كشف مصدر فرنسي مطلع ل «الحياة» أن مسألة تسليم لبنان صواريخ من نوع «هوت» موضوع بحث من الجانب السياسي الفرنسي. وقال المصدر المطلع على لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، إن الرئيس اللبناني أثار موضوع تزويد المروحيات الفرنسية بصواريخ هوت، وإن الجانب السياسي الفرنسي ينوي حل هذا الموضوع وهو عالق من الجانب العسكري. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كان وقع مع نظيره حينها فرانسوا فيون تزويد الطوافات بالصواريخ، وكانت الحكومة الفرنسية آنذاك قررت تسليمها رغم التحفظات الإسرائيلية التي حاولت منع ذلك، وكان ألان جوبيه في الفترة القصيرة التي أمضاها في وزارة الدفاع اعطى الضوء الأخضر لتسليمها إلى لبنان ولكن التغيير الحكومي في لبنان ومجيء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أوقف التسليم. وما زال الجانب العسكري الفرنسي على موقفه في حين أن الرئيس هولاند يفكر بحل القضية وتزويد الجيش اللبناني بهذه الصواريخ وهي حوالى مئة. ويعتقد الجانب السياسي الفرنسي أن التخوف من وقوع الصواريخ في يد «حزب الله» غير مقنع «خصوصاً أن في حوزة الحزب كما يقال، اكثر من 60 ألف صاروخ». وعليه، سيحاول الجانب السياسي إقناع الجانب العسكري بالإفراج عن الصواريخ كي يتمكن الجيش اللبناني من استخدام الطوافات. إلى ذلك، قال المصدر إن الرئيس سليمان طلب أن يكون لبنان من بين دول الربيع العربي التي تستفيد من «شراكة دوفيل» التي تأسست للدعم الاقتصادي للدول التي شهدت ثورات، ولكنه لم يعط تفاصيل عن هذا الطلب. وتركت زيارة سليمان فرنسا الانطباع وفق المصدر ذاته، انه «رغم المخاوف من الاضطرابات في سورية، الأسوأ ليس احتمالاً أكيداً للبنان، علماً أن الرئيس هولاند متخوف جداً من عدوى الوضع السوري في لبنان. فسليمان أعطى الانطباع انه يبذل كل الجهود لكي يبقى لبنان قدر الإمكان بعيداً عن الأزمة السورية». ورأى المصدر أن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي «أبدى مهارة في التعامل مع قضية المحكمة الدولية وهو تمكن من تمويل المحكمة في خضم الأزمة السورية». وبالنسبة لوضع الشمال اللبناني، قال سليمان، بحسب المصدر، إن «الجيش اللبناني بقي موحداً وما زال المؤسسة الأساسية لوحدة لبنان، وبعد أحداث الشمال كان ممكناً أن يواجه لبنان مشاكل اكبر وتجنبها لأن الجيش بقي موحداً؛ ووعده الجانب الفرنسي بمراجعة موضوع الصواريخ». وقال المصدر إن «رسالة سليمان الأساسية لهولاند انه يبذل كل جهوده من اجل الوحدة الوطنية، ورسالة هولاند له كانت انه يعترف له بذلك وأنه باستمرار إلى جانب لبنان لتجنب العدوى من أحداث سورية وضمان الاستقرار. وقال الجانب الفرنسي لسليمان إن الطريقة الأفضل لإظهار التزام فرنسا إلى جانب لبنان هو الاستمرار في التعاون وتطوير العلاقات وقيام زيارات متبادلة».