عُرف عن المدرب الوطني طوال الأعوام الماضية أنه ل "الطوارئ" فقط ويعود سبب ذلك إلى عدم ثقة مسيري الأندية السعودية بإمكانياته بعكس المدرب الأشقر الذي يجد ترحيباً كبيراً في ملاعبنا حتى وإن كان في "ديرة" وعالم التدريب في "ديرة أخرى". وبالرغم من أن مدربين وطنيين كُثر قادوا المنتخبات السعودية وفرقهم إلى منصات التتويج بالذهب مثل خليل الزياني ومحمد الخراشي وخالد القروني وناصر الجوهر وعبداللطيف الحسيني إلا أن مهمتهم كانت تنتهي بحضور المدرب الأجنبي. الهلاليون في هذا الموسم خالفوا القاعدة عندما وضعوا كامل ثقتهم في ابن النادي سامي الجابر وسلموه قيادة الفريق فنياً مع نهاية الموسم الماضي، ومنحت الإدارة الهلالية الجابر كامل الصلاحيات بالإضافة إلى أنها تعاقدت مع طاقم فني أوروبي لمساعدته في الجهاز التدريبي. قرار الإدارة بتعيين سامي الجابر مدرباً ل "زعيم آسيا" أثار حفيظة البعض إذ بدأوا في التشكيك بقدراته وبإمكانياته التدريبية من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بيد أن الجابر لم يلتفت لهم واكتفى بالرد عليهم داخل المستطيل الأخضر من خلال قيادة فريقه نحو الانتصارات المتتالية، وبالرغم من الخسارة الأخيرة من الرائد والتي أفقدت الهلال صدارة دوري "جميل" إلا أن الجابر نجح في أول ست جولات إذ لم يخسر سوى مباراة واحدة وتعادل في مثلها مع الأهلي وفاز في أربع مباريات إحداها "كلاسيكو" الاتحاد وبنتيجة كبيرة 5-2. الغريب أن محاربي المدرب الوطني سامي الجابر توجهوا إلى ملابسه التي يرتديها في المباريات بعد علموا بأن حملتهم عليه كمدرب لم تؤت بثمارها، وأصبحت ملابس الجابر وحركاته خلال المباريات الشغل الشاغل لتلك الفئة، وكأنهم لم يجدوا عيبا في الذهب فقالوا بريقه يتعب العيون. سامي الجابر مشروع مدرب كبير إذ يمتلك عقلية كروية وكاريزما تشفعان له بالمضي قدماً نحو تحقيق أهدافه كمدرب مثلما حققها كلاعب أسطوري قاد فريقه والمنتخب السعودي نحو "الذهب"، وليت تلك الفئة التي عكفت على محاربة الجابر ليل نهار تعلم بأن الكرة السعودية تحتاج إلى أكثر من مدرب وطني في الأعوام المقبلة، فالدعم الذي وجده مدرب الفيصلي الأردني علي كميخ والتعاطف الكبير من قبل الجماهير السعودية يستحقه سامي الجابر أيضاً.