يأتي الشعر وهو محمل بهموم الشاعر وآهاته وبمختلف مشاعره السعيدة والحزينة،وفي كل الحالات يجدها لذيذة تحاكي وجدانه وألمه وحزنه .. في الحب والهيام ، يتأثر الشاعر ويتأوه ويرقى إلى حدود أحزانه،نتيجة الحب الذي يسيطر عليه،فيفيض شعراً وبوحاً ويصور به الآلام وهو في قرارة نفسه بطل مغوار يناضل من أجل تلك الحبيبة التي من أجلها يكتب أعذب الشعر .. على أننا عندما نستشعر الشعر الوجداني قديماً لدى الشعراء ، فإننا نجد فيه اللذة الحقيقية والذوق الحقيقي عند قراءته،فصدق المشاعر تكتب بملء مساحات الطبيعة العذبة لديهم والحالمة صدقاً وحباً وشغفاً لتلك المحبوبة. لم يكن الشاعر قديماً متصنعاً للمشاعر أو متلبساً لها،بل لم يكن يصنع اللفظ والمعنى كيفما اتفق في قصيدته،ولكن كان يكتب بإحساس الشاعر الحقيقي بمصداقية المرحلة وهو في ذات الوقت لم يكن فريسة للمظاهر. وعندما يكتب الشاعر آنذاك نصه الشعري،يجسد من خلاله مايكنه في نفسه من مشاعر هو من يتلذذ بها ، فسهره وبكاؤه وحزنه مثلاً تشكل لديه كتلة مشاعر يتلذذ بها بلاشك وهم أيضاً قد جمعوا بين الحب والجمال في قصائدهم فالمحبوبة لديهم جميلة في نظرهم مهما كانت لأن العشق عندهم هو الأسمى ويأتي في المقدمة. وتأتي بيئتهم والطبيعة التي عاشوا فيها عاملاً أساسياً في إبداعهم في تلك اللذة الشعرية،التي من خلالها قرأنا أعذب نصوصهم الشعرية التي لازالت حتى وقتنا الحاضر نموذجاً حياً وشاهداً على ذلك الجمال والإبداع الشعري. لذة المشاعر تلك لاتأتي إلا بعدة أسباب لعل أهمها الجمال .. جمال المرأة الطبيعي لديهم الذي يشكل شيئاً هاماً في قصائدهم ووصفهم وهنا يكمن إبداعهم فالحب والجمال لديهم يحركان النفس الإنسانية بما يحققان من إيقاع وتناغم كما يقول أفلاطون بأن :( الإيقاع والتناغم يشقان طريقهما إلى أعماق النفس ويستحوذان استحواذاً قوياً عليها ) ومن هنا نجد أن أغلب قصائدهم تمتاز بلذة في المشاعر .. نتذوقها دائماً وتأتي مفرداتها عذبة تصور حبهم وشاعريتهم التي عُرفوا بها . في الجمال الشعري نجد دائماً مصداقية الشاعر وتلك المصداقية هي التي تُكمل ذلك الجمال بلاشك ومن هنا عندما نستعرض قصائد الشعراء القدامى لوجدنا صورة تلك المصداقية،ولعل الروايات والقصص الشعبية قد أوضحت تلك المصداقية،لاسيما وأن القصة الشعبية المقرونة بقصيدة قد أضفت طابع الجمال على موروثنا الشعبي. في عملية وصف الشعراء لطابعهم وعصرهم الذي عاشوا فيه ، نستشف مدى ذلك الجمال بالرغم من حالة المعيشة لديهم التي لم تكن بأحسن حالا،ولكنهم يتلذذون بها مع شعرهم وجبهم ووفهم الرائع والجميل في قصائدهم،ومن هنا فإن ذكرياتهم تبقى شاهداً على ذلك الجمال ولذة المشاعر تلك.. أخيراً : جيتك قصيد // احساس مع دم وعروق جيتك .. وكلي بالمحبة صدوقي جيتك زرعني فيك .. مع غيمك بروق جيتك عطش .. كلي ظما في عروقي