تباينت ردود أفعال خسارة المنتخب أمام المنتخب العراقي في بداية مشواره في بطولة كأس الخليج ال21 المقامة حالياً في مملكة البحرين فهناك من رمى بالمسؤولية كاملة على مدرب المنتخب ريكارد، وآخرون حملوا القيادة الرياضية، وأطراف أخرى ترى ان اللاعب هو السبب، وفي الحقيقة الخسارة كانت متوقعة، والمسؤولية يتحملها الجميع بنسب متفاوتة لكن انا ارى ان القيادة الرياضية تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لأنها لم تتدخل بمعالجة وضع الاحتراف الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة المأساوية التي تعيشها كرتنا في الوقت الراهن فقد ساهمت بشكل كبير في هبوط مستوى اللاعب السعودي من خلال فتح أنظمة ولوائح الاحتراف دون دراسة أو تقييم فالعمل كان عشوائي، وها نحن نجني ثماره فقد كنا قبل الاحتراف اسياداً لآسيا ولدينا نجومنا كبار ننافس بهم على الصعيدين الاقليمي والقاري. الاعتراف بالحق فضيلة، ونحن يجب علينا إذا اردنا العودة ان نعترف بان كرتنا تعيش أسواء حالاتها وتحتاج إلى مشروع وطني كبير يعيد النظر في وضع الاحتراف واللاعبين الاجانب فمن يصدق ان قيمة لاعبي المنتخب الذين خسروا أمام العراق تقارب الربع مليار ريال، وهذا الرقم الكبير جداً حد من حرص اللاعب السعودي على مضاعفة الجهد والبحث عن عقود خارجية فهو على يقين تام بأن الرقم الذي يحصل عليه في ناديه كبير، وحصل عليه بأقل جهد وهذه هي الحقيقة المرة التي دمرت الكرة السعودية فلاعبي المنتخب العراقي الشبان يضاعفون من جهدهم بحثاً عن الاحتراف الخارجي، وتأمين مصادر دخلهم على عكس اللاعب السعودي الذي يتقاضى الملايين دون ان يبذل أي جهد؛ فالكفاح مرتبط بالحاجة واللاعب السعودي لم يعد بحاجة فالعقد المليوني سيقدم له على طبق من ذهب. مهمة اتحاد الكرة الجديد صعبة للغاية، وحل مشاكل وتبعات الاحتراف تحتاج إلى وقت وقرارات والشارع الرياضي لن يتحمل الوقت فهو يبحث عن المنصات، وهذا من حقه ولا اقول إلا كان الله في عون أحمد عيد واتحاده الذي حضر في وقت عصيب تمر به الرياضة السعودية وكرة القدم خصوصاً. دور المدرب لا يتعدى 20 بالمئة والمنتخب مر عليه مدربين مغمورين، وحقق انجازات كبيرة، ولكن بوجود نجوم كبار يصنعون الفارق ويعدلون أخطاء المدربين في التشكيل والتكتيك، ولكن بلاعبنا الحالي لو احضرنا أبرز مدربي العالم لن يجلبوا لنا البطولات؛ فالبطولات لا يروضها إلا لاعبي فئة الخمس نجوم، وأنا على يقين بأن المدرب ريكارد لديه أخطاء كثيرة وليس بمدرب المرحلة وان حضوره فقط من أجل كشف هذه الحقيقة المرة، وهي ان الكرة السعودية وصلت إلى مرحلة الصفر.