عززت أسعار النفط من مسارها الصاعد الذي سلكته منذ بداية الشهر الماضي متأثرة بعدد من العوامل التي لعبت دورا محوريا في إبقاء أسعار الوقود الاحفوري في معدلات عالية رغم الدعوات التي مافتئت تطلقها الدول المستهلكة من أن ارتفاع أسعار البترول الخام فوق 100 دولار للبرميل لا يصب في مصلحة انعاش نمو الاقتصاد العالمي الذي ما برح يئن من وطأة تبعات الازمة المالية الخانقة.حيث واصل خام برنت القياسي في الاسواق الأوروبية التحليق المتئد وبلغ في بداية فترة التداول الصباحية ليوم أمس الجمعة 116.30 دولارا للبرميل. واجمع محللون نفطيون على أن الأسواق النفطية تجد دعما قويا من عدد من العوامل الاساسية التي تغذي مشاعر المضاربين ومن هذه العوامل قلق نقص إمدادات النفط الخام نتيجة إلى التوترات السياسية التي تزداد سخونة في منطقة الشرق الأوسط بسبب الخلاف الإيراني الغربي ما يهدد بعرقلة انسياب النفط عبر مضيق هرمز الاستراتيجي وكذلك تفاقم الوضع الامني في سوريا والوجل من تأثر الحرب الدائرة هناك على إمدادات النفط القادمة من الدول المنتجة شمال الخليج العربي. ونقلت " إنرجي ووتش" عن محللين قولهم بأن النفط سيواصل مساره الصاعد طيلة فصل الشتاء القادم نظرا لازدياد الطلب على وقود التدفئة في الدول التي تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وهو ما يؤكد بأن الأسعار سوف تستمر في التنامي وربما تتجاوز 120 دولارا للبرميل لخام برنت في حالة حدوث أي أحداث تؤثر على تدفق النفط من منطقة الخليج العربي، وأشاروا إلى أن الأسواق الغربية بحاجة إلى كميات إضافية من المواد البترولية المكررة مدللين على ذلك بتقرير وكالة الطاقة الامريكية الذي أكد هبوط مخزونات الجازولين بمقدار 534 الف برميل ليصل إلى 195.4 مليون برميل خلال الاسبوع الماضي وهو أكبر هبوط منذ 11 شهرا الماضية، كما انخفض إنتاج المصافي إلى 8.6 ملايين برميل يوميا وهو الاقل منذ شهر مارس الماضي.كذلك انخفضت مخزونات وقود محركات الديزل بمقدار 3.2 ملايين برميل لتصل إلى 120.9 مليون برميل. ورصدت "أويل موفمنت" في تقريرها ليوم أمس الاول انخفاضا في نقل نفط الأوبك المنقول عبر البحار بمقدار 40 الف برميل يوميا للفترة من 12- 27 أكتوبر الجاري ليصل مجموع كميات نفط الأوبك المنقلة بحرا إلى 23.83 مليون برميل يوميا ما يؤكد أن السوق ستكون بحاجة إلى مزيد من مصادر الطاقة لمواجهة الطلب في فصل الشتاء القادم سيما وقود التدفئة حيث تقدر نشرة " إنريجي ووتش" زيادة الطلب على هذا النوع من الوقود بنسبة 20% خلال الفترة من ديسمبر إلى مارس التي تصادف ذرة استهلاك وقود التدفئة. واتسعت الهوة بين أسعار خام ناميكس وخام برنت إلى القياسي إلى 24 دولاراً للبرميل نتيجة إلى نقص إنتاج النفط في الأسواق الاوروبية وزيادة الطلب، فيما بقيت أسعار الغاز الطبيعي في معدلاتها السابقة عند سعر 3.61 دولارات لكل الف وحدة حرارية بريطانية.وفي شأن ذي صلة تقدمت أسعار الذهب أمس لتصل إلى 1773 دولارا في طريقها لتحقيق أسعار جديدة قد تصل إلى 1800 دولار للأوقية قبل نهاية العام الحالي.