لشهر رمضان الكريم عند حلوله حظ وافر من الشعر ما بين ترحيب بمقدمه وتوديع له، ورصد لأحداثه ومظاهر الاحتفاء به. شهر الرحمة والغفران يأتي وتأتي معه روحانية فريدة لانستشعرها إلا مرة واحدة في العام، فهو شهر الخير والمغفرة والرحمة. ومنذ عهد الخلافة الراشدة كان للشهر الكريم روحانية متفردة وحب كبير بين المسلمين الذين ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، ففي خلافة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جمع المصلين لأول مرة في صلاة التراويح خلف إمام واحد وذلك في السنة الثانية من خلافته الراشدة، فقال أحد الشعراء: جاء الصيام فجاء الخير أجمعه ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح فأنفس تدأب في قول وفي عمل صوم النهار وبالليل التراويح وهنا تتجلى تلك الروحانية التي تطغى على المسلمين حين قدوم هذا الزائر الحبيب. وعندما يأتي شهر رمضان الكريم وهو يحمل روحانية خاصة تتمثل في صيامه وقيامه وقراءة القرآن الكريم فيه، فهو بذلك ينفرد بخصوصية عن باقي الشهور بالذكر والذكرى، وكان حال الشعراء - قديماً وحديثاً - حيال رمضان، مميزاً عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يشم الشعراء عبير رمضان وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجاً بقدوم الصيام، ولذلك نجد ان شهر رمضان له طابع خاص لدى الشعراء، فإننا نجدهم يستشعرون روحانية هذا الشهر الكريم بقصائدهم التي تمثل أهمية هذه المناسبة، فاستقبال هذا الشهر عندهم يمثل لهم مناسبة عظيمة يجسدون من خلالها احتفاليتهم وفرحتهم بقدومه . والجميل انه عند قدوم شهر رمضان يأتي الاحتفال به، فقديماً يتم تبادل التهاني بمقدمه في جو روحاني جميل وفي اجتماع رائع، فمثلاً في القرية نجد ان هناك طابعاً خاصاً يختلف عنه في المدينة، إذ إن مجتمع القرية يختلف تماماً عن مجتمع المدينة من حيث التقارب والتآلف والمحبة.. واستقبالهم لهذا الشهر الكريم ينم عن مدى حبهم له.. الشاعر عمارة اليمني يقول : وهنئت من شهر الصيام بزائر مناه لو أن الشهر عندك أشهر وما العيد الا أنت فأنظر هلاله فما هو الا في عدوك خنجر تتجلى هنا الفرحة والسعادة بحلول هذا الشهر الكريم الذي يعتبر ضيفاً عزيزاً وكريماً تتجلى فيه روحانية الشعور والتقرب إلى الله وحده. أسأل المولى القدير أن يتقبل منا أجمعين الصيام والقيام. أخيراً : الضيف جانا شهر رحمة وغفران فيه ابتهال وفيه صوم وعبادة وفيه الصلاة وفيه ترتيل قرآن شهرٍ عظيمٍ والدعا فيه عادة