كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى بالمسلمين جهر بالصلاة. وكان المشركون إذا سمعوه شتموا. فنزلت الآية الكريمة:"وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا" الإسراء 110 أما اليوم فنحن لم نكتف برفع الصوت بل استخدمنا مكبرات الصوت لبث الصلوات فرضها وتراويحها وقيامها. ولأن المساجد قريبة من بعضها فيكون هناك تداخل هو أقرب للإزعاج منه إلى الصلاة. ولأن التنطع يسيطر على حياتنا فإن هناك من هو على استعداد لمخالفة صريح القرآن بدعوى التقرب إلى الله. وأشد من ذلك بث الأدعية عبر مكبرات الصوت سواء كان ذلك في رمضان أو غيره. هناك أطفال يستفيقون من نومهم على أصوات المكبرات، وهناك مرضى بحاجة إلى راحة. ويكفي المرور على بعض المنتديات أو شبكات التواصل لنعرف أنه تعدى الكره إلى الاستهزاء وهذه المرة لم يأت الاستهزاء من المشركين بل من أبناء المسلمين. زد على ذلك مايحدث في بعض الأحياء من تداخل الأئمة، فبينما كنت أصلي المغرب في مسجد قرب المعيقلية كان بعض المصلين يقومون من الركوع قبل الإمام لأن صوت المسجد المجاور يضاهي صوت إمام ذات المسجد. وبينما نحن في جلسة التشهد قال بعض المصلين آمين استجابة لقراءة المسجد المجاور. إذاً كل الأسباب التي صاحبت النهي عن رفع الصوت بالصلاة موجودة، فلمَ الإصرار على مخالفة أمر الله في أمر واضح في الصلوات وفي الجمع وفي رمضان. لماذا لا نمتثل لأمر الله فتكون صلاتنا بين الجهر والمخافتة. لتصبح السماعات داخل المسجد فقط. أعلم أن هناك أوامر صدرت بعدم بث الصلاة عبر المايكروفونات. وأعلم أن هناك مقاومة ممن يزايد على الدين، ويضع من نفسه وكيلاً لله على خلقه. وأعلم أن المزايدين على الدين فرضوا رأيهم مخالفين أوامر الجهات المختصة، بل ومخالفين أمر الله. المزايدة على الدين غير مقبولة. كثير من السلوكيات التي نعتبرها قربى إلى الله هي معصية واضحة. الله يقول"وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا" فهل سنقول سمعنا وأطعنا؟!