استهلت أسعار النفط تعاملاتها الأسبوعية أمس بتسجيل مستوى قياسي تاريخي جديد لم تصله منذ الثمانينات حيث كسرت حاجز 60 دولاراً للبرميل لتلامس 61 دولاراً تدفعها ضبابية مستقبل الطاقة في بعض دول الأوبك مثل إيران بعد فوز أحمد نجاد الذي يحسب على التيار المتشدد في إيران وكذلك عدم ظهور أي بوادر انفراج للازمة الأمنية في العراق ، واستمرار القلاقل في نيجيريا وفنزويلا مما بعث المخاوف لدى الأسواق من نقص قد يعتري إمدادات النفط الخام إضافة إلى ما تعانيه من شح في المواد البترولية المكررة. فهذه الدول الأربع الأعضاء في منظمة الأوبك يشكل إنتاجها 10,5 ملايين يوميا وأي اضطراب في تدفق إمداداتها لا شك بأنه سيؤثر بصورة كبيرة على مسار الأسعار ويفضي إلى شح في الأسواق النفطية التي تسعى حاليا إلى بناء مخزوناتها قبل حلول الاستعدادات لموسم الشتاء القادم فعادة المخزونات تبني نفسها في الفصول التي تسبق موسم الشتاء بفترة حتى تتمكن من مواجهة الطلب على الطاقة حيث ذروة الاستهلاك. ويرجح المراقبون أن تستمر الأسعار في التحليق فوق 65 دولاراً للبرميل طيلة الثلاثة أعوام القادمة وهناك من ذهب إلى أنها سوف تتجاوز 100 دولار غير أن ذلك يعتمد على الأحداث السياسية والأمنية في الدول المنتجة ودرجة الاستقرار فيها وحجم الاستثمارات النفطية وتطور التقنية التي تسهم في زيادة الإنتاج من البترول الخام وكذلك المواد البترولية المكررة مع بناء مزيد من المصافي. ومن المؤكد حاليا بأن الأسعار لن تقل عن 65 دولاراً للبرميل خلال فصل الشتاء القادم وذلك لكون عقود شهر ديسمبر 2005م وصلت في الوقت الراهن إلى 62 دولاراً ولان الاستهلاك من الوقود يرتفع بنسبة 7٪ مقارنة بمستوياته في العام الماضي مع عدم زيادة في إنتاج المصافي النفطية. الأسواق لم تلتف إلى مشاورات الأوبك رغم أن رئيسها الشيخ احمد الفهد الصباح قال أمس إنه يتشاور مع وزراء الأوبك لزيادة إنتاج المنظمة بمقدار500 ألف برميل يوميا في محاولة لتهدئة أسعار النفط المرتفعة لسابق علم الأسواق بأنه لا يوجد شح في النفط الخام من جهة ولإدراكها بان الأوبك تضخ حاليا أكثر مما تعد به كما أن دولها لا يوجد لديها طاقة إضافية تقدمها عدا المملكة. وقد قفزت الأسعار أمس حيث وصل سعر برميل خام ناميكس الخفيف تسليم أغسطس إلى 60,90 دولاراً بارتفاع 1,2 دولار مواصلا موجة الصعود التي ارتفعت فيها الأسعار 13٪ في الأسبوعين الأخيرين وزادت 40٪ منذ يناير الماضي. وصعد مزيج خام برنت الأوروبي في لندن بمقدار95 سنتا إلى 59,44 دولارا للبرميل ليصل بدوره مستوى قياسيا جديدا. كما ارتفع وقود التدفئة ب2,21 سنت توازي 1,3٪ ليصل إلى 1,68 دولار للجالون مقارنة مع مستواه القياسي الذي بلغه في الرابع من أبريل عند 1,6950 دولار للجالون. وزاد سعر البنزين ب1,58 سنت ليصل إلى 1,6715 دولار للجالون. وانخفض سعر الغاز الطبيعي إلى 7,2 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وارتفع الذهب إلى 441 دولاراً للأوقية بينما تراجعت الفضة إلى 7,2 دولارات والبلاتين إلى 893 دولاراً للأوقية.