توقع محللون نفطيون أن تعاود أسعار النفط للارتفاع إلى مستويات تكون مقبولة للمنتجين الذين يساورهم الوجل على مستقبل الاستثمارات الطاقوية في ظل التدهور الحاد لأسعار الوقود الاحفوري، وأشار المحللون إلى أن هذا التدحرج في أسعار النفط حفز أعضاء منظمة الأوبك على التوجه بقوة نحو التقيد بحصص الإنتاج التي اتفقت عليها المنظمة في اجتماعها الأخير في وهران بالجزائر، بهدف الحد من الإنزلاقات الحادة لأسعار النفط. وتنبأ المحللون بأن تأخذ الأسعار مسارا صاعدا ومتدرجاً يحقق الوصول إلى هدف المنظمة السعري فوق 70 دولاراً للبرميل في غضون الأربعة أشهر القادمة مندفعا بعدد من العوامل التي من أهمها تخفيض إمدادات النفط الخام من الدول الرئيسة في الأوبك مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وربما تحذو دول أخرى حذوها في القريب العاجل بعد أن أدرك أعضاء المنظمة أن انسياب النفط بصورة كبيرة إلى أسواق الطاقة تسبب في إغراقها والنزول بالأسعار إلى مسارات تضغط على عائدات الدول المنتجة للنفط وتؤثر بشكل سلبي على مستقبل الصناعات البترولية. وقد تعرضت أسعار النفط خلال الأسبوع المنصرم إلى تراجعات سعرية أوصلتها إلى مستوى 35 دولاراً للبرميل بعد أن أفصحت إدارة الطاقة الأمريكية عن معلومات تفيد بأن مخزونات النفط الخام في "كوشنج أوكلا" بلغت مستويات عالية أكثر مما كانت عليه عام 2004م ووصلت إلى 28.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر ما عمق من خسائر النفط إلى نسبة تصل إلى 64% من أعلى نقطة سعرية بلغها في يوليو الماضي. بيد أن هبوط المخزونات الإستراتيجية الأمريكية بمقدار إلى 3.1 ملايين برميل إلى 318.2 مليون برميل عزز من تنامي أسعار النفط الخام خلال تداولات الأمس لترقى فوق 36 دولاراً رغم ضغوط البيع لجني الأرباح والبقاء خارج السوق طيلة أيام إجازات أعياد الميلاد في الدول الغربية. وساند المسار الصاعد لأسعار المحروقات وخاصة وقود التدفئة هبوط إمدادات المواد البترولية المكررة من المصافي الأمريكية التي كانت تعمل بنسبة 84.7% من طاقتها الإنتاجية خلال الأسابيع الماضية إلى 19.8 مليون برميل يوميا ما عمل على زيادة أسعاره بنسبة 4.2% مقارنة بأسعارها في نفس الفترة من العام الماضي. ولا يزال التفاؤل يلف ذهنية منتجي النفط من احتمال تنامي أسعار البترول إلى مستويات مناسبة خاصة بعد المؤشرات التي نتجت من السوق الآسيوية ، إذ تفيد معلومات إلى أن الصين على سبيل المثال تمضي قدما في التوسع في استهلاك النفط حيث تنوي شركة النفط الصينية رفع طاقتها الإنتاجية من الوقود لإضافة حوالي 13.5 مليون طن سنويا والتمدد في الخدمات الطاقوية من خلال افتتاح حوالي 650 محطة وقود رغم تراجع الطلب العالمي على النفط نتيجة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية. إلى ذلك صعد سعر خام ناميكس القياسي أمس إلى 36.55 دولاراً للبرميل بعد أن انضمت دولة الإمارات العربية إلى المملكة في توسيع التخفيضات في إمدادات الخام تماشيا مع أكبر خفض إنتاجي على الإطلاق لأوبك الذي قررته المنظمة الأسبوع الماضي كما ارتفع خام برنت في الأسواق الأوروبية إلى 35 دولاراً للبرميل. وارتفع الذهب إلى 850 دولاراً للأوقية.