بحضور مدير جامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور منصور بن محمد النزهة ألقى الداعية المعروف الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي مساء أمس الأول محاضرة بعنوان (سليمان والهدهد) ضمن البرنامج الجامعي الثقافي للعام الجامعي 1430/1431ه وذلك في قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة . وقد تحدث الدكتور العريفي في محاضرته وسط حضور كبير من منسوبي وطلاب وطالبات الجامعة التي أدارها عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتور عبيد بن سالم العمري عن قصة سليمان عليه السلام والهدهد وما تشتمل عليه من عبر ودروس يستفيد منها المسلم في حياته اليومية وكيف تقيم أثره وسلوكه وكيف تعامل النبي سليمان عليه السلام مع الهدهد قائلا (أن عدد الأنبياء الذين بعثهم الله إلى الناس (125.000) نبي ذكر منهم (25) نبياً في القرآن وفصل في حياة (11) نبياً وبعثتهم وحالهم مع أقوامهم كما استعرض الشيخ العريفي في محاضرته كيف عاش النبي سليمان عليه السلام وما آتاه الله من ملك واستعراضه في يوم من الأيام جيشه وسؤاله عن الهدهد والذي جاء بعد فترة قصيرة ليخبر سليمان عليه السلام أن سبب غيابه يعود إلى أنه وجد قوما تحكمهم امرأة ويسجدون للشمس من دون الله فأرسله سليمان عليه السلام برسالة إلى هذه المرأة يدعوها وقومها للإسلام. وأضاف الشيخ العريفي أن الهدهد تعامل مع النبي سليمان عليه السلام بصدق مخبره عن حال غيابه ومحذرا في الوقت ذاته المسلم من الكذب لما له من آثار عليه وما يسببه من اختلال في موازين الشخصية المسلمة وكذلك على الإنسان أن يختصر الحديث عند طلبه لفتوى أو حاجة من مسئول أو قاضي وذلك لكثرة شغلهم والمسئوليات الملقاة على عاتقهم لأن ذلك مدعاة لإضاعة الوقت حيث عرض الهدهد قضية المرأة الملكة وأوجزها ليكون درسا للمسلم الذي يجب أن يختصر ولا يطيل مستعرضا ما حدث بين سليمان عليه السلام والمرأة من انتقال لعرشها من سبأ وحتى مكانه في فلسطين واستشارتها لقومها وقدوم الملكة عليه وإسلامها ودخولها في دين الله عز وجل. وذكر الشيخ العريفي خروج جيش سليمان عليه السلام ومروره بوادي النمل وتحذير ملكة النمل من قيام الجيش بتحطيم بيوتهم وسماع النبي سليمان عليه السلام لما قالته ملكة النمل وشكره لله على ما انعم به عليه داعيا الحضور إلى شكر الله والمداومة على ذلك وأن الشكر يزيد في النعمة ويديمها وهذا ما دعا سليمان عليه السلام إلى شكر الله على نعمة القوة والملك. وبين الشيخ العريفي أن من ظلم الإنسان لنفسه البقاء على الشرك والكفر وأنه أعظم الظلم وأن على المسلم إتباع الطريق السوي وعدم المكابرة والتمادي في الخطأ ومجانبة الصواب بل عليه الاستماع وتحكيم شرع الله وسرعة الاستجابة للأوامر الإلهية. وفي ختام المحاضرة استمع الشيخ العريفي لعدد من المداخلات والأسئلة من الحضور.