صدّقني يا صاحبي الطيب، وصدّق هذا (الهدهد).. طبعًا أنت لا تمتلك (هدهد) نبي الله سليمان عليه السلام، الذي جاءه من سبأ بنبأ يقين، فذلك فضل اختصه به الله حينما علمه منطق الطير.. أنا هنا لا أتحدث عن هدهد سليمان وإنما عن هدهد هذا الزمان فلكل الناس هداهدهم.. أنا أقصد هدهدك أنت.. إحساسك الصادق الذي يقول لك (افعل) أو (لا تفعل).. هذا (الترمومتر) الذي تضعه تحت لسانك تصعد درجات حرارته وتهبط . إن قال لي بعض الناس كذا وكذا فأقول (مالي ومال الناس) .. ومالي ومال هذا السيل الجارف من (القدقدة).. قد . وقد.. وقد! أنا بهذا الإحساس لا أنصب محاكمة للناس.. ولا أقول هذا (طيّب) . وذاك (بطّال).. لكن أقول هذا يريحني وذاك لا يريحني.. ولا يصل الأمر بي مع الآخر إلى حد (الكراهية. إنني أشبه هدهد اليوم ب(الطير الأخضر)، الذي تذكره الأم لطفلها حينما تواجهه بأمر فعله وأخفاه عنها، سواء بلغها أو أحست به بشكل أو بآخر يسألها بذهول وقد عرف أنها تعرف: (مين قال لك)؟ فتقول: (قال لي الطير الأخضر)! إني أهدهد (هدهدي) فل تضيقوا واسعًا.. أنا مدان له بأشياء كثيرة.. أذكره بخير هو و(الطير الأخضر) الذي ظل في رؤوسنا الصغيرة يغرّد .. فإن كنا قد ضقنا به صغارًا وهو يشي بنا فقد نفعنا الله به بعد ذلك، وأصلح (فينا) ما لم يصلحه العطار! آخر السطور: " جايب لي سلام عصفور الجناين جايب لي سلام من عند الحناين.. نفّض جناحته ع شباك الدار متل اللي بريشاته مخبّي سرار سرار".!