أدى تزامن مواسم الصرف المادي في زيادة معدلات نسب الإنفاق للأسرة، حيث الإجازة الصيفية ومتطلبات السفر، واحتياجات شهر رمضان المبارك، والعيد، ثم العودة إلى المدارس؛ مما يشكّل هاجساً لأرباب الأسر في توفير مستلزمات أبنائهم، خاصةً من أصحاب الدخل المحدود، حيث لا تفي السيولة المادية لدى الأب بالغرض المطلوب، وأصبح تفكيره منصباً في طريقة إنقاذه من مأزق الإنفاق اليومي، وتحديداً مع تزايد العروض التجارية والترويجية هذه الأيام. وذكر «عبدالله الفهد» أنّ موسم الإجازة الصيفية أصبح يشكل عبئاً عليه، فما أن يبدأ الموسم تبدأ معاناته في إيجاد طريقة لتوفير سيولة تكفي لتلبية مطالب الأسرة، من مشتريات، ولوازم، وهدايا، ومصروفات متنزهات وأسواق، وغيرها الكثير؛ مما يجعله دائم الاقتراض لتوفير السيولة المادية، وأصبح يعاني من الديون بسبب هذه المواسم، التي أرهقته في الالتزام بالمصروفات. واشتكى «محمد الجابر» من الوضع الذي تعيشه أسرته في الإجازة الصيفية؛ من كثرة المصروفات، حيث أنّ زوجته وبناته يصبحون أكثر نهماً للتسوق حين يقبل الصيف، ويسعون يومياً للخروج من المنزل للإنفاق دون حاجة؛ بذريعة التنزه الذي يتطلب الدفع بشكل مستمر، من دون أي تقدير للدخل الشهري، مشيراً إلى أنّ تقليد العوائل لبعضهم البعض هو ما يدفعهم للإنفاق دون مبالاة، خاصةً الفتيات والزوجة؛ مما يسبب الضغط المادي على كاهل الزوج، الذي يضطر أحياناً للاستدانة أو الاقتراض. ولفت «رياض الحمدان» إلى أنّه كثيراً ما يتعجب من زوجته التي أصبحت تهتم بالصيف ومشترياته، مبيّناً أنّها كثيراً ما تطالبه بالإنفاق على الملابس والمجوهرات والهدايا؛ بحجة منافسة أخواتها وقريباتها، اللواتي غالباً ما تكثر اجتماعاتهن صيفاً، مضيفاً: «كثيراً ما أحتاج لتقسيط ديون من أجل مشتريات إضافية لا حاجة لنا بها وتعتبر من الكماليات»، مشيراً إلى أنّ المرأة بطبعها تحب الشراء، وهذا هو المعتاد عليه، لكن أن يكون الشراء بالشكل المعقول، فهذا لا بأس منه لا أن تبذخ وتسرف في المشتريات، فهذا يعرض سيولة الزوج الصيفية للهدر في أسرع وقت؛ مما يعرضه للضغوط النفسية. وقالت «ربيعة الشمري»: «يشكل الصيف بالنسبة للأسرة هاجساً دائماً، فالتفكير كله منصب حول كيفية إنفاق ما في الجيوب، وبالنسبة لي ولأبنائي فأنا دائماً ما ألتمس الوسط لي ولعائلتي في الإنفاق، نخرج ونتنزه ونصرف بالمعقول، أما ما نراه من بعض العوائل في محاولة قضاء الإجازة الصيفية أكملها بمصروفات ضرورية وأغلبها غير ضرورية فهذا أمر مرفوض لدي أنا وعائلتي، فنحن ننفق الوسط ليس لحد الإسراف والتبذير، إذ تتلاحق المواسم الأربعة: الصيف، ورمضان، والعيد، وعودة المدارس؛ ما يضطرنا لتقسيم المصروف عليها، كي نؤمن لأنفسنا متطلباتنا. وأكّدت «خيرية سالم الزبن» - أخصائية اجتماعية ومديرة هيئة حقوق الإنسان بحائل - على أنّ بعض الأسر تبالغ في الاستهلاك، دون النظر إلى عواقب الأمور، والتي يحصل بسببها مشاكل أسرية؛ نظراً لعدم توفير الزوج سيولة للأسرة، أو مشاكل مادية في الاضطرار للاقتراض، من أجل تلبية متطلبات وكماليات تهم الزوجة وسرعان ما تنتهي أو تطلب تجديدها، لتستمر على هذا الوضع حتى نهاية الموسم. وأضافت أنّ المتضرر الأول هو الزوج، الذي وقع ضحية الصرف والتبذير دون وجه حق، منوهةً بأنّ نسبة الاستهلاك تتضاعف في الصيف؛ مما يجعل الأسر بحاجة لسيولة مادية إضافية، حيث يعتبر مصيدة لالتهام ما تبقى في جيوب الأزواج، الذين تحتم عليهم مناسباتهم توفير ما تحتاجه الزوجة والأولاد، منتقدةً تصرفات بعض الزوجات في الضغط على رب الأسرة لتوفير المال الذي قد تضيعه بلحظات. وأشارت إلى أنّ قلة الوعي هو سبب الإنفاق والصرف وعدم التخطيط للميزانية؛ مما يوقع الأسرة في تدني سيولتهم المادية، وقد يحتاجون لإعادة الاقتراض، مضيفةً: «لا تجد فقط الزوج وحده من يتحمل توفير مال للمواسم، أيضاً قد تكون الزوجة شريكة من باب التعاون، ومع ذلك بعضهم لا يحسنون التصرف، من خلال ما نرى ونسمع من تورط كثيراً منهم في الديون».