عندما نتكلم عن الوزير هذا المواطن الذي منح الثقة من ولي الأمر بأن أوكل له منصباً رفيعاً في الدولة ولا يعني وصوله لهذا المنصب أنه الأفضل أو الأجدر في المجتمع، فهناك عوامل كثيرة ربما كانت شافعا له ليعتلي ذلك المنصب.. لهذا فنجد البعض (وأقول البعض) من الوزراء ووكلاء الوزارات هداهم الله يتعاملون مع المراجعين بفوقية عالية لا تليق بمجتمع مسلم بالدرجة الأولى حيث حثنا الدين الحنيف على حسن التعامل والبشاشة في وجه أي شخص يطلب حقاً من حقوقه أو يطلب إنجاز معاملة ما فلم يأتِ أي مواطن أو مواطنة أو مقيم ليطلب مقابلة وزير لكي يستمتع بمشاهدة شخصيته على الطبيعة لأن صور الوزراء في وسائل الإعلام المقروء والمرئي أكثر من صور الأحداث العالمية بمآسيها المتراكمة لذا فإن أي شخص يطلب مقابلة الوزير لم يطلب ذلك إلا بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهه من قبل من هم أقل من الوزير سلطة، ولم يكلف الوزير بهذا المنصب إلا لخدمة الناس بجميع فئاتهم أيا كان وضعهم الاجتماعي ربما يقول البعض إن مشاغل الوزير أكبر وأهم من مقابلة مراجع فهذا القول غير صحيح، لأن الوزير أقل شخص يعمل في الوزارة لأن العمل يقدم له جاهزاً للتوقيع، وإن كان هناك اجتماعات فهذا لا يعفي الوزير من مقابلة المراجعين وخلافا لذلك عندما يحضر لمكتب الوزير رجل أعمال أو مسؤول لقضاء حاجة شخصية تخصه أو تخص أحد أفراد أسرته أو حتى أحد أصدقائه فإن الوزير يقطع الاجتماع ليقابله ويلبي طلبه بكل بشاشة وسعة صدر.. نأمل أن تتلاشى مثل هذه السلبيات فلم يعد النقد محرما على المسؤول الكبير فزمننا زمن الشفافية والصراحة دون التجريح أو التشهير بأسماء أيا كان منصبهم وفي نفس الوقت لا نسلب حقوق من أكرمهم الله بالتواضع والتعامل بحنان الأبوة والوفاء بالقسم الذي قدموه أمام الله وأمام ولي الأمر وبالمناسبة فقد (مر) وزراء كثر على بعض الوزارات أبوابهم مفتوحة لأي مراجع أو موظف في أي وقت وأنا شاهد على هذا بدون ذكر أسماء ولو أن ذكر أسمائهم شرف لهم وما يشفع لهم أن الكل يعرفهم، السؤال الموجه لأي مسؤول في الدولة أيا كان منصبه، هل وضع أمام عينيه أنه مؤتمن على مصالح المواطنين وأن ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أعلنها صريحة وأمام الملأ بأن المسؤولية (من ذمته إلى ذمتهم) أنه حمل ثقيل على البعض وأخف من الريشة على المسؤول الذي يضع مخافة الله نصب عينيه قبل كل شيء فلن يدوم المنصب.. ولن يستمر «المطبلون» للوزير ما بقي من حياته فما أن يغادر الوزارة سرعان ما تختفي جميع أنواع «البهرجة» فيبقى وحيدا فإن كان قدم خيرا فسيرى الجميع يحترمونه ويقدرونه وسيبارك الله له في ماله وولده.. وإن كان غير ذلك خسر الاحترام والتقدير وعاش وحيدا منعزلا والأمثلة وللأسف كثيرة.. هذا ما يتم تداوله في المجالس العامة كأن يقال الوزير الفلاني متواضع وخلوق والوزير الفلاني متعالي ويعيش في برج عاجي وهكذا، نأمل أن يعيش المسؤول مع نفسه لحظة تأمل ومحاسبة فإن لم يحاسبه ولي الأمر في الدنيا سيحاسبه الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. اللهم ارزقنا القناعة في أمور دنيانا وأنزل الرأفة والرحمة في قلوبنا ولا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا إنك سميع مجيب الدعاء.