في أي مكان من العالم تستطيع مشاهدة الحرم المكي عبر شاشة التلفزيون السعودي، وتتمكن من التنقل بعينيك في كافة أرجائه، وتبحر بطمأنينة وروحانية في مشاهد إيمانية على أصداء أصوات أئمة الحرم ما بين مصلين خاشعين، وطائفين تلهج ألسنهم بالدعاء، ومنيبين خوفاً ورجاء، وساجدين، وتالين للقرآن آناء الليل وأطراف النهار.. من كافة الزوايا بدءاً من الساحات الخارجية والتوسعة والمسعى والمطاف وغيرها بواسطة (24) كاميرا على مدار الساعة.. كل ذلك تشاهده بجهد سواعد وطنية تتناوب على نقل الصوت والصورة من "استديو الحرم" في إحدى زوايا سطح بيت الله العتيق، استطاعوا جذب الأنظار إلى البث المباشر دون تسويق وإعلانات، باستخدام أحدث التقنيات في التصوير والإخراج التلفزيوني. د.السديس:النقل يجسد صورة مضيئة من مظاهر عناية خادم الحرمين بإيصال صوت الحق نقلة نوعية وتمكن مسؤولو النقل التلفزيوني في الحرم المكي من استحداث نقلة نوعية وتقنية في آليات النقل حتى ظهر البث المباشر بمستوى احترافي عال، لبّى رغبة المشاهدين لمشاهد الكعبة المشرفة بأجواء روحانية مفعمة بالإيمان، من خلال فرق عمل تتناوب على مدار أربع فترات يومية لمباشرة النقل التلفزيوني بمهنية عالية في اختيار اللقطات المعبرة والمشاهد الأخاذة من خلال النقل المباشر عبر قناة القرآن الكريم، إلى جانب بث الصلوات اليومية لباقة القنوات السعودية الأخرى، فضلاً عن الحقوق المجانية للنقل الحي للحرم المكي المقدمة لمئات القنوات الفضائية لاسيما في أيام شهر رمضان المبارك، وموسم الحج، ومناسبات غسيل الكعبة المشرفة. فترة الذروة تبدأ قبل الصلوات الجهرية وحتى بعد الفجر كاميرات متعددة وواكب استديو الحرم التقدم التقني الإعلامي من خلال توفير كاميرات تصوير إلكترونية يتم التحكم بها من الاستديو وتتوزع في المطاف، والساحات، والصفا والمروة، والأروقة الداخلية، والبوابات الرئيسية، والتوسعات الجديدة، ضمن (24) كاميرا ثُبّت بعضها على منارات الحرم، بحيث تتمكن من رصد المشهد العام للحرم، والمنطقة المركزية، إلى جانب كاميرات في سطح المسجد، والمسعى، وباب الملك فهد، وباب السلام؛ لرصد دخول المصلين وخروجهم، في حين تم وضع ثلاث كاميرات متقدمة تدار من قبل فنيين متخصصين في كبائن مطلّة على المطاف والدور الثاني، والسطح، لبث مشاهد مباشرة، من مواقع تم اختيارها بعناية وحس إعلامي، ويباشر أكثر من (25) موظفاً مهام أعمالهم جوار مأذنتي باب الملك عبدالعزيز في السطح، ما بين مخرجين، ومصورين، ومهندسو الصوت والمونتاج. مخرجون محترفون لاختيار أجمل المشاهد ومعالجتها قبل بثها على القمر الصناعي وتشتمل آلية النقل التلفزيوني من بث الكاميرات الثابتة والمتحركة لمشاهد تربط باستديو الحرم، حيث تتم معالجة الصورة والصوت من خلال أجهزة متقدمة، ثم يتم إعداد المونتاج، وتنقية المشاهد فنياً، والتأكد من جودتها وإدخال المؤثرات، قبل أن تُبث على الشاشة الرئيسية، بعد أن يتم اختيار أفضل اللقطات لبثها مباشرة عبر القمر الصناعي، على مدار الساعة بما في ذلك الصلوات، إلى جانب بث تلاوات لأشهر المقرئين في العالم الإسلامي، منها تسجيلات قديمة وتاريخية سجّلت في عصر الاسطوانات. ولا يزال العاملون في "استديو الحرم" يتذكرون زميلهم "عصام رواس" -رحمه الله-، الذي عمل في الاستديو لمدة ربع قرن نال على اثرها شرف النقل المباشر من داخل البيت العتيق، إلى جانب دوره وخبرته في اختيار مواقع عشرات الكاميرات التلفزيونية الثابتة في كافة المواقع. طواقم فنية للصوتيات والمونتاج على مستوى عال توثيق الحراك العلمي وشدد متخصصون على أهمية البرامج المصنوعة من داخل الحرم المكي من خلال استثمار مكانة بيت الله الحرام، ليكون منارة إشعاع فكري ودعوي من خلال إنتاج المواد التلفزيونية الخاصة، إلى جانب توثيق الحراك العلمي من خلال نقل حلقات التدريس والإفتاء لسماحة مفتي المملكة، وأعضاء هيئة كبار العلماء خلال شهر رمضان المبارك، ولأعضاء هيئة التدريس المعتمدين في الحرم المكي حيث تقام عشرات الدروس المهمة، إضافة إلى تحقيق تميز أكبر ل"قناة الكرآن الكريم" من خلال البرامج الوثائقية والحوارات الخاصة لكبار المدرسين والعلماء وأئمة ومؤذنو الحرم المكي، وإبراز الخلفية التاريخية لمعالم الحرم المكي مثل سقيا زمزم والكعبة المشرفة وحجر إسماعيل والمكبرية والمطاف والمسعى. وذكروا أن مكتبة الحرم المكي تحتفظ بإرث إعلامي يزيد عن (100) ألف وثيقة مسجلة لخطب ودروس علمية من داخل الحرم المكي يمكن أن توفر مادة جيدة للقناة التي تتعلق بها قلوب المسلمين في أصقاع المعمورة. موظفون للتحكم الإلكتروني بكاميرات مثبتة في عدة مواقع عناية بصوت الحق من جانبه، أكد معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي "د.عبدالرحمن السديس" على أن النقل الإعلامي من داخل الحرم المكي يمثل صورة مضيئة من مظاهر عناية خادم الحرمين الشريفين للحرمين الشريفين من خلال إيصال صوت الحق للعالم الإسلامي، حيث إن المسلمنن تتعلق قلوبهم بالبيت الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يعدونهما منابر لتلقي الحق والتوجيه والهداية مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستمكنهم من مشاهدة الحرم المكي والمسجد النبوي على الهواء ومتابعة ما يبث من دروس علمية لكبار العلماء من داخل الحرمين الشريفين وسيكون لها الأثر الطيب في ربط المسلمين في أنحاء العالم بقبلة الدنيا، وستكون خطوة مميزة لتوسيع مساحات الدعوة إلى الله تعالى. جهود مبذولة على مدار الساعة لنقل حي يليق بالمكان والزمان