الأخير أمام الفتح الذي كاد من خلاله أن يخسر اللقاء في ظل الشحن الكبير طيلة دقائق المباراة مما تسبب في طرد قائد الفريق حسين عبدالغني، وفي ذلك إعادة لسيناريو الصدارة في عهد الإيطالي زينغا عندما شحن النصراويون فريقهم وخسروا نقاطاً تسببت بعد ذلك في إقالة المدرب وفقدان الفريق لقوته والتراجع لمراكز متوسطة، واليوم يعاد تكرار مثل هذه التصرفات والتي إن استمرت ستعني أن النصر سيخرج من الموسم بلا لقب لاسيما وأن الدوري طويل والضغط النفسي على الفريق سيتسبب في فقدان النصر لعدد من النقاط مستقبلاً. كارينيو على النصراويين أن يستوعبوا الدرس الذي قدمه الفتح الموسم الماضي وكيف استطاع أن يحصل على لقب الدوري بعيداً عن الضجيج الإعلامي والشحن النفسي فكان الفتح ينتزع الفوز من منافسيه بأقل مجهود حتى بات الدوري قريباً من الختام ظهر الشحن النفسي والشد العصبي وهذا أمر طبيعي حدوثه في المراحل الأخيرة ولكن غير الطبيعي كما يحدث مع النصر في الجولات الأولى والعمل الذي قدمته الإدارة في هذا الموسم على وجه الخصوص كان عملاً لعودة النصر إلى سابق عهده بدأ بتجديد الثقة في المدرب كارينيو ومنحه فرصة أكبر بعد أدائه الموسم المنصرم كما تعاقد مع عدد من اللاعبين المؤثرين يحيى الشهري وعبدالرحيم جيزاوي إلى جانب الإبقاء على الثنائي البحريني محمد حسين والبرازيلي باستوس وجهزت الإدارة فريقها لينافس على البطولات هذا الموسم لكنها الآن تحتاج أن تعيد ترتيب أوراقها سريعاً في منتصف الموسم وتعيد للفريق الهدوء والثقة بالنفس ليكمل مشواره في الموسم من دون أن يعيد سيناريو تكرر قبل ذلك وينتهي الموسم ويخرج منه النصراويون بلا لقب أو إنجاز ويكمل سنواته العجاف من جديد.