الضائقة المالية أحبطت الفرسان كان هبوط الوحدة إلى دوري الدرجة الأولى العنوان الأبرز، والحدث المنتظر، من جميع المتابعين، وفي مقدمتهم محبي وجماهير الوحدة، منذ منتصف الموسم الماضي، بعد أن تذيل ترتيب الدوري منذ انطلاقته وحتى نهايته، بنتائجه المتواضعة وظهوره الضعيف في السواد الأعظم من مباريات الدوري، فكانت المحصلة الأخيرة المركز الأخير في ترتيب الدوري ب 12 نقطة فقط، بالخسارة في 18 مواجهة، مقابل التعادل في ست لقاءات، والفوز في مباراتين فقط، وسجل مهاجموه 26 هدفا، فيما استقبلت شباكه 52 هدفا، ورغم نجاح الوحدة في تجاوز الاتفاق في الدور ثمن النهائي من مسابقة كأس ولي العهد بهدف وحيد، إلا انه سرعان ما غادر البطولة في الدور التالي، بثلاثية نظيفة أمام الرائد. أربعة مدربين في موسم وبيع عقود المحليين أخطاء كارثية قرارات مصيرية ثلاثة قرارات متتابعة وضعت الوحدة فوق بركان ثائر لم يهدأ حتى الآن، بدأت بقرار الهبوط الشهير في تاريخ الأندية السعودية قبل نحو ثلاثة مواسم، وبقرار إداري من الاتحاد السعودي وصلت أصداؤه إلى أروقة الفيفا، وهبط الوحدة قسريا تحت تأثير القرار إلى دوري الدرجة الأولى مجددا بعد نحو عشرة مواسم متواصلة في دوري الأضواء. وجاء القرار الثاني بإبعاد رئيس النادي المنتخب جمال تونسي عن إدارة النادي، مما أثر سلبا على أوضاع الوحدة، وأدى إلى تباعد واسع بين النادي وأعضاء الشرف، ليزيد هذا القرار من أوجاع الجسد الوحداوي، فكان تأثير القرار الثالث بتكليف لجنة لإدارة شؤون النادي، اقل وطأة على النادي في بداياته، بل كان مثيرا حينها للاطمئنان في المدرج الوحداوي العريق، إلا أن المستقبل لم يكن يخبئ للوحدة سوى المزيد من الخيبات، مع اللجنة الجديدة، ومع إدارة النادي التي تم تكليفها برئاسة علي داود. هبوط فصعود ثم هبوط ذاقت جماهير الوحدة الأمرين بعد هبوط الفرسان إلى دوري الدرجة الأولى قبل موسمين، ليبدأ الوحداويون رحلة البحث عن الصعود من جديد بعد تكليف الرئيس الجديد للنادي علي داود، وعلقت الجماهير أملها بالرئيس وأعضاء إدارته في صياغة عمل منظم، يعيد الوحدة إلى موقعه الطبيعي بين الكبار، فكانت العودة السريعة للأضواء، رغم صعوبة المراس في دوري الأولى، إلا أن طموحات الوحداويين سرعان ما تبخرت، وعاد الفريق لنقطة الصفر بتذيله ترتيب دوري زين في الموسم الماضي، واستسلامه باكرا للهبوط، معلنا العودة السريعة من جديد إلى دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل. أخطاء إدارية فادحة كانت الفجوة واسعة بين إدارة النادي وأعضاء شرفه، مما حجب الدعم عن النادي، وبات الوحدة يعيش تحت وطأة الضائقة المالية، التي ألقت بظلالها السلبية على مسيرة النادي في دوري الأضواء، وزادت الأخطاء الإدارية الفادحة التي صنعتها الإدارة الجديدة أوضاع الوحدة سوءا على سوء، فكان استمرار المدرب المصري بشير عبدالصمد مع الوحدة أول القرارات الخاطئة، قبل أن يستقيل بعد أربع جولات فقط من الدوري، كانت نتيجتها تعادلا وحيدا وثلاث خسائر، كما نال الإخفاق من معسكر الوحدة الإعدادي في تركيا، جانبا كبيرا في ظل غياب اللاعبين الأجانب، الذين اكتفت إدارة الوحدة بالتعاقد مع اثنين منهم بدلا عن أربعة كبقية الأندية في الفترة الأولى للانتقالات، فيما كان الخطأ الأكبر في استغناء الوحدة عن عدد من لاعبيه المحليين، دون أن يتعاقد مع لاعبين بدلاء لهم، مما أثر كثيرا على مستويات وضعف الأداء، وكانت الضائقة المالية عنوانا لكل مشاكل الوحدة هذا الموسم. أربعة مدربين في موسم تعاقب أربعة مدربين على قيادة الجهاز الفني الوحداوي في موسم واحد فقط (الموسم الماضي)، كان أولهم المدرب الذي قاده للصعود من دوري الدرجة الأولى المصري بشير عبدالصمد، واستقال كما سبق بعد أربع جولات فقط، ليتم تكليف ابن النادي والمدرب الوطني بدر هوساوي، الذي قاد الوحدة في جولتين فقط، ليتم التعاقد مع جهاز فني جديد بقيادة المدرب التونسي وجدي الصيد، ليستمر مدربا للوحدة في احدى عشرة جولة فقط، ليحل المدرب الوحداوي الرابع في موسمه الأول بعد العودة للأضواء، فجاء المدرب التونسي خليل عبيد، الذي حقق نتائج جيدة مع الوحدة، ولكنها كانت متأخرة كثيرا ولم تنقذ الفريق من الهبوط من جديد، إلى دوري الدرجة الأولى. اكتفاء بلاعبين أجنبيين أحدث قرار الإدارة الوحداوية بالاكتفاء بعنصرين اثنين فقط من أربعة أجانب، لدعم الوحدة بعد صعوده لدوري زين، خلال فترة الانتقالات الصيفية، أصداء واسعة تستغرب لجوء الإدارة لهذا القرار، الذي أحبط الوحدة كثيرا خصوصا وان الاختيارات التي وقعت على محترفين اثنين لم تكن ناجحة، مما زاد الأمر وطأة على ضعف المردود الفني من اللاعبين الأجانب، خلال هذه الفترة، ووقع الاختيار الأول على المدافع المالي سيكو دومبيا، والمهاجم السوداني محمد بشير بشه، ولم يقدما ما يشفع لهما بالاستمرار مع الوحدة في النصف الثاني من الدوري، لتعود الإدارة الوحداوية للقرار المفترض سلفا وتتعاقد مع أربعة أجانب جدد، كان أبرزهم لاعب الوسط البرازيلي فينيسيوس ريتشي، الذي احدث فارقا مميزا في وسط الوحدة منذ انتدابه، كما تعاقد النادي مع المدافع النرويجي بامودو كاه، المدافع البرازيلي تياقو قوميز والمهاجم الأردني احمد الشربيني، وأحدث الرباعي تغييرا ايجابيا كان متأخرا جدا ولم يشفع للوحدة بالبقاء في الأضواء. رحيل النجوم لا يعوض تميز فريق الوحدة في العقد الأخير بإنجاب النجوم المميزين في مختلف المراكز، معظمهم الآن يمثلون ركائز أساسية في فرقهم الجديدة، أبرزهم المهاجمون ناصر الشمراني، عيسى المحياني، مهند عسيري، مختار فلاتة وسلمان صبياني، ولاعب الوسط احمد الموسى، والمدافعون أسامة هوساوي، كامل الموسى، كامل المر، عدنان فلاتة وإبراهيم الزبيدي وغيرهم فلم تفلح إدارات النادي المتعاقبة، وصولا لإدارة علي داود، في استثمار العوائد المادية، جراء انتقالهم، فلم يكن البدلاء الجدد في مستوى النجوم السابقين، وأخفقت إدارة النادي الحالية في استقطاب لاعبين مميزين من أندية أخرى، يساهمون في تقوية الصفوف الوحداوية، ودعم الوحدة على المضي قدما في المنافسة القوية بعد صعوده. تصحيح المسار الوحداوي نادت أصوات شرفية وجماهيرية عقب هبوط الوحدة بإنهاء تكليف لجنة تطوير النادي، واستقالة مجلس الإدارة الحالي، مع إعادة تشكيل مجلس هيئة أعضاء الشرف، ليجتمع الكل على طاولة واحدة، ويتم وضع الخطط التنظيمية لجميع ألعاب النادي، وجميع أموره المالية والإدارية، ووضع الخطط الرئيسية لكل الفرق، ووضع الميزانيات لكل الألعاب، وخاصة فيما يخص الفريق الأول لكرة القدم، ويتم بعد ذلك انتخاب رئيس توافقي منتخب، من خلال المجلس الشرفي، يقوم بإدارة شؤون النادي، وتنفيذ الخطط التنظيمية في مدة زمنية محددة، ونادى شرفيو النادي وجماهيره أخيرا بتعجيل عقد الجمعية العمومية، بعد أن سرت أنباء بأنها ستعقد في شهر أكتوبر المقبل، خصوصاً وأن الإدارة الحالية منحت لاعبي الفريق الأول إجازة مفتوحة، إذ لم تبلغهم بموعد عودتهم لأداء التدريبات، استعدادا للموسم المقبل، كما أنها لم تفاوض أيا من اللاعبين الأجانب على الاستمرار، بالرغم من الموافقة على مشاركة اللاعب الأجنبي في دوري ركاء الموسم المقبل. علي داود: الضائقة المالية أثرت على الوحدة وفي حديث سابق لرئيس مجلس إدارة الوحدة علي داود معلقا على مشكلة التعاقد مع أربعة لاعبين أجانب الذين لم يتم التعاقد معهم في البداية، والاكتفاء باثنين منهم فقط في الفترة الأولى، قال: "هذا هو ما أغضب الجماهير، ولكن كانت رواتب اللاعبين وصرف مستحقاتهم أهم، من أجل عدم إحداث أي أثر سلبي على نفوس اللاعبين المحليين، واستطعنا الحصول على لاعبين أجنبيين فقط، من أصل أربعة لاعبين أجانب، كان من المفترض التعاقد معهم، إلا أن متأخرات عقود ومستحقات ورواتب بعض لاعبي النادي، والتي بلغ بعضها ثلاثة ملايين، جعلت فكرة إحضار أربعة لاعبين صعبة، مما سيكون له الأثر السلبي على نفوس اللاعبين الآخرين." وعن ترشيحه لرئاسة مقبلة أضاف "السبب الرئيسي لتولي رئاسة النادي هي رغبة كل من أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل والأمير نواف بن فيصل والشيخ صالح كامل وأمين مكة الدكتور أسامة البار، وكان من الصعب رفض رغبة أناس تعمل من أجل مكة، والنادي لم يكن بوضع ممتاز قبل استلامه، والجميع بدأ يهرب من الوسط الرياضي رافضين العمل ودفع المال مقابل الشتم!!". اللاعب ساري عمرو ورسائل وحداوية ووجه لاعب الوسط الوحداوي ساري عمرو حديثه للوحداويين قائلا: "النادي المكي وفرسان مكة يعانون من جميع النواحي المادية والنفسية، وكل الأمور عصفت بالفريق، حتى وصل بنا الحال للهبوط" وزاد بقوله: "اوجه رسالة رجاء خاص مني ونيابة عن لاعبي الوحدة لجمهور الصبر وأعضاء الشرف والإدارات السابقة ورجالات مكة، التفوا حول ناديكم واجتمعوا على دعم النادي نفسيا وماديا واتركوا عنكم التصاريح الإعلامية المعتادة، والمهاترات والتجريح في فلان وآخر، هذا ناديكم وكيانكم نحن كلاعبين راحلين، ويبقى الكيان الوحداوي شامخا فحال الوحدة مخز والسبب لا يتحمله لاعبون وأجهزة فنية وإدارية فقط" واختتم عمرو تعليقاته بقوله "قفوا مع ناديكم وادعموه، حتى يعود فرسان مكة كما كانوا، فهذا ناديكم انتم، وهذا عشقكم، والعودة بأيديكم، وبتكاتفنا سويا مع أي إدارة كانت".