الشهور الثلاثة الاولى من الحمل تأخذ أهمية خاصة دون بقية شهور الحمل حيث يتم فيها باذن الله تكوين معظم أعضاء الطفل لذا فانه من المهم الحرص خلال تلك الفترة على وجه الخصوص عند استعمال أي علاج مما قد يؤثر بشكل أو بآخر على تكوين الاعضاء حيث قد يكون سببا في حدوث العيوب الخلقية، وبشكل مماثل فان الايام الاولى بعد ولادة الطفل تحتل مكانة خاصة في صحة الطفل المستقبلية . تبدأ العناية بالطفل بشكل مباشر فور ولادته حيث ينتقل الجنين من بيئته داخل الرحم والتي توفر له الحماية والغذاء الى بيئة جديدة تستعد أعضاؤه الى التكيف معها، خلال هذا العدد نستعرض الرعاية المباشرة للطفل فور ولادته وبعض المخاطر التي يمكن التعرض لها خلال فترة الحمل. تقييم حالة الطفل فور ولادته الولادة ومابعدها * كيف يمكن تقييم حالة المولود الجديد من الناحية الطبية ؟ - بعد ولادة الطفل مباشرة يتم تنشيف الطفل والمحافظة على درجة حرارته وسحب السوائل من داخل الفم وتحفيز التنفس لديه وخلال ذلك يتم تقييم حالته بواسطة طبيب الاطفال بواسطة طريقة Apgar" " وهذه التسمية نسبة لطبيبة تخدير الأطفال الأميريكية والتي قامت في عام 1953م بوصف خمس علامات حيوية للمولود. صنفت تلك العلامات على النحو التالي 1) نشاط المولود وانقباض عضلاته . 2) سرعة ضربات القلب . 3) الانعكاسات الحركية . 4) لون الجلد . 5) التنفس . وسجلت لكل علامة من تلك العلامات ثلاث نقاط تبدأ من الصفر – 2 فعلى سبيل المثال لو اخترنا العلامة الثانية وهي سرعة ضربات القلب فان لم تسمع ضربات قلب الطفل بعد الولادة مباشرة فذلك يعني أن تلك العلامة حصلت على صفر من النقاط وإن كانت أقل من 100 نبضة في الدقيقة حصلت على نقطة واحدة وفي حال كانت أعلى من 100 نبضة في الدقيقة حصلت على نقطتين وهكذا توزع تلك النقاط على كل علامة من العلامات الخمس فان حصل المولود على نقطتين لكل علامة بمعنى أنه حصل على 10 نقاط فهذا يعني أن الطفل في كامل نشاطه وبصفة العموم لو حصل المولود على 7 – 10 نقاط فهو طفل طبيعي وفي حال حصل على 4 – 6 نقاط فقد يحتاج إلى مساعدته في الإنعاش أما إذا كانت نقاطه أقل من ثلاث فهو بحاجة الى مساعدة عاجلة لإنعاشه وقد يتطلب التنفس الاصطناعي كما أنه يجب حساب التوقيت من لحظة الولادة بمعنى أن يعرف الطبيب في أي وقت حصل المولود على تلك النقاط ؟ هل كان ذلك عند الدقيقة الاولى أو الخامسة بعد ولادته وبالطبع كلما حصل المولود على نقاط أكثر في توقيت أقل كلما كان المولود أكثر تكيفا مع البيئة الجديدة بعد خروجه من الرحم حيث تتوفر له الحماية والغذاء عبر المشيمة . نقص الأوكسجين يؤثر في المخ ما ذا نعني بالطفل الخديج ؟ - هو الطفل الذي تتم ولادته قبل اكتمال الاسبوع السابع والثلاثين من الحمل . * هل الأطفال الخدج وناقصو الوزن أكثر عرضة من غيرهم لحدوث نقص نسبة الاكسجين لديهم ؟ - نعم المواليد الخدج عادة هم عرضة لمشاكل توقف التنفس المتقطع ، نزيف الدماغ لاسمح الله إضافة الى مشاكل في أعضاء الجسم الاخرى كمشاكل شبكية العين، عدم نضوج الرئتين، نقص المناعة والتعرض للالتهابات، وقد وجد في العديد من الدراسات ان المواليد الخدج بعمر 22- 25 أسبوع حمل كان مانسبته أعلى من 45 % تعرضوا الى انواع من الاعاقات: حركية، بصرية، سمعية، وصعوبات تعلم تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة . التدخين ضار للجنين والأم * ماهو أقل وزن للمولود يمكن أن يخرج به من الحضانة ؟ - يعرف المولود متدني الوزن من هم أقل من اثنين كيلو ونصف الكيلوجرام ، تتبع بعض المستشفيات حدودا معينة لأقل الأوزان التي يمكن خروجها من الحضانة حيث تتراوح بين 1.8- 2 كيلو جرام بشرط أن يكون المولود قادرا على الرضاعة عن طريق الفم وليس عن طريق أنبوب المعدة أو من خلال أي مساعدة سوائل وريدية . * في حال قرار الطبيب بعمل عينة من السائل الشوكي للمولود لاستبعاد الحمى الشوكية يتخوف الكثير من ذوي الطفل من عمل تلك العينة اعتقادا منهم أنها تسبب شللا مستقبليا للطفل .. ما صحة ذلك ؟ - للأسف نعاني ذلك المفهوم الخاطئ كثيرا مع ذوي الاطفال فالعينة تسحب تحت مستوى الحبل الشوكي لتشخيص أمراض التهابات الجهاز العصبي المركزي . في المقابل امراض والتهابات المخ اذا لم يتم تشخيصها الدقيق عبر سحب عينة السائل الشوكي ومعالجتها بشكل عاجل فقد تتطور الى الشلل الحركي وضعف السمع والبصر وضمور المخ. رسالتي اتباع نصيحة الطبيب وعدم تجاهل تعليماته فهي تصب في صالح المريض . قد يحتاج لإنعاشه بصورة عاجلة * هل هناك أدوية معينة إذا تناولتها الحامل يمكن أن تساهم في حدوث ضمور في المخ أو تشوهات خلقية في الجنين وبالتالي تنصحون بتجنبها ؟ - بلا شك تناول الأدوية دون استشارة الطبيب وخاصة في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل قد تكون تبعاتها عيوبا خلقية أو ضررا على الجنين ومن امثلة تلك الادوية وليس حصرا : بعض أدوية الصرع كالكارباميزابين حيث يتسبب في حدوث الصلب المشقوق ، " الكلوروكوين " المستخدم لعلاج الملاريا قد يتسبب في حدوث الصمم لدى المولود، وبعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والذي قد ينتج عن استعماله عيوب خلقية في الهيكل العظمي . * بشكل مماثل هل تنصحون الأم المرضع بتجنب أدوية معينة قد تتسبب في حدوث مشاكل طبية لدى الطفل ؟ - ينصح بعد استشارة الطبيب بتجنب الادوية التالية واستبدالها باخرى عند الرضاعة الطبيعية منها بعض أدوية الغدة الدرقية مثل الثيويوراسيل، بعض المضادات الحيوية مثل الكلورامفينيكول والتتراسيكلين وهناك غيرها من الادوية التي لايجب استعمالها اثناء الرضاعة الا بعد الرجوع الى الطبيب المختص . * من المتفق عليه أهمية الرضاعة الطبيعية ولكن هل هناك حالات طبية خاصة تنصحون فيها بتجنب الرضاعة الطبيعية ؟ - وجود بعض الامراض الاستقلابية مثل الجالاكتوسيميا، الفينايل كيتويوريا. إصابة الأم ببعض الالتهابات مثل الدرن، الهربس عند وجود الطفح على ثدي الأم . * هل تزداد مخاطر نقص الاوكسجين لدى المواليد في حالة الحمل بتوأم ؟ - في حال كان التوأمان مشتركين في مشيمة واحدة فقد يكون تدفق الدم لأحد التوأمين أكثر من الآخر وبالتالي نقص نقل الدم للاكسجين لبقية اعضاء الجسم الاخرى بما فيها المخ وقد يحدث ذلك في % 15 تقريبا من مثل هذا النوع من الحمل فضلا عن المضاعفات الاخرى . * هل من الممكن القول إن قلة متابعة الحامل قد تكون سببا في تعرض جنينها لنقص الأكسجين ؟ - متابعة الحمل من الامور الهامة جدا للتشخيص المبكر لاي امراض باطنة ومعالجتها في حينها * ماهي الاحتياطات التي يقوم بها الطاقم الطبي لتجنب انتقال العدوى والتي يمكن أن تزيد من مشاكل المواليد المعرضين لنقص الاوكسجين ؟ - هناك خطة وقائية لجميع اقسام العناية المركزة بما فيها الحضانة توجه بالتشديد على غسل اليدين جيدا قبل ملامسة الطفل وارتداء الملابس المخصصة للوقاية قبل دخول منطقة الحضانة والتي يدعمها أيضا قسم مراقبة العدوى في المستشفى فضلا عن بعض اللقاحات الاضافية التي يتلقاها بعض المواليد في حالات خاصة لوقايتهم باذن الله . * هل هناك إنذارات مسبقة يمكن التعامل معها للحد من الإصابة بنقص الأكسجين ؟ - كما ذكرت آنفاً ان متابعة الام الحامل مع طبيبة النساء والولادة وعمل الفحوصات الروتينية لها قد تنبئ عن علامات لامراض يمكن تفاديها . * ماهي أهمية المساندة النفسية للأسرة بعد إصابة مولود بنقص الأكسجين ؟ - أولا واخرا نحمد الله سبحانه وتعالى أن جعلنا مسلمين نحمده في السراء والضراء ونؤمن بقضائه وقدره . لابد للطبيب أن يعطي ذوي الطفل المريض الوقت الكافي في الجلوس معهم وشرح طبيعة المرض والمضاعفات المحتملة مع شرح طرق العلاج وامكانية تأهيل الطفل مستقبلا والرد بلطف على كل مايتبادر الى ذهنهم من تساؤلات وتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم. * هل من نصائح أخرى يمكن توجيهها ؟ - الناس ولله الحمد يعون الكثير فيما يتعلق بالصحة ومع ذلك لا أنصح بناء معلوماتهم الطبية على ما يرد في مواقع المنتديات بل يجب استقاء المعلومة من طبيبه الخاص لأن معلومة "النت" حتى لو صحت فقد لا تنطبق على حالته لأن كل حالة مرضية لها ظروفها الخاصة كما وتصحيح المفاهيم الطبية الخاطئة لدى البعض واللجوء الى الطبيب المختص بعد الله عز وجل داعيا المولى القدير أن يشفي مرضى المسلمين ويحفظهم من كل شر .