مدخل للشاعر صنيتان المطيري: جرحٍ توسط في حنايا فؤادي ليت الجروح ضيوف يومين وتروح المعاناة.. سمة من سمات الإنسان في جميع العصور، وهي ناتجة عما يواجه الإنسان في حياته اليومية من هموم وأحزان تصيبه – لا قدّر الله – فينتج عنها معاناة تختلج في داخله، وتختلف من شخص لآخر حسب ما يحدث له من ظروف وصعوبات كما يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل: يا ليل خبّرني عن أمر المعاناة هي من صميم الذّات والاّ أجنبيّه هي هاجسٍ يسهر عيوني ولا بات أو خفقةٍ تجمح بقلبي عصيّه أو صرخةٍ تمرّدت فوق الأصوات أو ونّةٍ وسط الضماير خفيّه أو عبرةٍ تعلّقت بين نظرات أو الدّموع اللي تسابق هميّه والمعاناة تسمع في الكثير من قصائد الشعراء.. فالشاعر عندما يتألم يبوح بمعاناته، وربما تكون برموز في كلمات القصيدة تحكي جانباً من هذه المعاناته، وما واجهه.. فهناك العديد من الشعراء من عانوا من المرض، أو الفقر، أو الوجد، أو تقدّم السنن، أو فراق الحبيب الخ ... وهنا يظهر إبداع الشاعر ويستعرض إمكانياته وقدراته الشعرية في البوح عن هذه المعاناة وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر مساعد الرشيدي: جيتك بقايا حي كل أكثره مات وصلت لك بآخر رمق من حياتي جيتك خوي الخوف في رحلة الذات بين الرجا وظروفي القاسياتي جيتك من الفرقا كثير التلفات جيت انتحر في نجلك الناعساتي ويحلو التعبير في نظم القصيدة عندما تكون معاناة حقيقة وهذا سرّ إبداعات الشعراء والشاعرات الذين وظفوا أجمل المفردات، وأعذب الألحان في قصائدهم الشعرية فتخرج لنا قصائد فيها من الجمال والإبداع الشيء الكثير الناتج عن قوّة المعاناة، وصدق المشاعر كهذا البوح الحزين للشاعرة قسمة العمراني: مابالأيام راحه .. كل أبوها كآبه كيف ماجت هواجيس وهموم وعتاب جيت ابسأل قصيدي مالقيت إستجابه غير حزنٍ توارى في عروقي وذاب والقصايد .. يبكيها خفوقي كتابه في حروفٍ عجز يحوي مداها كتاب ونجد في الكثير من القصائد أن من يعاني في حياته قد تعلّم الكثير من دروس الحياة، واستفاد من التجارب، ويسهل عليه التصرّف في أمور الحياة، واتخاذ القرار الحاسم الذي لا يندم عليه، والصادر من عقل راجح، وقلب نبض بألم المعاناة، فعركته الحياة فأصبح خبيراً بها وعارفاً بشؤونها ودروبها. قبل النهاية للشاعر معدي عائض العاطفي: في معهد الدنيا درست وتأدبت وأصبحت متعلم بعد طالب العلم وعلى ضفاف أنهار الأحلام شيبت ولا تحقق في حياتي ولا حلم من مرحلة حرمان في مرحلة كبت أنا ونفسي حرب ما تعرف السلم