استبعد عدد من المختصين في شؤون الطاقة تأثير إنتاج الغاز الصخري على مستقبل الصناعات البتروكيماوية السعودية لكونها تتمتع بميزات سعرية تنافسية عالية تحقق لها التفوق في محك المنافسة بالأسواق العالمية. وأشاروا ل"الرياض" إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على الجدوى الاقتصادية للغاز الصخري الذي لا يزال في المراحل الأولية من التجارب وأن ما أنتج في بعض دول العالم لا يعدو كونه في مجال التجارب المبدئية. وأبان داركو كلاوس من نشرة قلوبل إنريجي أن السعودية من الدول التي اسست لصناعة البتروكيماويات في مرحلة متقدمة ولديها احتياطيات من الغاز التقليدي التي تحقق لها التفوق على الغاز غير التقليدي والذي يتطلب استثمارات كبيرة تجعله غير قادر على منافسة أسعار الغاز التقليدي ما يجعل صناعة البتروكيماويات الخليجية ستستمر في التميز لسنوات عديدة قادمة. وفي دراسة لجامعة بتسبريج اشارت إلى أن الاستثمار في استخراج الغاز الصخري يعد مكلفا جدا ولن يكون مجديا اقتصاديا ما لم تصل أسعار الغاز الطبيعي إلى أكثر من 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بينما الاسعار في الوقت الحاضر لا تتعدى 3.95 دولارات وبالتالي نرى أن المنافسة غير واردة في الوقت الراهن ولا المستقبل القريب، ناهيك عن العقبات البيئية والقانونية والاقتصادية التي تعتري طريق الاستثمار في استخراج الغاز الصخري في كثير من دول العالم. ويتطلب استخراج الغاز الصخري جهودا كبيرة ومبالغ طائلة قد تصل إلى 7.6 ملايين دولار للبئر الواحدة والحفر إلى عمق 7700 متر تحت سطح الأرض للوصول إلى مكامن الغاز الصخري عبر الحفر العمودي ثم الافقي وبعد دراسة مكونات وخصائص الصخور الحاملة للغاز من حيث النفاذية والمسامية والسماكة يتم ضخ المياه بكميات تصل إلى 4 ملايين جالون للبئر الواحدة بالإضافة الى الرمل وما قد يصل إلي ستين ألف جالون من الكيماويات الشديدة السمية وهو الهاجس الذي يساور حماة البيئة بالعالم من تلويث المياه الجوفية من خلال السوائل التي تستخدم في تقنية التشقق الحجري أو عن طريق تسرب غاز الميثان الى أحواض المياه التي تستخدم للشرب وهو ما اثار حفيظة المنظمات المهتمة بالبيئة والتي ابدت معارضتها الشديدة لهذا النوع من الممارسات الصناعية.