استغرب موظف الشحن في المطار من كثرة الحقائب لأحد المسافرين، وقال: "ما شاء الله، هذا عفش بيت، وإلاّ حقائب سفر؟".. مشهد يتكرر هذه الأيام بصورة لافتة، بل ومضحكة، فالكثير من الأشخاص يتسبب بطريقة مباشرة في ازعاج نفسه وإرهاقها بكثرة ما يحمله من حقائب، فهو لن يقضي في إجازته أكثر من شهر، فكيف يستطيع أن يرتدي أو يلبس كل محتوياتها، إضافةً إلى أنه سوف يضطر إلى دفع مبالغ كبيرة لخطوط الطيران كقيمة وزن زائد!. ويُعد حمل الحقائب الكثيرة سمة لأغلب المسافرين، حيث تتكدس صالات المغادرة بأنواع عديدة من "الشنط"، وكذلك بعض "الأكياس" و"الأجهزة"، مما قد يُشوّه المنظر العام، وكأن الاستمتاع بالسفر لا يتحقق إلاّ بحمل "عفش" المنزل!، وهنا لابد أن يعي المسافرون أهمية حمل بعض الأشياء الضرورية، وتقليص عدد الحقائب، حتى لا يتعرضون إلى رسوم "العفش الزائد"، الذي ربما أخّرهم عن موعد إقلاع الطائرة. عفش زائد وقالت "أم عبدالوهاب السعيدي" -متقاعدة-: إنها تذكر ذلك الموقف عندما قرروا السفر إلى ماليزيا، بعد أن قضوا عدة أيام في دبي، مضيفةً أن بناتها لم يترددن في شراء ما خطر على بالهن، مبينةً أنه في النهاية كان "العفش" زائداً، ليضطر زوجها دفع قيمته، مشيرةً إلى أنه استطاع ان يدفع المبلغ قبل أن تطير الطائرة بوقت قصير جداًّ، حتى أنهم كادوا يمنعون من دخول صالة المغادرة، كل ذلك بسبب العفش الزائد. عصير ليمون وأوضحت "غادة أم فهد" أن والدتها أصرت على أن يحمل شقيقها والمبتعث للدراسة بعض المأكولات، وعلى الرغم من تحذير شقيقي بالاكتفاء بالمأكولات الجافة ك"الكليجا" أو "الملتوت" أو حتى الحلوى، إلاّ أنها وضعت زجاجة بلاستيكية فيها عصير ليمون "حساوي"، وهو عادة يستعمل للشوربة، مبينةً أنها اعتمدت على الخادمة في وضع وترتيب حقائب شقيقها، ولم تخبره أنها وضعت زجاجة الليمون داخل الحقيبة، لافتةً إلى أنه كاد أن يقع في مشكلة داخل مطار "نيويورك"، عندما طلب منه فتح حقيبته، مؤكدةً على أنه أخبرهم أنها نوع من العصائر تستخدم في شهر رمضان، ومن حسن الحظ أن أحد الموظفين كان متفهماً وأقنع زملاءه. مبلغ مالي وذكرت "أم جابر السيف" أنها حملت معها مبلغاً مالياً كان تريد إيصاله إلى قريبة جارتهم، حيث لم تكن تعرف أن حمل النقود في مصر يخضع لقوانين وتعليمات مشددة، مضيفةً أنه عند التفتيش اكتشف رجل الجمارك "الكيس" الملفوف به المبلغ، حيث خيروها بين مصادرته أو السجن والغرامة، لكن بعد أخذ ورد طلب زوجها من الجمارك أن تتصل بجارتهم المصرية هاتفياً للتأكد من المبلغ، وبعد تردد أخبرتهم أن المبلغ هو قيمة شراء شقة لابنها، وهو مرسل لشقيقتها، ولم تخبر جارتها من المملكة؛ نظراً لمعرفتها عن أمانتها وحسن تعاملها، لينتهي الموضوع على خير. ثلاث مناطق وقالت "ابتهاج يوسف" -طالبة دراسات عليا-: سافرت إلى بريطانيا وقبل سفرى بساعة وصلتني ثلاث حقائب من الوزن الثقيل، واحدة يجب أن أوصلها إلى "مانشستر"، وأخرى إلى "ليفربول"، أما الثالثة ففي نفس مدينتي لندن، مضيفةً أن المشكلة هو أن لدي طفلاً ومعي أكثر من حقيبة، وهذا يعني أن العفش سوف يكون زائداً، مؤكدةً على أنها دفعت مبلغاً كبيراً كزيادة وزن، حيث خجلت أن تُعيد الحقائب الثلاث لأصحابها، مشيرةً إلى أنها اضطرت بعدها إلى إرسال الحقيبتين عن طريق البريد إلى المناطق الأخرى، موضحةً أن جارتها الانجليزية قالت: "أنتم تحملون أنفسكم أكثر مما يجب، وهذا عجب". رفض الموظف وأوضحت "سمية الواكي" أنه بحكم دراستها في أمريكا يحدث عند عودتها حملها لبعض العفش الزائد، مؤكدةً على أنها تضطر لدفع قيمته، خاصةً في الخطوط الغربية لا يعرفون المجاملة، بل إن بعضهم لا يقبل التفاهم أو النقاش، يعني بالعربي "ادفع وانت ساكت"، مبينةً أنها كانت متجهة الى نيويورك عندما أعجبتها أشياء في سوق المطار، الأمر الذي أجبرها على شرائها، حيث كان معها حقيبة سحب على عجلات و"شنطة" فيها "اللابتوب" إضافةً إلى قرطاسيات وملفات، مشيرةً إلى أنه عند دخولها صالة السفر رفض أحد الموظفين حمل حقيبة السحب وشحنها مع "العفش". موقف مُحرج وأضافت "سمية الواكي" أنها حاولت اقناع المسؤول، لكنه كان عنيداً وغير قابل للتفاهم، مما اضطرها للتوجه إلى "كاونتر" الخطوط وشحنها، وعند مراجعة الأمر وجد أن "عفشي" يضم زيادة كبيرة، مبينةً أن المبلغ "الكاش" الذي تحمله لا يغطي التكاليف، ومن سوء الحظ أن "الشبكة" كانت مُتعثرة، رغم تعدد محاولاتها عبر بطاقة الصرّاف، مؤكدةً على أنه صادف أن شاهدت مواطنة خليجية كانت برفقة زوجها، حيث توجهت لها وشرحت لها الموقف، وكان من حسن الحظ أنها على نفس رحلتها، حيث لم تتردد أن تقرضها قيمة العفش الزائد. وأشارت إلى أنها مازالت تحمل لها كل تقدير، ومازلت تتواصل معها إلى اليوم، حيث كانت من أسرة كريمة، حتى أنها رفضت إعادة المبلغ إلاّ بعد محاولات عدة، مُحذرةً جميع المسافرين أن يضعوا في اعتبارهم مثل هذه المواقف التي قد تحدث لهم فجأة. الإجراء القانوني وكشفت الخطوط السعودية عن إجراءات العفش الزائد للحفاظ على سلامة المسافرين، مشيرة إلى أنّها بدأت في تنفيذ هذه الإجراءات بجميع الرحلات، مؤكدة على أنّ الإجراءات تسمح للمسافرين بدرجتي الأولى ورجال الأعمال في حمل قطعتين من الأمتعة غير يدوية، بينما تسمح لركاب الدرجة الاقتصادية بقطعة واحدة، ولكل راكب يقل عمره عن (12) عاماً قطعة واحدة أيضاً، مبينة أنّ الخطوط السعودية رسمت خططاً وبرامج تنتهجها منظمة اتحاد النقل الجوي الدولي ال"اياتا"، ولذلك تم رفع وزن القطعة المسموح حملها لركاب الدرجة الاقتصادية من (20) كجم إلى (25) كجم، مع مراعاة توفير السلامة للراكب والمسافرين الآخرين. وقررت منظمة النقل الجوي الدولي (الأياتا) أقصى وزن لكل حقيبة سفر هو 32 كجم، وذلك بطلب من منظمات حقوق الإنسان الدولية؛ للحفاظ على حقوق العاملين بالمطارات، حيث الأوزان الكبيرة تعرضهم لإصابات بالغة، علاوة على الخطورة الكبيرة على أحزمة حمل الحقائب المتحركة وخلافه. وعي المسافر يحميه من رسوم «العفش» الزائد «أرشيف الرياض» زيادة الوزن تربك مواعيد الرحلات