ينتهز عددٌ من المواطنين والمواطنات فرصة قدوم الزوار للمسجد النبوى الشريف؛ ليستفيدوا مادياً فى أيامٍ معدودات، وتحديداً في أوقات المواسم، وينشر هؤلاء "مباسط" في ساحات ومخارج الحرم من دون أن يضايق ذلك حركة المرور، أو جادة المشاة، حيث يبحثون عن رزق قد كتبه الله لهم، فمعظمهم عاطلٌ عن العمل، وفيهم الأرامل، والمطلقات. وافدات سيطرن على أحد المباسط رغم مخالفتهن للنظام وعلى الرغم من أنّ منظر المسجد النبوي وساحاته نالت إعجاب الجميع، سواءً من ناحية جمال البناء، وروعة التصميم وانسياب تنسيق مبانيه، إلاّ أنّ منظر "المباسط" يشوّه تلك اللوحة الجميلة؛ ما يتطلب ضرورة تدخل الجهات المعنية لتنظيم المكان ليكون ظاهرة حضارية بدلاً من منظره السلبي، حيث يرسم أصحاب "المباسط" مشهداً يحيّر الزائر حول نظامية "البسطات" وأهمية مراقبتها، خصوصاً أنّها لا تبعد عن الحرم المدني أكثر من (250) متراً، وتشهد إقبالاً متزايداً من الحجاج والمعتمرين والزوار ممن يفضلون اقتناء هدايا لأهاليهم، ويتسابق العديد من الرجال والنساء للحصول على مواقع في "المباسط" حول الحرم، كما يجد المواطنون منافسة شرسة من الوافدين الذين يرتدون الزي الوطني للتمويه على موظفي البلدية، فالكل يبيع والكل يريد أن يكسب، وبعض هذه البضائع "مغشوش" ويكون ضحيته الزائر المسكين الذي يعتقد أنّها صنعت في المدينةالمنورة!. المولدات الكهربائية تتسبب في إزعاج المصلين ومضايقتهم مولدات كهربائية! ولأنّ الأمانة لم تتجاوب مع رغبة أصحاب "المباسط" وتمد لهم التيار الكهربائي - مؤقتاً - في "أيام الموسم"، عمد أصحاب "المباسط" إلى الاستعانة ب "المواطير"، حيث يبدأ تشغيلها مع حلول الظلام، ليتمكن الزوّار من اقتناء هدايا ذويهم وشراء ما يريدون من "المباسط" تحت الضوء، ويضايق صوت المولدات الكهربائية المزعج المصلين المتجهين إلى الحرم لأداء الصلاة، كما أنّها لا تعمل إلاّ ب "البنزين" أو "الديزل" الذي يتم شراء كميات منه وتخزينها تحت البسطات بطريقة عشوائية وخطرة جداً، حيث موقع البسطات مكشوف والكل يستطيع أن يتجول فيه وقت ما شاء ما يهدد حياة كثير من زوّار المسجد النبوي، إلى جانب أنّها تفتقر إلى أبسط أدوات السلامة. أم أيمن تتحدث إلى الزميل الأحمدي وقال "عبدالله": "تم إيقافي ثلاث مرات، وفي كل مرة أمكث ثلاثة أيام، وذلك بسبب المبسط الذي أبحث من خلاله على رزق لعيالي، فتتم مداهمتنا، ودائماً ما يكون القبض علينا، بينما الأجانب يهربون بمجرد حضور دوريات الجهات المسؤولة ويتركون مباسطهم، ولطالما قبضت على بعضهم يسرقون مباسطنا ليلاً، وسلمتهم للشرطة فأُطلق سراحهم في الحال بحجة أنّ مبسطي غير نظامي"، متمنياً أن يتم تنظيم أماكن مخصصة لنا ولو مؤقتاً في مواسم الحج والعمرة؛ لنتمكن من كسب قوت يومنا ونطعم أولادنا، حيث يتم حصر البيع في هذه الأماكن على المواطنين، وأن تفرض عليهم رسوم رمزية مقابل السماح لهم عرض ما لديهم من بضائع وهدايا يشتريها زوّار المسجد النبوي. مولد كهربائي يستخدمه أصحاب المباسط في الليل وتذمرت "أم أيمن" من البائعات الإفريقيات اللاتي يزاحمنها أرضية "المباسط"، وعندما أخرجت لهن هويتها الوطنية لتخبرهن أنّها أحق بهذه الأرض تعاون عليها وطرحنها أرضاً وأنهلن عليها بالضرب، متسائلةً: "لماذا لا تنظم الأمانة هذه المباسط؟، ولو أن تأخذ رسوماً رمزية من أصحابها، وتبعد عنّا هؤلاء الوافدين؛ فنحن أحق منهم.. لماذا نحن الحلقة الأضعف رغم أننا في بلدنا ونحن أمهات وأرامل ومطلقات نبحث عن لقمة العيش الحلال". أصحاب المباسط يطالبون تدخل الجهات الرسمية لتنظيم الفوضى أصحاب المباسط يتذمرون من مضايقة الوافدين المولدات تعرض الزوّار للخطر لكونها وضعت في أماكن تشهد كثافة بشرية