تظل «حقائب» السفر من أهم الأعباء التي اعتاد على حملها المسافر «مكره لا بطل»، لما تحتويه من مستلزمات شخصية ووثائق هامة، إلاّ أنه انتشرت مؤخراً قدوم أحدهم إليك في المطار، وتكليفك بحمل أمتعته وإيصالها إلى المنطقة التي أنت مسافرٌ إليها!، أو طلب حمل حقائب «العفش الزائد» -إذا كنت مسافراً بدون عفش-، والغريب في الأمر أنك لا تعلم تماماً ما هي محتويات هذه «الشنطة»، لا سيما أن أولئك الأشخاص مجهولون لديك تماماً، بل ولا تربطك بهم أية صلة لا من قريب ولا من بعيد. يحضر إليك في المطار ويرغب منك توصيل حقيبة أو ظرف وتكتشف في النهاية أنك «ساذج» وتأخذ الفزعة بعض المسافرين ويكتفي بكلمة «أبشر»، والتي من الممكن أن تجرّه إلى أقرب سجن في المدينة، من خلال حمل بعض الممنوعات، أو بعض الأسرار التي تسعى ورائها الجهات المختصة، وبعد القبض عليه، لا يستحق سوى عبارة «خل الفزعة تنفعك»!. وحدثت قصة لأحد المسافرين عن طريق البر وليس الجو، كان متوجهاً من مدينة جدة، وكان يقف عند منطقة تعج بمواقف السيارات، وفجأة حضر إليه شخص وعليه «هيبة الوقار»، فطلب منه أن يوصل بعض الأغراض إلى المنطقة التي هو ذاهبٌ إليها، بالفعل اتفق الطرفان على المبلغ وعلى من يسلمها هناك، وأخذ أرقام الهواتف المطلوبة، لكنه لم يطرأ على باله أن يفحص الأمتعة، وبعد منتصف الطريق فتّشت الجهات الأمنية الحقائب، فحصلت على كمية من المواد المخدرة!. «الرياض» توجهت إلى مطار الملك فهد الدولي بالدمام، لتستمع إلى آراء بعض المسافرين، وتباينت الردود من شخص إلى آخر، إلاّ أنهم أكدوا على أنها ظاهرة مجتمعية غير محببة، وتعد خطيرة إلى حد ما، فالجهل التام بمحتويات الحقائب هي المشكلة الأبرز. رجل يبحث عن من يوصل «شنطته» إلى منطقة أخرى محفوفة بالمخاطر في البداية قال «سمير بالحارث»: لدينا في المجتمع العديد من الظواهر الناشئة في ميادين الحياة المختلفة، ومن ذلك هذه الظاهرة التي تتمثل في إعطاء المسافرين بعض الأغراض ليحملوها معهم في طريق سفرهم، مضيفاً أن الموقف الأفضل لتفادي أية مشكلة قد تنشأ عن هذه الظاهرة، هي بحث محتويات الأغراض؛ من أجل التثبت من سلامتها، والبعد عن أية شبهات، موضحاً أن التأكد من هذه المحتويات هو الطريق الأنسب للموافقة على حملها، لا سيما أنها في الغالب من أشخاص غرباء لا نعرفهم. وأوضح «أحمد البوعينين» أن بعض الظواهر المجتمعية -التي بدأت تنشأ مؤخراً- تستحق منا الوقوف عندها والحد منها، لا سيما إن كانت غريبة ومحفوفة بالمخاطر، فحمل هذه الأغراض من أشخاص غرباء تمثل مشكلة كبيرة، مؤكداً على أن هناك الكثيرين ممن يضمرون الشر ولا يحملون نوايا حسنة، مما قد يعرضنا إلى مشاكل كبيرة لا تحمد عقباها، مبيناً أن المطارات في مدن المملكة هي من أكثر الأماكن التي قد تتعرض فيها لمثل هذه المواقف، مشدداً على أهمية التنبه لمثل هذه المواقف، وعدم الثقة بأي حال من الأحوال بأولئك الأشخاص، ذاكراً أن هناك عدة وسائل أخرى يمكن من خلالها إيصال هذه الحقائب إلى أصحابها في حال الحاجة الضرورية، دونما البحث عن أشخاص غرباء لأداء هذه المهمة. لا تحمل العفش الزائد عن الآخرين «إرشيف الرياض» مكاتب نقل وأكد «عبدالمحسن بن ثخيلة» على أن هناك عدة بدائل أخرى يمكن البحث عنها لأداء مثل هذه الأمور، فهناك عدد من الشركات المتخصصة في مجال النقل وإرسال الطرود عبر مكاتبها المنتشرة في أنحاء المملكة، دونما الحاجة إلى إرسالها مع أناس غرباء قد تصعب الثقة فيهم أحياناً، مضيفاً أن هذا البديل -أي الشركات- هم محل الثقة الذي يجدر بنا الاستعانة بهم في إرسال هذه الحقائب أو الطرود، والتي ربما تستدعي الحاجة في بعض الأحيان إلى إرسالها في وقت محدد، دونما الذهاب إلى المطارات ثم البحث عن من يوصلها. وقال «حمد المطلق»: إنه من الصعوبة البالغة أخذ الحقائب الغريبة من أناس غرباء نظراً لما قد تحتويه هذه الحقائب من محتويات خفية قد لا تكون ظاهرة، ناصحاً بعدم أخذ أية متعلقات أو حقائب من أناس مجهولين، ناهيك عن زيادة الأحمال المتعلقة بالأوزان المسموح بها في المطارات لصعود الطائرة، مشيراً إلى أن المسافر لديه في الغالب حد أعلى من الأوزان مسموح به في الطائرة، ذاكراً أنه يجب التوجه إلى مكاتب النقل وإرسال الطرود، والتي تقدم هذه الخدمة، دون اللجوء إلى إحراج الآخرين، وطلب مساعدتهم. دور الإعلام وشدّد «مطلق الشمري» على ضرورة الامتناع عن حمل مثل هذه الحقائب أو الأغراض من الغرباء في المطارات أو الأماكن الأخرى؛ نظراً لخطورة ذلك، إلى جانب الجهل التام بمحتويات هذه الحقائب، مضيفاً أن هذه عادة مجتمعية طارئة نشأت مؤخراً، ناصحاً بتسليط الضوء أكثر من قبل وسائل الإعلام على هذه العادات الغريبة، والتي يجب الحد منها، مبيناً أنه من المهم التوجه إلى البدائل الصحيحة في سبيل تجنب الكثير من المواقف، والتي نحن في تمام الغنى عنها، لافتاً إلى أنه يجب عدم إطلاق الثقة للأشخاص الغرباء، لاسيما في مثل هذه المواقف، مبيناً أن حمل المحتويات الغريبة أو المجهولة يقود إلى أضرار كبيرة على حامل هذه الحقائب. وقال «زكي الدبيس»: إن حمل هذه الحقائب من أشخاص غرباء له أبعاد مضرة، مضيفاً أن المعرفة بمحتويات هذه الحقائب، وكذلك الاطلاع عليها من قبل الشخص الذي يريد حملها، هو من الصواب، مشيراً إلى أن الأوزان المسموح بها في الطائرة من أهم العوائق التي تعترض حمل هذه الحقائب، مما قد يجعل المسافر في حرج شديد، فإما تركها والسفر دونها بعد أخذها، أو الاعتذار عن الرحلة. سمير بالحارث أحمد البوعينين عبدالمحسن بن ثخيلة حمد المطلق مطلق الشمري زكي الدبيس