أحيا لبنان أمس عيد استقلاله ال69 بعرض عسكري حاشد في بيروت وسط انقسام سياسي حادّ بين المعارضة الممثلة بقوى 14 آذار والأكثرية الحاكمة ولا تزال المعارضة لغاية اليوم تقاطع جلسات البرلمان التشريعية مطالبة باستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وسط هذه المعمعة وبعد قرار بتأجيل جلسة الحوار الوطني تقبل الرؤساء الثلاثة التهاني بالعيد في القصر الجمهوري في بعبدا. وعشيّة ذكرى الإستقلال برزت مخاوف متجددة من تحرك جبهة جنوب لبنان بعد إطلاق صاروخين مجهولي المصدر وسقوطهما داخل الأراضي اللبنانية ما يطرح تحديات جدية أمام الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان. وقيل ان نقطة انطلاق الصاروخين حددت في الزفاتة قرب الخردلي في منطقة الليطاني. وقد سقط أحد الصاروخين في سهل مرجعيون، فيما أثير لغط حول مكان سقوط الصاروخ الثاني الذي تردد أنه سقط على الخط الفاصل أو تجاوزه بأمتار داخل الجانب الاسرائيلي. في غضون ذلك عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من باريس بجرعة دعم لحكومته بعد أن اختتم زيارته بقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال هولاند إثر استقباله ميقاتي في قصر "الإيليزيه" "أن فرنسا لن تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية ولن تعطي دروساً للبنانيين، لكنها تتمنى على كل الأطراف اللبنانية أن تعتبر نفسها معنية بايجاد حل للأزمة الراهنة". وقال "أدعو اللبنانيين الى وعي اهمية استقرارهم ووحدتهم وتعاونهم على تخطي الأزمات المحيطة بهم"، وحيا"موقف الحكومة اللبنانية من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لكي يساق المجرمون الى العدالة". وشدد على"أن فرنسا تحترم موقف لبنان بالنأي بالنفس عن الأحداث في سوريا وتدعمه وتعتبره موقفا حكيما ". وقال"إن فرنسا ستقف الى جانب لبنان في تحمّل أعباء اغاثة النازحين السوريين في لبنان، وفي تلاقي التداعيات الاقتصادية للوضع السوري على لبنان ". وإذ شدد"على دعم وحدة لبنان وسيادته وإستقراره" لفت الى"عزم فرنسا على دعم الجيش اللبناني وأن نتائج عملية لهذا الدعم ستظهر في خلال الاسابيع المقبلة إنطلاقا من ثقة فرنسا بأن الجيش اللبناني هو المؤسسة التي تستطيع تأمين استقرار لبنان".