لم تفلح إرادة وزارة الشؤون الإسلامية وعدد من العلماء الشرعيين في تغيير قناعات بعض أفراد المجتمع حول الميكروفانات الخارجية للمساجد، إذ يبدو أن سماع القرآن ليلاً على رغم تداخل الأصوات وارتفاعه، من الطقوس الرمضانية المحببة للنفوس. وزارة الشؤون الإسلامية تؤكد كل عام أن تنظيم استخدام مكبرات الصوت «المايكرفونات» يحتم عدم تسببها في إزعاج الناس، خصوصاً المرضى وصغار السن والمجاورين «الملاصقين» للمساجد، وبالتالي فإن مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح ستقتصر على الجوامع، أما المساجد العادية فتغلق مكبراتها الخارجية، لأن الغرض هو إسماع الصوت لمن بداخل المسجد فقط. على صعيد العلماء يأتي رأي الشيخ الراحل صالح بن عثيمين وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان في مقدم الآراء المانعة لتداخل الأصوات وارتفاع الميكرفونات. الشيخ ابن عثيمين في كتابة «الضياء اللامع من الخطب الجوامع»، تناول هذه المسألة بالقول: «إن مما أنعم الله به على عباده في هذا العصر مكبرات الصوت التي تبلغ صوت الإمام لمن خلفه، فيسمعه جميع أهل المسجد، وينشطون في صلاتهم لذلك، ولكن بعض الناس استعمله استعمالاً سيئاً، فرفعه على المنارة، وهذا حرام؛ لأنه وقوع فيما نهي عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج على أصحابه وهم يصلون، ويجهرون بالقراءة، فقال: «كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن، ولأنه أذية للمصلين حوله في المساجد والبيوت حيث يشوش عليهم القراءة والدعاء». والشيخ الفوزان يرى في كتابه الخطب المنبرية أن «بعض الأئمة، هداهم الله يخرج صوت الميكروفون خارج المسجد، فيمتد صوته إلى من حوله من المساجد، وهذا لا مبرر له؛ لأن المطلوب من الإمام أن يسمع من خلفه فقط، محذراً من «التشويش على من حوله، ومعلوم أن الجهر بالقرآن إذا كان يتأذى به مصل أو قارئ آخر، فإنه لا يجوز، كما نص على ذلك العلماء، وقد قال الله تعالى: «وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا»ً. «الحياة» استطلعت آراء عدد من أفراد المجتمع حول إغلاق الميكرفونات أو تخفيفها، وهل هي من روحانية الشهر، أم أنها مزعجة بالنسبة لهم، فكانت إجاباتهم تميل إلى التخفيف لا إلى المنع. يقول محمد الناصري: «إن تخفيف الصوت وعدم إغلاقة شيء طيب حتى لا تتداخل الأصوات ولا تكون مزعجة لجيرة المسجد». وأضاف: «رمضان يتميز بهذه الأصوات وروحانيته لكني أسغرب من قرارات مثل هذه.... أتفق معهم لو كان الأمر حيال صلاة التهجد بحكم تأخر وقتها ورغبة الناس بالنوم ولا ننسى الأطفال منهم». ريان العتيبي يرى المكرفونات الخارجية: «بالعكس ما هي مزعجة»، أما محمد الضويان فيقول: «عجباً لبعض البشر ان كانت اصوات المساجد تزعجهم في شهر رمضان... عجبت لأقوام تعشق الحفلات الصاخبة وعند أصوات المساجد طالبوا بخفض الصوت أو ازالته». فيصل بن تركي القريني يضيف: «بالعكس هنا يكمن طعم رمضان عندما تسمع المساجد بأعذب التلاوات والساحات المجاورة للمساجد بخيام التفطير.. هنا تذوق طعم رمضان الفعلي.. والا ماذا سيفرق عن صيام أيام البيض والإثنين والخميس»؟ ويتابع: «تصدق أن بعض النساء وخصوصاً كبيرات السن ممن لا يستطعن الذهاب للصلاة في المسجد، يفرشن السجاد في سور المنزل ويجلسن للاستماع للصلاة». ربى المباركي تؤكد أن وجود مكبرات للصوت خارج المساجد في الأيام العادية ليس بالمحبذ دائماً بسبب الصخب الذي تمتاز به المدينة. أما في شهر رمضان المبارك فهو مدعاة للروحانية أكثر واصباغ القلوب التي لا تلتهي عن هذه العبادات بطابع الرحمة والسكينة. فوجوده خارج المسجد مع خفض الصوت قليلاً.. أمر محمود». ويلفت محمد العيسى إلى أن بعض المساجد تحتاج إلى وزن الصوت وتخفيفه، وأنا ضد المنع، لأن الناس غالباً منشغلون بالصلاة والاستماع، والمنع يحرم البعض من الاستماع خصوصاً النساء وذوي الاحتياجات الخاصة في المنازل، وأرى أن الموضوع فيه تهويل إعلامي كبير. في حين يفضل منتصر المنصور أن تترك المسألة لاختيار الناس «لا يمنعونها ولا يقرونها ويخلون القرار للمجتمع». أما أحمد آل ناجي القحطاني فيقول: «أنا مع خفض الصوت شريطة ألا يكون خافتاً... فيه بعض المساجد صوت الميكرفونات قوية الى درجه مزعجة .. حتى ان بعض الاطفال يصحون خايفين من النوم اذا اذن لصلاة الفجر».