على الرغم من تعليمات التقيد ب"وزن الحقائب" من قبل شركات الطيران في العالم، إلاّ أن كثيرا من المسافرين لا يزال يتساهل عن جهل، أو ربما عن سوء تقدير ويحمّل نفسه ما لا يحتمل. وقال "سالم الغامدي" هناك من يتعذر بحجم العائلة وكثرة عدد الأطفال واحتياجهم للعديد من المستلزمات الخاصة، لافتاً إلى أنّه يرى تلك المبررات لا تتفق مع المنطق، حيث يمكن للمسافرين شراء ما يحتاجونه في المدن التي يقصدونها. وبيّن "إبراهيم العتيبي" أنّ بعض المسافرين يلجأون لنوع من الاحتيال، وتحديداً عندما يكتشفون أثناء عملية الوزن أنّ حمولة أمتعتهم فوق المعدل، مما يضطرهم إلى فرز الحقائب الصغيرة عن الكبيرة ويحملونها معهم داخل الطائرة. وقال "عبد الرحمن الكناني": "المفترض أن يكون المسافر على إدارك تام بحجم الأمتعة التي يحملها في السفريات الداخلية أو الخارجية، مع الاحتياط الشديد بتقليل الملابس والأغراض التي لا يستفيد منها في رحلته؛ لأنّ الكثيرين يحملون معهم أشياء قد لا يستخدموها، وأحياناً تكون هدايا لا داعي لها"، ناصحاً المسافرين بتجنب مخالفة التعليمات الخاصة بالحمولة، لأنّ ذلك يعدّ خرقاً لقانون الملاحة الجوية. معرفة النظام تمنع من إحراج المسافر أثناء التفتيش عن المواد المحظورة ثقافة السفر وأكّد "فؤاد مهدي" -مدير شركة شحن جوي- على أنّ هناك مسافرين -بعد إدراكهم بأن الحمولة زائدة عن المعدل المسموح به- يفرغون محتويات الحقيبة أمام الملأ؛ بغية تخفيف الوزن بصورة تدعو للحرج الشديد، مشيراً إلى ضرورة أن يلم المسافر بالوزن المسموح قبل السفر وتجهيز الأمتعة، حتى لا يتعرض للاحراج، لافتاً إلى دور شركات الطيران ومكاتب السياحة والسفر في نشر الوعي حول الموضوع، وذلك عن طريق وسائل الإعلام أو النشرات الخاصة والمواقع الإلكترونية. أحمد الإدريسي وذكر "بسام الشودري" أنّه أثناء سفره لإحدى الدول العربية رأى في أحد المطارات أفراد عائلة يرتدون معاطف وأحذية ثقيلة مع أنّ الطقس كان لا يحتاج لمثل تلك الملابس، إلاّ أنّهم وبعد المرور من موقع التفتيش خلعوا الملابس الثقيلة ووضعوها في حقائب صغيرة كانوا يحملونها في أيديهم ودخلوا بها كابينة الطائرة!. عبدالغني الزهراني مراجعة النفس واستهجن "أحمد الإدريسي" -مدير الخطوط القطرية بالمملكة- فكرة حمل بعض المسافرين بالطائرات لأدوات الطبخ، مبيناً أنّه يمكن حملها أثناء السفر بالسيارة لكن حملها في الطائرة خطير على المسافرين، مشيداً بالذين يتقيدون بالأنظمة ويحملون قدرا كبيرا من الوعي. وروى "عبدالناصر راشد" أنّ سيدة مسنة قابلته في المطار وطلبت منه أن يحمل عنها بعض الحقائب الكثيرة فوافقها، إلاّ أنّه وبعد الوصول إلى البلد المقصود تم إخضاعه لمساءلة قانونية لأنّه يحمل حقائب باسمه دون إدراك محتوياتها، مضيفاً أنّ هذه العملية أتت بدون قصد أو من فرط الثقة. فؤاد مهدي مساءلة وعقوبة وحذّر "عبدالغني الزهراني" -مسؤول في مطار الملك عبدالعزيز بجدة- المسافرين من التعامل مع من يرتادون المطارات لأجل إرسال بعض الحقائب لذويهم من خلال المسافرين، مبيناً أنّ ذلك يعرض المسافر للمساءلة لأنّهم يحملونها رغم عدم إدراكهم لمحتوياتها مع أنّ الحقائب تحمل أسماءهم، مناشداً جموع المسافرين للاستفسار عن أية معلومات من إدارة المطارات. مهند الدالاتي توعية إعلامية ويرى "مهند الدالاتي" -مساعد مدير دائرة السياحة في حكومة دبي في المملكة- أنّه من الضروري الترويج لثقافة السفر من أجل توعية المسافرين حتى لا يتعرضوا للمتاعب، مبيناً أنّ نشر هذه الثقافة يقع على عاتق الإعلام أو أقسام العلاقات العامة بشركات الطيران الكبرى ومكاتب السياحة والسفر من خلال مطبوعاتها. وأبدى "أحمد الشغاغة" -رجل أعمال- امتعاضه من بعض التصرفات ووصفها ب"سلوكيات سلبية"، والتي يمارسها البعض في حالات السفر، وذلك بعدم الإلتزام بأنظمة الملاحة الجوية، مؤكداً على أنّ ذلك نتيجة عدم الوعي من بعض المسافرين. ووافقه ""ناصر سعيد" مبيناً أنّه تفادياً للوقوع في السلوكيات الخاطئة المتعلقة بشحن الأمتعة اقتنى ميزانا في منزله لوزن أمتعته قبل الذهاب إلى المطار، والتأكد من موافقة الحمولة للمسموح به. إجراءات جديدة وأوضح "عادل الكيلاني" -مسؤول في الخطوط الجوية السعودية- أنّ القيود على العفش الزائد للحفاظ على سلامة المسافرين، مشيراً إلى أنّهم بدأوا في تنفيذ هذه الإجراءات بجميع الرحلات، مؤكداً على أنّ الإجراءات تسمح للمسافرين بدرجتي الأولى ورجال الأعمال في حمل قطعتين من الأمتعة غير يدوية، بينما تسمح لركاب الدرجة الإقتصادية بقطعة واحدة، ولكل راكب يقل عمره عن (12) عاماً قطعة واحدة أيضاً، مضيفاً أنّ الخطوط السعودية رسمت خططاً وبرامج تنتهجها منظمة اتحاد النقل الجوي الدولي ال"اياتا"، ولذلك تم رفع وزن القطعة المسموح حملها لركاب الدرجة الإقتصادية من (20) كجم إلى (25) كجم، مع مراعاة توفير السلامة للراكب والمسافرين الآخرين.