انتشرت عيادات الإسنان بشكل مُلفت، حيث تجدها في كل شارع، وداخل كل حي، في صورة توحي أن جُل المواطنين يعانون من التسوس. ويُدرك أي مريض أن علاج الأسنان مُكلف مادياً، حيث يصل سعر علاج تسوس سن واحدة وعمل "حشوة" (500) ريال، مع اختلاف العروض من مركز إلى آخر، وهو ما يُبرز الكشف الدوري للأسنان، خاصةً الأطفال، مع زيادة الوعي بالأعراض التي من شأنها أن تؤثر على صحة الأسنان وتجنبها منذ الطفولة، فالحاصل أن هناك نقصا في التوعية لدى المجتمع، حيث لا يعرف الأغلبية عن الأسنان شيئاً إلاّ بعد أن تظهر الآلام وبشكل واضح. نحتاج إلى «زيادة الوعي» بالأعراض المؤثرة على صحة الأسنان وتجنبها منذ الطفولة.. والكشف الدوري مهم ودفع تأخر مواعيد المستشفيات الحكومية -يتجاوز بعضها ثلاثة أشهر- وكذلك الجودة، المواطنين إلى التوجه إلى عيادات القطاع الخاص، الذي سعى إلى تقديم خدمات على مستوى راقٍ، حيث خصص لبعض العيادات خدمات فندقية (VIP) من حيث الاستقبال الخاص وخدمات الضيافة والسرعة في الإنجاز، إلاّ أن وزارة الصحة مازالت تواصل افتتاح الكثير من العيادات، رغبةً منها في توفير ما يحتاجه المواطن في الجانب الصحي عموماً، والأسنان خاصةً. د.شمالة يجري عملية خلع عصب ألم وعلاج وقال "د.أحمد علي" -طب عام-: إن التسوس مصدر مزعج مالياً وصحياً، ويُكلف المواطنين الكثير من المال، كما يكلف وزارة الصحة الكثير من الإنفاق، مضيفاً أن من المهم زيادة الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، وضمن حملات صحية في المجمعات التجارية، كي تصل الرسالة للناس، مما قد يسهم في الحد من التسوس، وبالتالي تقليل استنزاف الكثير من المال والصحة، مبيناً أن نسبة التسوس لدى لبالغين فقط في المنطقة الشرقية تتراوح بين (30-40%)، فيما تصل عند الأطفال إلى نحو (70%)، وهذا مؤشر خطير على صحة الطفل، وسبب في توجه إنشاء العيادات الخاصة، حيث تُعد فرصة ذهبية لها. وأشار إلى أن ازدحام عيادات وزارة الصحة تجبر الكثير على التوجه نحو القطاع الخاص، خاصةً أن الألم سيد الموقف. طبيب يجري عملية إزالة التسوس كشف دوري وأكد "د.أحمد شمالة" على أن السهو عن الكشف الدوري للأسنان يؤدي إلى عواقب وخيمة تنتج مرضاً مستفحلاً في نهاية المطاف، مضيفاً أن الوعي الصحي مفقود لدى الكثيرين من المصابين، مبيناً أن التسوس ينتشر بين الأطفال إلى حد كبير، ذاكراً أن التثقيف الصحي غائب عن الأكثرية من الناس، مما يؤدي إلى خسائر صحية تتمثل في فقدان الأسنان أو قطع العصب، أو مادية تتمثل في دفع الفواتير، خاصةً أن هناك ما لا يغطيه التأمين، لافتاً إلى أن معظم الحالات تأتي لنا بعد أن تكون الأسنان تدمرت، ومطلب المريض أنه يريد حلاً ينهي به الآلام. وأضاف ان الأسعار معتدلة بالنسبة لدخل المواطن في المملكة في عيادات القطاع الخاص، فالعلاج خارج المملكة مكلف أكثر، والدليل أن طلاباً من المبتعثين يفضلون العلاج داخل المملكة على الخارج أو غيره من الدول المتقدمة في طب الأسنان، والهدف أن التكلفة المادية أقل حتى من دول خليجية. د.أحمد شمالة وعي صحي وعن المحافظة على الأسنان وتجنب الخسائر الصحية والمادية أوضح "د.شماله" أنه من المهم توفير الوعي الصحي، والكشف الدوري على الأسنان، خاصةً الأطفال، وكذلك معرفة الأشياء التي تؤثر على صحة الأسنان وتجنبها منذ الطفولة، مشيراً إلى سبب غلاء علاج الأسنان في العالم، يأتي بسبب الخدمات المميزة التي تقدم، كما أن الغالب عليها الطابع التجميلي، فالناس تبحث عن الابتسامة وعن الشكل المقبول. وأكدت "مها محمد" -متدربة مختصة في الأسنان- على أن القطاع الخاص مكتض بالممرضات الأجنبيات؛ بحجة أن رواتبهن قليلة، بينما المواطنات لا يوجدن هناك إلاّ موظفات استقبال أو بعض المهام البسيطة وبرواتب متدنية، مبينةً أنه في حالة تطبيق السعودة وإجبار العيادات الخاصة بتوظيف المواطنات لن يوجد خريجة تبحث عن عمل، معللةً ذلك بحجم وعدد العيادات. وذكر مستثمر في إنشاء العيادات الخاصة أن الحاجة والرغبة كلتيهما من مقومات التوسع في إنشاء العيادات من قبل القطاع الخاص، موضحاً أن هناك إقبالا كبيرا على ابتسامة المشاهير سواء فنانات أو فنانين، وهنا تكمن الرغبة، بينما الحاجة الأساسية مشاكل التسوس لدى الكثير من المواطنين خاصةً الأطفال. د.أحمد علي مواعيد متأخرة وقال "سليمان الرميخاني" -رئيس مجلس إدارة مجمع عيادات الطب الدولي-: إن عدم وجود المستشفيات الحكومية المتخصصة وكذلك المواعيد التي تتجاوز الثلاثة أشهر، والجودة والخدمات، دفعت المواطنين إلى التوجه إلى عيادات القطاع الخاص، مشيراً إلى أن القطاع سعى أن يقدم الخدمات على مستوى راقٍ، حيث خصص لبعض العيادات خدمات فندقية (VIP) من حيث الاستقبال الخاص وخدمات الضيافة والسرعة في الإنجاز، مبيناً أن التوسع في انشاء العيادات من قبل مستثمري القطاع الخاص أمر جميل ويساهم في تقديم الخدمات بشكل أفضل من حيث الأجهزة والامكانات، موضحاً أن الدولة يجب عليها أن تدعم هذا القطاع، وتشدد من الرقابة والمتابعة، مشيراً إلى أنه قطاع واسع ويقدم خدمة للمجتمع. سعود المدعج وذكر "سعود المدعج" -عضو اللجنة الصحية في غرفة الشرقية- أنه لا يوجد تعقيدات تتعلق بالتراخيص التي تمنح حق العمل في مجال طب الأسنان في العيادات الخاصة أو المراكز التي تفتتح من أجل علاج الأسنان، مضيفاً أن عيادات القطاع الخاص تتطور سنوياً من ناحية تقديم الجودة في العمل، ونشهد كمتابعين لهذا الأمر تطورا هائلا جداً سواء في الجودة أو الخدمة الطبية المقدمة، مبيناً أن المواطن الذي يتجه للقطاع الخاص ليعالج أسنانه يبحث عن الأفضل ضمن التنافس المحموم بين مراكز طب الأسنان، وهو ما يتيح إجبارياً تقديم خدمات متطورة ومهنية، وإلاّ سيجد المركز غير القوي في هذا الجانب نفسه خارج المنافسة في السوق، التي تشهد إقبالاً متزايداً من قبل المرضى، أو الذين يرغبون في تجميل شكل أسنانهم. أسعد السعود طلب متزايد وأشار "المدعج" إلى أن نحو (70%) من مراجعي مراكز الأسنان يراجعون بغرض التجميل، وهو ما قد يتأخر كمواعيد في المستشفيات الحكومية، مضيفاً أن كثيراً من الشباب والشابات في المملكة ينفقون أموالاً كبيرة على تجميل الأسنان، مثل التقويم، والتبييض، وذلك يعود لوجود ثقافة ضاغطة، وهي ثقافة صحية تدعو للاهتمام بالأسنان كعنصر جمالي، مبيناً أن التجار المستثمرين في الجوانب الصحية يرون أن افتتاح عيادة أسنان أربح من افتتاح مركز صحي، وذلك بسبب الإقبال الكبير عليها، نظراً لوجود ثقافة تدفع الشباب نحو تجميل الأسنان، لافتاً إلى أنه يوجد سهولة في التراخيص التي يحصل عليها التاجر إن رغب في افتتاح مركز أسنان، ذاكراً أن الأمر ليس بالمُعقد، فهناك شروط سهلة متى ما تمت تلبيتها أصبح بمقدور المستثمر في هذا المجال أن يفتتح مركزا له. سليمان الرميخاني وعن العمل الحكومي في مجال الخدمات قال: لا يقل أهمية عن القطاع الخاص، بل يقدم خدمات مثل تلك التي تقدم إلى المراجع في القطاع الخاص، رافضاً تشبيه عيادات الأسنان ب"البقالات" المنتشرة في الأماكن العامة، مؤكداً على أن عيادات الأسنان على كثرتها لن تتمكن من الدخول على الطبيب لينظر أسنانك في نفس اللحظة، وذلك بنسبة تفوق (90%)، وهذا يدل على أن هناك طلباً متزايداً على العيادات، متوقعاً افتتاح المزيد منها مستقبلاً من قبل المستثمرين. خطط صحية وأشار أطباء يعملون في المستشفيات الحكومية إلى أن وزارة الصحة تسعى جاهدة لمحاصرة داء التسوس، وهي تنفق في سبيل تنفيذ الخطط الصحية المليارات، فعلى الرغم من التكلفة العالية لإنشاء عيادات الأسنان في المملكة، إلاّ أن وزارة الصحة تواصل افتتاح الكثير من العيادات، إذ اعتمدت إنشاء (200) عيادة أسنان في محافظة جدة، كان منها (100) عيادة أسنان شمال جدة، و(100) عيادة جنوبها، فيما بلغت تكلفتها نحو (120) مليون ريال. وقال "أسعد السعود" -مدير الإعلام الصحي والناطق الإعلامي في صحة الشرقية بالإنابة-: سيُفتتح قريباً (52) عيادة في مجمع الدمام الطبي، وذلك بعد استكمال كافة تجهيزاتها، وستسعى صحة الشرقية للعمل على إشغالها بكامل عددها، وعن تأخر المواعيد، أوضح أن كل حالة لها وضعها، مبيناً أنه بشكل عام إذا وجد التهاب في الضرس، فانه بالتالي يؤخر العلاج، وإذا تأكد أنه ﻻ يوجد التهاب، ويوجد ألم فقط يحدد الطبيب إما علاج العصب أو الخلع وذلك حسب الحالة، لافتاً إلى أن التأخير يكون للحالات غير العاجلة، مثل التقويم والتجميل، علماً أن زيارات العلاج تتطلب وقتاً طويلاً في بعض الحالات من ثلاثين دقيقة إلى ساعة.