تتباين الآراء حول فوائد الغاز الصخري وتأثيراته على البيئة، ففي حين رأى خبراء أنه سيغير الموازين في مجال الطاقة وسيزيد احتياط الغاز العالمي، حذّر آخرون من آثاره البيئية السلبية. كما تدور حرب بين شركات الطاقة وحماة البيئة، إذ تحتاج الأولى إلى ما يسمى بالتكسير الهيدروليكي، لاستخراج الغاز من طبقات صخرية قليلة المسامية وغير نافذة على أعماق تصل إلى خمسة آلاف متر. وحتى يبقى هذا الشق مفتوحاً، تُضخ فيه الرمال ليتدفق بعدها الغاز الطبيعي من الصخور، ما يؤدي إلى تلويث المياه الجوفية من خلال السوائل المستخدمة في تقنية التشقق الحجري أو من طريق تسرب غاز الميثان. وأكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري عبد الله غراب، أن البحث العلمي «يشكل داعماً أساسياً لتطوير صناعة البترول والغاز والبتروكيماويات والتعدين في مصر، ويزيد من قدرتها على مواكبة التطورات التي تشهدها هذه الصناعة إقليمياً وعالمياً». واعتبر أن مواكبة التقنيات الحديثة «يعطي دفعات قوية لصناعة البترول»، مشيراً إلى أن استخدام تكنولوجيا إنتاج الغاز الصخري، وهو أحد المصادر غير التقليدية لاستخراج الغاز الطبيعي «أدَّى إلى انتشار إنتاج الغاز الصخري في شكل واسع في الولاياتالمتحدة في السنوات الخمس الماضية، ما ساهم في خفض ملحوظ في أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأميركية». وأعلن أن تطوير التكنولوجيا الجديدة لإنتاج الغاز الصخري، «سيحدث تغيراً جذرياً في مستقبل الطاقة»، لافتاً إلى «احتمالات جيدة للغاز الصخري في مصر، كما يحظى باهتمام متنامٍ لدراسته فنياً وعملياً للتوصل إلى رؤية شاملة للاستفادة من هذا المصدر المهم». وأشار الوزير إلى دور معهد بحوث البترول في الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في مجال استخدام «النانو تكنولوجي» في صناعة البترول، مؤكداً «استمرار وزارة البترول وهيئاتها في دعم معهد بحوث البترول، تقديراً منها لما يقدمه من أبحاث تثري الصناعة البترولية وما يضمه المعهد من كوادر وباحثين أكفاء». وكشفت الناطقة الإعلامية باسم شركة «أكسون موبيل» للطاقة في هانوفر ريتفا فيستين دورف لاهوس، عن «تجربة تقنية التشقق الصخري واختبارها، واستُخدمت هذه التقنية على مدى 50 عاماً في ألمانيا». وأوضحت أن هذه التقنية «ليست جديدة والحديث فيها هو مواقع احتياطات الغاز الصخري، التي تنوي الشركة اختبارها». ولفتت إلى أن الشركة «تفرق بين ثلاثة أنواع غير تقليدية من التربة، التي يمكن أن تحتوي على الغاز الطبيعي، السجيل الزيتي والطبقة الفحمية والحجر الترابي، الذي لا يمكن تدفق الغاز فيها إلا بواسطة التشقق الصخري». وفي مدينة هام الألمانية يسعى مارتن كنبير، الذي يعمل في مجال المبيعات، إلى منع استخراج الغاز بواسطة التشقق الصخري في مدينته. في إطار حركة أهلية تدعى «المبادرة الأهلية ضد التنقيب عن الغاز في هام»، وهي جزء من حركات احتجاج كثيرة في ولاية نورد راين فيستفاليا ضد استخراج الغاز في المنطقة، إذ سلمت إحدى الحركات الاحتجاجية لائحة تضم 13000 توقيع لمسؤول البيئة لمنع استخدام تقنية التشقق الصخري. وأكد كنبير «ضخ آلاف الليترات من المواد الكيماوية في الأرض، بهدف كسر الصخور، حيث يتسرب غاز الميثان في جزء من المياه الجوفية التي باتت ملوثة في مناطق واسعة من البلاد».