يحق لكل مواطن ومواطنة أن يفخر بما قدمته المملكة من منجزات وقفزات في عدة مجالات في الذكرى 82 لليوم الوطني، ولاسيما في المجال التعليم الذي حولته المملكة من حفظ وتلقين إلى استثمار ناجح في العقول والكوادر البشرية، نهضت بالمملكة وقدمتها لمصاف الدول المتقدمة، من خلال إنشاء عدد من المدن الجامعية والأكاديميات التعليمية، وحث رجال الأعمال على تبني إنشاء الكليات والجامعات الأهلية التي تدعمها وزارة التعليم العالي في هبتها عدد كبير من المنح الداخلية والاشراف عليها وعلى جودة مخرجاتها. د.الفيصل: التعليم الأهلي رغم حداثته فقد حقق مستوى نوعياً منافساً للتعليم الحكومي بأساليب أكثر تطوراً "الرياض" استضافت عدد من الأكادميين والمستثمرين في العقول البشرية، للوقوف على منجزات المملكة في مسيرة التعليم العالي بداية قال عميد شؤون اعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور سعد الحسين: تؤمن المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين بأن التعليم العالي خيار استراتيجي للنهوض بالوطن وبناء اقتصاد معرفي، وخير دليل على ذلك التطور الملحوظ في قطاع التعليم العالي وخاصة برنامج خادم الحرمين للابتعاث من اجل بناء مجتمع المعرفة لتخريج كوادر مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل، كذلك فإن التوسع في بناء الجامعات السعودية من ثمان جامعات إلى اكثر من 30 جامعة وكلية حكومية وأهلية لخير دليل على اهتمام ورعاية الدولة للتعليم الجامعي.. د.السلمان: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعد منجزاً حضارياً لجميع دول العالم وأضاف أن التعليم العالي انتهج في سعيه الحثيث لتطوير التعليم الجامعي وتوفر مقومات الإبداع والابتكار في اروقة الجامعات من خلال مبادرات طموحة مثل انشاء مراكز التميز البحثي ودعم مشاريع الكراسي البحثية وإقامة الشركات الدولية مع ارقي الجامعات العالمية، ولهذا وجهت الوزارة دفة البحث العلمي في الجامعات السعودية للاستثمار في اقتصاد المعرفة، ولعل نتاج تطور التعليم الجامعي وخطط وزارة التعليم العالي، ويشهد برنامج الابتعاث الخارجي على توجه المملكة لدعم روافد الاقتصاد المعرفي، إضافة إلى (مشروع آفاق) واستدل د.الحسين بسعي جامعة الملك سعود في تطوير ادائها العلمي وخدمة المجتمع، وإنشاء مراكز التميز البحث والحاضنات العلمية والكراسي البحثية المتخصصة، وشرعت الجامعة ببرنامج التوأمة العلمية العالمية ليتوافق مع د.الحسين: نجحت المملكة في دعم مراكز التميز البحثي ومشاريع الكراسي البحثية والشركات الدولية توجهات المملكة في رفع كفاءة الجامعات، ويهدف برنامج التوأمة العلمية العالمية في جامعة سعود إلى ربط الجامعة بالجامعات العالمية المرموقة لتحقيق عدد من الأهداف المشتملة على تسهيل تبادل الخبرات، والتعاون في أبحاث ما بعد الدكتوراه (الزيارات القصيرة والتفرغ العلمي)، والإشراف المشترك على طلاب الدراسات العليا، هذا بالاضافة إلى القيام بمشاريع بحثية مشتركة، كل هذا من اجل الإسهام في تطوير البرامج الأكاديمية، وتطوير البحث العلمي والتقني في الجامعة، من اجل نقل وتوطين التقنية لبناء اقتصاد معرفي نوعي ومتميز، كما تحرص الجامعة على أن تتضمن اتفاقيات التعاون على أبحاث ومشاريع مشتركة بين الجامعتين تكون ذات بعد يمس احتياجات الوطن والمواطنين كأبحاث المياه والطاقة المستدامة. وفي جانب التعليم الأهلي أضاف مدير كليات الشرق العربي للدارسات العليا الدكتور عبدالله الفيصل انتهجت المملكة ضمن مسيرتها التعلمية نهج آخر من حيث تبني وتشجيع إنشاء عدد من الكليات والجامعات الأهلية التي بلغ عددها تسع جامعات، سبع منها تمنح درجة الماجستير إلى جانب الدرجة الجامعية في عدد كبير من التخصصات التطبيقية، وتحتضن مدينة الرياض وحدها خمس جامعات أهلية. وبلغ عدد الكليات الأهلية أربعة وأربعين كلية أهلية، وبلغ عدد طلاب التعليم العالي الأهلي (31/32) 45 ألف وأربعة و20 طالباً وطالبة رغم حداثة التعليم العالي الأهلي حيث لم يأخذ شكلاً ملحوظاً إلا منذ عقد من الزمن، كما أن هذا النوع من التعليم رغم حداثته فقد حقق مستوى نوعيا منافساً، وحصلت بعض مؤسساته على الاعتماد الأكاديمي محليا ودولياً، كما تمكن المتميزون من طلابه ومنهم طلاب الشرق العربي من نشر أبحاثهم والمشاركة في مؤتمرات دولية متخصصة حسب تخصصاتهم العلمية.. وأشار أن نموذج التعليم العالي الأهلي جاء تلبية لاحتياجات مواطنين ومقيمين لم تف نماذج التعليم العالي الأخرى باحتياجاتهم، كما لبى رغبة فئة من أعضاء المجتمع التعليمي بأن يقدموا لمجتمعهم فرصاً نوعية في التعليم والبحث العلمي بأساليب ووسائل تختلف عما اعتاد عليه اسلوب التعليم العالي ومنظومته التقليدية.. وأوضح د.الفيصل أنه لو قارنا تسارع نمو التعليم الأهلي مؤسسات وطلاباً مع التعليم العالي الحكومي لوجدنا أنها تصب في صالح التعليم الأهلي، ومن حيث المستوى فإن التعليم العالي الأهلي يتوقع له مستوى متميز.. وأكد أن من أهم العوامل التي ساعدت على نمو مؤسسات التعليم العالي الأهلي وعدد من طلاب الدعم السخي الذي تقدمه الحكومة متمثلاً في برنامج المنح الداخلية.. د.الحسين وفي الجانب الآخر زاد وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالله السلمان أن المجال التعليمي من أهم الجوانب التي سعت المملكة في الاستثمار فيها وفي العقل البشري من خلال التركيز على التعليم العالي، فقد حظي باهتمام خاص كونه من أهم الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات التي شهدها العصر وخصوصاً التقنية منها وأوضح أن المملكة قفزت قفزات عملاقة في مجال التعليم العالي، فكانت قبل أقل من 60 عاما لايوجد بها أي مؤسسة للتعليم العالي ليصبح عدد الجامعات أكثر من 34 جامعة ومئات الكليات وأكثر من مليون طالب على مقاعد التعليم العالي، كما أنها تقدم برامج جديدة تخدم احتياجات سوق العمل وتلبي متطلباته، ومتطلبات الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمصانع، وتعززه بأيدٍ وطنية مؤهلة تسهم في العمل ورفع مستوى الانتاج وأضاف د.السلمان أنه الى ذلك فإن الجامعات والمعاهد التي تشيد في كل مكان وستحقق نهضة أكاديمية وبحثية عملاقة وتقدم دعما تنمويا لكافة مناطق المملكة، كما أن ماتحظى بها تلك الجامعات من دعم منقطع النظير لمسيرتها العلمية ورعاية مستمرة لمشاريعها التنموية وخططها المستقبلية، جعلها ترتقي إلى مصاف الجامعات العالمية ، ونتيجة لهذا الدعم ولهذه الرؤية الثاقبة للقيادة في المملكة تدخل المملكة في هذا العهد الزاهر ممثلة في جامعة الملك سعود ولأول مرة في تاريخ التعليم العالي في نادي الجامعات العالمية الرائدة و المتميزة بحثيا وأكاديميا في إنجاز غير مسبوق يسجل للوطن، وزاد أن الجامعات أصبحت تسجل للوطن عدد كبير من براءات الإختراع. كما يحظى ابناء الوطن وبناته بأكبر حركة ابتعاث للدراسة في تاريخ المملكة ليصل عدد المبتعثين في الخارج الى أكثر من 150 الف طالب وطالبة وتطول قائمة الإنجازات العالمية العظيمة التي ترتكز على الاستثمار في الإنسان السعودي وتنميته مستدلا بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول - التي تعد منجزاً حضارياً كبيراً ليس للمملكة فحسب بل للعالم أجمع، والتي تعلن عن بدء عصر جديد في التعليم العالي على مستوى عال يواكب الدول المتقدمة، من حيث الاهتمام بالأبحاث والباحثين وطلاب العلم من جميع أنحاء العالم، والتشجيع على التعليم العالمي وتخريج طلاب قادرين على العمل في أي بقعة من أنحاء العالم، لبناء حقبة جديدة للمملكة ومستقبل مشرق بإذن الله.