كان العامة في أغلب مناطق المملكة يطلقون قديما على شهر شعبان شهر " قصير "، وتسمية شعبان بقصير نكاية عن سرعة الأيام وتعاقبها، وتنبيها لهم بضرورة الاستعداد لشهر رمضان الفضيل ماديا ونفسيا لأدائه على الوجه الأكمل بشراء التمور والحبوب، والتهيئة الدينية والنفسية لاستقباله والفرح به بوصفه شهراً للرحمة والمغفرة، وعمل الخير والزكاة والتصدق والبعد عن السيئات. وقد يفسر بعض الناس اسم شعبان بقصير دليلا على تثاقل في استقبال شهر رمضان المبارك لدى بعض الناس خصوصا مع المشقة التي كان يواجهها الناس قديما حيث تنعدم وسائل التبريد والكهرباء وغيرها من الوسائل التي سهلت الحياة للناس حيث لا يتغير برنامج العمل اليومي لهم في شهر رمضان من متابعة مواشيهم وحقولهم دون كلل، ومع ذلك فإن الفرح بقدوم شهر رمضان كبير لديهم طمعا في العفو والمغفرة. ومما ورد من الأشعار حول هذا الشعر: أخذت من كل وجه مستحي ليْن ارتكى كوم تسعة وتسعين في كلفة "قصيِّر" ورمضانِ يقول الأستاذ عطية بن عوض الزهراني حول سبب التسمية (ما يتعلق بالسر الذي كان وراء نشوء هذه التسمية هو أن البلدان العربية عموماً تغلب عليها الطبيعة الصحراوية التي غالباً ما يوافق قدوم رمضان فيها زمن الحرارة الشديدة والقيظ المتوقد وهذا سبب معروف ومشتهر عند أهل اللغة في تسمية رمضان، ونظراً لأن الناس في حال صيامهم أثناء رمضان لا يطيقون الاستمرار في أعمالهم المتنوعة خاصةً من كان منهم يشتغل بالزراعة وما بعد الزراعة من مراحل الحصاد المختلفة فإنهم كانوا يحاولون جاهدين إنجاز المهام وقضاء الحاجات قبل أن ينقضي شعبان ويهل عليهم رمضان بهلاله المبارك وهكذا يقضون شعبان في عملٍ دؤوب متصل مليء بالمهمات، يسابقون فيه الزمن ولذلك فهم يشعرون مجرد شعور أن شعبان قصير ويمر سريعاً والأعمال لم تنقضِ بعد، وما هذا إلا مجرد شعور وهمي يشعر به كل مشغول أثقلت كاهله المهام والوقت يضيق به ). وقد أورد الشعراء قديما هذا المسمى في أشعارهم حيث يقول الشاعر مسعود: علمي بهم بقصّير وقبله التوم تعاطوا المعبار والشط زامي أقفوا كما طيرٍ قلب راسه الحوم بهيّفيّة ما يندرى وين حامي أدنى منازلهم شثاثا ولملوم وأقصى منازلهم دحيّ النعامي