على الرغم من أن الفيصلي أنهى موسمه وثبت أقدامه بين الكبار بدوري «عبداللطيف جميل» للموسم المقبل إلا أن الخوف دب في قلوب جماهير (عنابي سدير)؛ إذ صارع من أجل الهروب والابتعاد من شبح الهبوط ونجح في ذلك بعد أن كان قريباً من منافسة التعاون وهجر على بطاقة الهبوط الثانية، التي نالها أخيراً هجر بعد أن احتفظ الوحدة بالأولى بكل جدارة، ومع ذلك لم يكن موسم الفيصلاويين سيئاً، فعلى الرغم من تعرض مسيرته عراقيل عدة إلا أن الجماهير تناست ذلك، وأشادت بالفريق على اعتبار أنه مثل الوطن خارجياً وكان سفيراً لمنطقة سدير في البطولة الخليجية وقدم مستويات أكثر من رائعة، قبل أن يغادر البطولة من الدور نصف النهائي بعد أن أقصاه نجران بهدفين من دون رد. «دنيا الرياضة» تسلط الضوء من خلال هذا التقرير على فريق الفيصلي وأبرز محطاته وما قامت به الإدارة الموسم المنقضي. تعاقدات مميزة أبرمها الفيصلي باكراً: انطلق موسم 2011- 2012م الفيصلي باستعدادات جيدة من خلال إبرام إدارة فهد المدلج صفقات سريعة كفلت لها إظهار الفريق في الدوري بحلة مميزة بعد الأسماء التي تعاقدت معها، فعلى صعيد الصفقات المحلية تم التوقيع مع المهاجم عواد العنزي منتقلاً من هجر ولاعب خط الوسط سلطان النمري المنتقل من الاتحاد، وكذلك صفقة حارس المرمى هاني الناهض المنتقل من الاتحاد هو الآخر، وأيضاً مع المدافع محمد سالم من الاتحاد أيضاً، أما على صعيد الصفقات الأجنبية فبدأت مع المهاجم الأردني ياسين البخيت الذي وقع بعد أن مثل التعاون، وكان قريباً من التجديد ولكن جدية الفيصلي حسمت الصفقة لصالحها ومثلهم كلاعب آسيوي. أما الصفقات الأخرى الأجنبية فكانت مع المهاجم نابي سامواه نابي الغيني ولاعب خط المنتصف الفرنسي كرستوف غودرين وولاعب الوسط العُماني إسماعيل العجمي. هولندا احتضنت معسكر الفريق: بعد رحيل مدرب الفريق الكرواتي زلاتكو للهلال تعاقدت إدارة الفيصلي مع المدرب البلجيكي مارك بيرس لمدة ثلاث سنوات مضى منها واحدة وتبقى له اثنتان بحثاً عن الاستقرار الفني للفريق في بادرة لاقت إعجاب وتأييد عدد من رجالات الفيصلي، البلجيكي بيبرس منذ أن وصل لإبرام العقد قرر للفريق معسكراً خارجياً واتجهت البوصلة لأوروبا وحددت «هولندا» كدولة لتحتضن تأهب الفيصلي لدوري «زين» وبالفعل كان له ما أراد فقد أعطته إدارة فهد المدلج الضوء الأخضر لذلك وغادر الفريق لهولندا وانطلق المعسكر الذي امتد 18 يوماً، خاض خلالها مباريات ودية عدة الأولى كانت أمام اوبست المجري وخسرها 3-1 أما المباراة الثانية فكانت امام وشبي المجري وخسرها أيضاً 3-1 فيما كان اللقاء الثالث أمام فريق جيرمينال بييرسخوت البلجيكي وخسره 1-0 واختتم الفيصلي لقاءاته التجريبية بالمباراة الرابعة أمام بيرسخون 1 وهزم فيها 1-0. وبعدها اختتم الفريق معسكره الخارجي وحط رحاله بحرمه، ليقرر المدرب مارك بيرس خوض مباريات ودية محلية تكفل المزيد من اكتشاف الفريق والتوظيف المناسب لخلق تشكيلة جيدة تأهباً للدوري، وبالفعل خاض مواجهات محلية ودية عدة أمام الرائد والفتح وهجر. عثرات واجهت الفيصلي الموسم الماضي: تعرض الفيصلي في هذا الموسم لعراقيل عدة اصطدمت بها إدارة فهد المدلج؛ ولم تكن بتلك السهولة لتخطيها بالنسبة إلى أية إدارة، إذ تنوعت المشاكل الفيصلاوية بين لاعبين محليين ومحترفين وأيضا إداريين؛ ومع ذلك لم يقع الفريق في فخ الهبوط ونجا منه، ومن تلك الحواجز التي كانت كفيلة بتدهوره مشكلة الخدمة العسكرية للمحترف الأردني ياسين البخيت الذي ما أن وقع مع الفيصلي منتقلاً من التعاون حتى تفجرت مشكلة عويصة للاعب وتمثلت بضرورة قضائه شهراً كاملاً في بلاده لأداء الخدمة العسكرية، وعدم استطاعته السفر خارج الأردن ما أجبر الإدارة على التراجع عن فكرة التعاقد معه خوفاً من أن تطول مدة بقائه في الخدمة العسكرية. وبعد أن فاجأ المحترف الكرواتي داريو جيرتك إدارة الفيصلي بقرار رحيله وشرائه المدة المتبقية من عقده ودفع الشرط الجزائي تضاعفت المشكلة لديهم؛ فقرر الفيصلاويون الاجتماع بالمدرب وإعادة التواصل مع الأردني ياسين البخيت الذي أوضح زوال مشكلته قبل نهاية فترة التسجيل بيوم الأمر، الذي أجبرهم على التوقيع معه من جديد. ولم تقف مشاكل الفيصلي عند ياسين البخيت فقط إذ فجر لاعب خط الوسط وابن الفيصلي وقائده باسل الفهد قضية أخرى لدى الإدارة بعد أن فاجأها بطلب رفع مقدم عقده ما حال دون التحاقه بمعسكر الفريق في هولندا وبعدها لم يشارك مع ناديه إلا بعد زوال الظروف مع بداية الدور الثاني من دوري «زين» وبعد أن قدمت الإدارة للاعب مبلغ أربعمئة ألف ريال رفض العرض وطالب بزيادة مئة ألف ريال على اعتبار أنه مقيد ضمن قائمة اللاعبين الهواة ويعمل معلماً إذ سيكون مجبراً على أخذ إجازة استثنائية الأمر الذي دفعه لطلب زيادة مقدم العقد قبل أن تقابل الإدارة الطلب بالرفض ما حال دون تمثيله الفريق الدور الأول. ولأن المصائب لا تأتي فرادى تقدم وكيل لاعبي الفيصلي عبدالله راسان ويحيى عسيري علي جبلي بشكوى للجنة الاحتراف بشأن أمور مالية يدعي بها على إدارة الفيصلي والمتمثلة بعمولة 10% من قيمة تسجيل يحيى عسيري المنتقل من ضمك وردت إدارة الفيصلي أن العمولة يتقاضها الوكيل من اللاعب ولا دخل لهم فيها، وأخذت القضية وقتاً فيما بينهما إلى أن انتهت من لجنة الاحتراف. فيما كانت شكوى جبلي شكوى حول عبدالله راسان تتمثل بمطالبته الفيصلي بمبلغ مقدمات عقده ورواتبه المتأخرة، ورد الفيصلي بخطابات للجنة الاحتراف يفيد خلالها بتقارير مدربين بعدم التزام اللاعب في أمور فنية عدة وأكدت أن اللاعب لم يقم بعمله كلاعب محترف على أكمل وجه قبل أن تنتهي القضية بحلها من لجنة الاحتراف. كما تقدم عضو مجلس إدارة الفيصلي خالد الفهد بشكوى يفيد خلالها بتهميشه من قبل إدارة المدلج وعدم دعوته للاجتماعات وعدم إبلاغه بزيارة الإدارة للرئيس العام، وعلق بعدها رئيس النادي على هذا الموضوع بقوله: «نحن لانهمش أي عضو يقوم بعمله على أتم وجه؛ وأتذكر قبل موسمين إصرار رجالات الفيصلي باستمراري في رئاسة النادي للفترة الرابعة على التوالي وكانت قائمة أعضاء الإدارة مكتملة ولكن تقديراً لخالد الفهد تم إدراجه مع الإدارة، ولكن تفاجأت بعدم انسجامه معهم، ولا يمكن أن نتواصل مع عضو غائب ولا يحضر للنادي، متمنياً للفهد العمل والقيام بما يسند إليه»، وكان مكتب رعاية الشباب بالمجمعة قد تابع القضية وتم إقفالها بعد أن تمت معالجة الأمور. البطولة الخليجية أبرز انجازات الفيصلي: تأهل الفيصلي للبطولة الخليجية بعد أن حقق المركز الثامن في دوري «زين» موسم 2011م، وكان إنجازاً للإدارة قياساً بتواضع موارد النادي مالياً، إذ عم الفرح «عنابي سدير» وعشاقه بهذا التأهل، وقدم الفريق خلال مشاركته نتائجاً مميزة على الرغم من عدم استعداده لها بمعسكر واكتفائه بمواجهات الدوري الرسمية التي تزامنت مع انطلاق البطولة وأيضاً نسبة لمشاركته الأولى في بطولة خارجية، وخاض الفريق البطولة الخليجية ضمن المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جانبه البسيتين البحريني التي كسبها ذهابا 1-0 بينما إيابا انتهى سلبياً، ومع بني ياس ذهابا 1-1 وإيابا 4-2 وتأهل بعدها للدور نصف النهائي الذي خرج منه على يد رفيق دربه نجران. السلوة: مشاركة العنابي خارجياً تجربة رائعة: «دنيا الرياضة» رصدت رأي الناقد والكاتب الرياضي والمدرب الوطني حمود السلوة حول الفيصلي مجملاً في الموسم المنقضي فقال: «مستوى الفيصلي هذا الموسم لم يكن بالفعل على قدر ما كنا نطمح إليه، ففي السابق كانت مستويات الفريق مختلفة؛ طبعاً للأفضل ولكن هبط الرتم هذا العام نوعاً ما، وبلا شك أن ذلك يشوبه العديد من المشاكل التي مرت بها جل الأندية وليس الفيصلي وحده، ولكن من أبرز ما أثر في الفيصلي برأيي هو غياب اللاعب أو القائد باسل الفهد الذي أضر بالفريق كما هو الحال لمستواه بعد أن انقطع عن ممارسة اللعب دوراً كاملاً مما أفقد فريقه خلالها العديد من النقاط؛ كما أن لرحيل المحترف الكرواتي زلاتكو عن الفريق بشكل مفاجئ أثر في الفريق». وأضاف السلوه: «من أهم إنجازات ومكاسب الفيصلي تلك المشاركة الخارجية، ولاشك أنها وسعت دائرة مشاركات الاندية السعودية مستفيدة من البطولة الخليجية لخوض تجربة للنادي الذي يعد ذلك بالنسبة إليه أول مرة وهو مندون أدنى شك إنجاز مميز». الأردني ياسين البخيت مدرب الفيصلي باسل الفهد