استضافت لندن العام الماضي واحدة من أنجح دورات الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي ستبقى خالدة في الذاكرة لأجيال قادمة. شهد الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم أفضل ما لدى بريطانيا في أرض الملعب وخارجها. وقد شكلت انجازات المنتخب البريطاني الأولمبي والبارالمبي الهائلة حافزا للتجديد والنمو والتفاؤل في جميع أرجاء المملكة المتحدة. ولايزال التأثير الإيجابي لهذا الإرث واضحا في كل جانب من جوانب الحياة البريطانية، انطلاقا من عدد الرياضات التي نمارسها إلى حجم السلع والخدمات التي نصدرها. إلا أن هذا كله لم ينجم عن محض الصدفة، فلقد أشيد بقدرتنا التخطيطية لهذا الإرث العظيم من قبل اللجنة الأولمبية الدولية واعتبر على أنه "مخطط" لألعاب المستقبل. وبحلول عام 2022 سوف تقدم هذه الطاقة الإبداعية التي استلهمت من عام 2012 تغييرا دائما في المملكة المتحدة ينعكس في نظرتنا للرياضة والعلاقات في مجتمعاتنا واقتصادنا وتغيير ملامح منطقة شرق لندن ونشرنا للوعي حول الاحتياجات الخاصة. لا يمكن المبالغة في تقدير الفوائد الاقتصادية للألعاب الأولمبية على المملكة المتحدة. لقد استجابت الشركات الكبيرة والصغيرة في أرجاء المملكة المتحدة لهذه الفرصة الفريدة من خلال توفيرها للسلع والخدمات عالية الجودة لدورة الالعاب. وعكس ذلك قدرة شركات وأعمال المملكة المتحدة على الإبداع والانجاز. فلقد قامت هذه الشركات بتصمييم وبناء المتنزه الأولمبي، إذ زادت نسبة عقود البناء التي منحت للشركات في المملكة المتحدة على 90 %. وبرهنت هذه الخبرة على أنها قد باتت الأكثر طلبا في جميع أنحاء العالم. فحيثما أسافر، أُسأل عن الشركات والأشخاص الذين قدموا هذه الالعاب. وتقدر قيمة الصفقات التي ربحتها شركات المملكة المتحدة بما يزيد على 100 مليون جنيه استرليني من نهائيات كأس العالم لعام 2014 ودورة الألعاب الأولمبية والبرالمبية لعام 2016 في البرازيل. كما ربحت الشركات البريطانية أيضا 60 عقدا لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية القادمة في سوتشي في روسيا، التي تشمل كل شيء من خدمات الهندسة المعمارية والتصميم للاستشارات وتوريد المعدات. تؤمن الشركات البريطانية في إرث دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية. وفي استطلاع بريطاني عقد مؤخرا، وجد أن 63% من المنظمات البريطانية ترى أن دورة لندن 2012 شكلت منبرا هاما للمملكة المتحدة. تواصل هذه الألعاب تعزيزها للسياحة، إذ تشير تقديراتنا إلى أن حجم السياح الأجانب إلى المملكة المتحدة سوف ينمو بنسبة ثلاثة في المائة خلال هذا العام فقط. وهذا يعني مليون سائح أجنبي إضافي إلى المملكة المتحدة في عام 2013. ونحن نسعى لزيادة عدد السائحين الأجانب الراغبين بزيارة المملكة المتحدة بسبب الألعاب الأولمبية إلى 4.6 ملايين بحلول عام 2015، مما يعني ربحا يقدر بقيمة 2.3 بليون جنيه استرليني. إن من أحد الجوانب الرئيسية لنجاح إرث الألعاب الاولمبية هو القدرة على إعادة استخدام وتوظيف المقرات والبنى التحتية التي تم إنشاؤها من أجل هذه الألعاب. وكان من المقرر منذ البداية أن يكون المتنزه الاولمبي جزءا لا يتجزأ من لندن لما من شأنه توفير منازل ومرافق للأجيال القادمة. وكما هو مخطط، فقد استطعنا تأمين مستقبل الأماكن الثمانية الدائمة في المتنزه الاولمبي. حيث سيتم الآن استخدام الملعب على مدار السنة لإقامة عدة ألعاب مختلفة بما في ذلك كرة القدم، وألعاب القوى – لاسيما بطولة العالم لألعاب القوى التي ينظمها الاتحاد الدولي لألعاب القوى وبطولة ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة التي ستنظمها اللجنة البارالمبية الدولية في عام 2017 فضلا عن إقامة حفلات موسيقية وفعاليات ثقافية. تسير الآن عملية تحول المتنزه الاولمبي على قدم وساق، وقد شرعت الدفعة الأولى من السكان للانتقال اليه. وعند استكمال التحول سيتم تقديم ما يصل إلى 8،000 وحدة سكنية جديدة، مستكملة بالمدارس والمراكز الصحية في منطقة كانت تعرف ذات يوم بأنها من أكثر المناطق حرمانا في لندن. ونحتفل بما حققناه حتى الآن، لاسيما مع الاصطفاف المذهل أمام متنزه الملكة إليزابيث الاولمبي الجديد، بما في ذلك عودة الأساطير الرياضية العالمية لذكرى الألعاب والحفل الموسيقي اللاسلكي والفعاليات الثقافية والموسيقية وغيرها من الأنشطة التي تُشعر الجميع بأنهم جزء منها. وبالطبع فان إرث لندن لعام 2012، الذي أعلق عليه أهمية خاصة، يتمركز حول التعريف بطريقة تفكيرنا بمدى أهمية الرياضة والأنشطة البدنية في المملكة المتحدة. تشجع الحكومة وتسهل المشاركة في جميع المجالات بدءا من الأنشطة الشعبية وانتهاء برياضات النخبة، لقد قمنا بإرساء عادة سوف تستمر مدى الحياة وتجعل الناس ينظرون إلى الرياضة والنشاط البدني على انه جزء من حياتهم اليومية، وقد اثبت البحث بأننا نحقق الهدف لاسيما مع تزايد أعداد الناس التي تشارك بانتظام في ممارسة الأنشطة الرياضية في إنجلترا. لقد بدأنا ب "إلهام الجيل"، وستكون هذه رحلة طويلة ولكن كل شيء يشير إلى أننا نمضي على طريق النجاح وان ثمار هذا النجاح بدأت تلوح في الأفق. * سفير الإرث البريطاني في الألعاب الأولمبية والبارالمبية ورئيس اللجنة الأولمبية البريطانية