رفع صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بمناسبة ذكرى البيعة الثامنة لتوليه مقاليد الحكم. وقال سموه في كلمة بهذه المناسبة: يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي ووالدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - بمناسبة ذكرى البيعة الثامنة لتوليه مقاليد الحكم في وطننا الغالي. إن الذكرى الثامنة للبيعة المباركة تجسد أجمل معاني الحب والوفاء لقائد فذ وحاكم بارع جعل مرضاة ربه نصب عينيه، فسخر نفسه لخدمة دينه ووطنه وشعبه، بعزم لا يعرف الكلل وتفانٍ لا يشوبه الملل، ثم سابق التطلعات بالمبادرات وحقق الآمال بالأعمال في امتدادٍ لمسيرة الدولة الحديثة التي أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وتولى قيادتها من بعده أبناؤه الملوك - رحمهم الله - وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الميمون الذي نشهد فيه نمواً وازدهاراً وتطوراً، اتسم بالشمولية والتكامل ليشكل ملحمة عظيمة في بناء وطن وقيادة أمة خطط لها وقادها بكل مهارة واقتدار الملك المفدى - حفظه الله ورعاه - فذلل الصعوبات للرقي برأس المال البشري الذي يعد من أهم ركائز البناء والحضارة لدى الشعوب، من خلال اهتمامه بجودة التعليم وتطويره، وبناء المدن الجامعية، وابتعاث أبنائه الطلبة إلى شتى أنحاء المعمورة لينهلوا من منابع العلم ويحوزوا معاول البناء ويكتسبوا الخبرات من أعرق الجامعات والمؤسسات الأكاديمية. وقد اهتم - رعاه الله - بأمن الوطن والمواطنين وحارب التطرف وعالج الفكر بالفكر وأمر بكل ما من شأنه استتباب الأمن وحفظ الحقوق واحترام الحريات التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية السمحاء. كما اعتنى - حفظه الله - بصحة المواطن فوجه بإنشاء العديد من المراكز الصحية والمدن الطبية مع دعمها بكل التجهيزات وتشغيلها بأفضل الكوادر الطبية. إن مسيرة التنمية تحكي قرب خادم الحرمين الشريفين من شعبة وتتبعه لأحوالهم وتلمسه لاحتياجاتهم، حيث أمر بإحداث الوظائف، وسعودتها، مع رفع المرتبات الوظيفية، وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي، وتوفير السكن المناسب للمواطنين، فأصدر - رعاه الله - العديد من الأوامر التي تسهم في تأمين السكن، وكان آخرها أمره السامي الكريم بتسليم جميع الأراضي الحكومية ومخططات المنح لوزارة الإسكان، كما اهتم - حفظه الله - بتأمين وسائل النقل الحديثة للمواطنين من خلال إطلاق مشاريع النقل العام التي تربط شمال المملكة بجنوبها وشرقها بغربها مع مشاريع مساندة لفك الاختناقات المرورية وتيسير حركة المواطنين داخل المدن. لقد كان لمكة المكرمة والمدينة المنورة التي تحتضن أطهر البقاع ومأوى الأفئدة اهتماماً واضحاً في مسيرة التنمية المباركة حيث نشهد اليوم أكبر توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لتهيئة السبل وتأمين الراحة لضيوف الرحمن, ولم يقتصر جهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - على الصعيد الداخلي فحسب، بل امتد إلى آفاق عالمية عبر وضع المملكة العربية السعودية في مراكز متقدمة بدور فاعل ومؤثر في المحافل الدولية وصناعة القرار العالمي، من خلال حسن سياسته في بناء العلاقات وحنكته في التعامل مع المواقف والأحداث لإحلال العدل وإرساء دعائم السلام وفض المنازعات وتقريب وجهات النظر ونزع فتيل الأزمات، فأسس "حوار الأديان"، تأكيداً على سماحة الإسلام وتعايشه مع الغير، في تجربة أذهلت العالم وأصبحت نموذجاً يحتذى به، مما أكسبه احترام العالم وتقديرهم لشخصيته الفذة. إن الحديث عن منجزات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - ليس بالأمر السهل، لكونها تاريخاً يدونه المؤرخون ويسطرونه في مجلداتٍ كٌثر. أدعو المولى عز وجل أن يمد في عمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأن يسبغ عليه ثوب الصحة والعافيه، وأن يشد عضده بسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها.