من خلال اطلاعي على الكاريكاتير المنشور في الجزيرة بتاريخ الخامس والعشرين من رمضان 1432ه وعدد رقم 14210 الذي كان يصوّر الراتب على أنه فريسة سهلة ولقمة سائغة لأسماك القرش المفترسة على أنها هي المصروفات الموسمية والسنوية لأرباب الأسر، وهي مصروفات رمضان ومصروفات العيد ثم مصروفات المدارس، وهناك مصروف رابع ربما غاب عن ذهن الرسام وهي مصروفات الإجازة الصيفية وما يتبعها من تذاكر وسكن وترفيه وهدايا.. إلخ. وهذه المصاريف السنوية التي أصبحت اليوم هاجساً مقلقاً للكثيرين من أولياء الأمور وأرباب الأسر ربما لأنها تأتي بشكل متتابع ومتقارب وفي فترة زمنية قصيرة ومحددة ولهذا تكون صعبة ومقلقة ومربكة للميزانية الخاصة بالأسرة. والحل ليس بالاقتراض أو بيع بعض الممتلكات الخاصة لتوفير السيولة المالية لهذه المصاريف، بل لا بد من حل جذري لأساس المشكلة والوقوف على حلّها وهو بالاقتصاد قدر الإمكان في المشتريات والبعد عن الاستهلاك العشوائي ووضع الأولويات عند التسوّق وذلك بشراء الحاجيات الأساسية وتأجيل الكماليات، كما أنه لا بد من التنظيم المالي ووضع ميزانية سنوية مصغرة للمنزل والأسرة. وإن البذخ والاستهلاك المفرط لبعض الأسر حوّلها من أسرة مدخرة للمال إلى أسرة مقترضة وهذه بداية الكارثة، حيث تتراكم الديون والقروض من كل جهة ويوماً بعد آخر وبالتالي يصعب تسديدها من قبل رب الأسرة وقد تكون النهاية السجن لا قدَّر الله. ناصر محمد الحميضي