دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم الثلاثاء في افتتاح دور انعقاد جديد للبرلمان إلى «إصلاح شامل»، وقال الشيخ صباح أمام نواب مجلس الأمة الذي انتخب في يوليو الماضي في خضم تأزم سياسي "حان الوقت لإطلاق مرحلة فاصلة جديدة ونقلة نوعية كبرى هدفها الإصلاح الشامل واستكمال البناء والتنمية والتطوير في كافة مناحي الحياة". واعتبر أمير البلاد أن ذلك "يستوجب إعادة النظر في تشريعات وسياسات ومفاهيم وممارسات تجاوزها الوقت والظروف ولم تعد صالحة لحاضرنا ومستقبلنا"، ودعا أمير الكويت في هذا السياق الى "اعتماد منهجية عمل جديدة". وقد أكد رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الصباح في جلسة البرلمان اليوم أن الإصلاحات الشاملة باتت "حاجة وطنية ملحة"، وتجني الدولة 94% من عوائدها من النفط، فيما يذهب القسم الأكبر من الإنفاق على الرواتب ودعم الأسعار وعلى الأمن والدفاع. وتأتي دعوة الامير إلى الإصلاح الشامل غداة تأكيد الحكومة في خطتها المقدمة للبرلمان انها تسعى إلى إعادة النظر في سياسات دعم الأسعار وفي أسعار الخدمات والسلع، فضلاً عن التوجه للحد من الانفاق العام، كما اعتبرت الحكومة أن نموذج "دولة الرفاه" التي ترعى المواطنين من المهد إلى اللحد "غير قابل للاستمرار". وكان البرلمان الحالي انتخب في يوليو الماضي في عملية انتخابية كانت الثانية في أقل من ثمانية أشهر وفي مقاطعة أطياف من المعارضة، وكان صندوق النقد الدولي حث الكويت مطلع الشهر على خفض الإنفاق العام الذي تضاعف ثلاث مرات في غضون سبع سنوات، وذلك للحد من مخاطر حصول أي انخفاض في أسعار النفط.