منذ منتصف الثمانينات الهجرية والمنافسة بين قطبي العاصمة الهلال والنصر أو النصر والهلال لم تهدأ بل انها أخذت تشتعل عاماً بعد آخر سواء كان ذلك داخل المستطيل أو خارجه، اللاعبون والإداريون والإعلاميون والجماهير يدركون جيداً حجم تلك المنافسة التي جعلت من مباريات الفريقين وجبة دسمة للمهتمين بشأن الرياضة السعودية حتى وإن كانت الكفة باتت تميل في الأعوام الأخيرة بشكل كبير لمصلحة "الزعيم" خصوصاً مع ابتعاد "فارس نجد" عن منصات التتويج. طوال العقود السابقة اشتعلت الساحة الرياضية بنزالات خاصة بين الطرفين خارج المستطيل الأخضر، لعل أبرزها تلك المقارنة بين المهاجمين ماجد عبدالله وسامي الجابر والتي استمرت حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى تنافسهما في وقت سابق على استقطاب اللاعبين وماصاحب تلك الاستقطابات من شد وجذب ولعلنا نتذكر جيداً قضية الحارس حسن العتيبي والمهاجم الكويتي جاسم الهويدي. اليوم انتقلت المنافسة بين الهلاليين والنصراويين إلى عالم التدريب وأضحى هنالك تنافس من نوع آخر بينهما من بطولة المدربين الوطنيين سامي الجابر وعلي كميخ، فالأول سيقود الهلال في الموسم المقبل أما كميخ فبدأ مهمته في تدريب الفيصلي الأردني. الهلاليون ثقتهم لا حدود لها في سامي الجابر، والأمر ذاته ينطبق على النصراويين مع مدافعهم السابق علي كميخ، وهو ما أشعل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والمنتديات طوال الفترة الماضية إذ ان كل طرف منهما يُراهن على نجاح من ينتمي لناديه، ليس كذلك فحسب بل ان الهلالي أخذ يُقلل من قدرة علي كميخ على النجاح في مهمته التدريبية مع الفريق الأردني والعكس صحيح بالنسبة للنصراوي. ولعله من المتوقع أن ترتفع وتيرة المنافسة والنقاشات بين أنصار الجابر وكميخ في الأيام المقبلة وذلك مع انطلاقة المنافسات الرسمية في السعودية والأردن، وهو ما ينبئ بمنافسة من نوع آخر بين أنصار الهلال والنصر لم نعتد عليها في وقت سابق بسبب شح المدربين الوطنيين واقتصارهم طوال السنوات الماضية على أسماء عدة لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة. كمحايدين نأمل أن يحالف التوفيق سامي الجابر وعلي كميخ في رحلتهما التدريبية وأن يصبحا مدربين مميزين تستفيد منهما الكرة السعودية في المستقبل، وتبقى مهمة الاتحاد السعودي لكرة القدم في دعمهما مطلوبة ومهمة ليكملا مسيرتهما بالطريقة التي تجعلنا نكسب اسمين تدريبيين مميزين. كميخ