وفق المنظور العالمي وبحسبة التفكير الموضوعي والمنطقي تعتبر قيادة السيارة فناً واخلاقاً، وهي تمثل شكلا من الالتزام بالقوانين.. ولكن في مدننا الكبيرة تعتبر القيادة تحديا للنظام وللفن وهي ممارسة تؤدي للموت او الاصابة خاصة عند صغار السن وسائقي الليموزين، وسائقي العوائل بعد عودتهم من المدارس او بعد ايصالهم نسائنا لاعمالهن حيث السرعة والارتقاء على المطبات الصناعية بكل قوة وكأنه ينتقم من السيارة او أصحابها..! فنون السرعة في طرقنا تحصد يوميا عشرات الارواح وخاصة بين الشباب..، ممارسات التفحيط تتخطى كل ذلك حيث يصاحبها ممارسات غير أخلاقية مثل العلاقات المثلية وترويج المخدرات..، بالاضافة لحصد ارواح الابرياء من المتفرجين من صغار السن.. في خضم ذلك مازال (ساهر) مختبئاً وغير مجاهر في بعض المناطق مع انني أتمنى منه ان يجاهر في كل مكان بشرط ان يصاحب تنظيمه للطرقات قيمة اضافية لخدمات الطرق فتلك الملايين من العقوبات لاقيمة لها وانا ارى طرقنا بنفس حالها من حيث سوء الرصف او كثرة المطبات الصناعية او عدم وجود خطوط مشاة خاصة في الطرق التي تستدعي حركة بشرية .. نعم ساهر يشبه بعض التربويين حيث يمارسون حقهم في العقاب دون تبصير الطرف الآخر بسبب العقاب ليقتنع وبالتالي لا يقع فيه مرة اخرى..، وساهر للاسف تحول الى جباية غير مثمرة بل شكل تحديا مع افراد المجتمع وخاصة الشباب والنتيجة الاعتداء على بعض رجاله او تكسير بعض اجهزة التصوير.. نعود لفنون القيادة في الشارع السعودي فنجد انها فعلا تمثل جزءا من خصوصيتنا التي باتت تضيق علينا بدلا من تحفيزنا للتميز..، خصوصيتنا في القيادة تجعل قائد المركبة وخاصة صغار السن يتمايل بعربته بين اليمين والشمال مستغلا المنافذ بين السيارات غير آبه بأرواح الآخرين اما روحه فهي مسؤوليته بقدرة الله.. في طرقنا يتعلم الجميع دون استثناء فالسائقون القادمون من بلاد الله الآسيوية والافريقية يتعلمون القيادة.. وهنا لا الوم المرور في سرعة اعطائهم الرخصة والا تعطلت الكثير من الاعمال النسائية وبالتالي تأثرت عجلة التنمية وهي لا تحتمل التعطيل.. في طرقنا لا نتعلم القيادة فقط بل وكيفية رصف الطرق والدليل أنه بمجرد رصفه وبعد عدة اشهر ينسلخ جلده ويصبح لونه باهتا بل ومضرا بصحة السيارات.. ومثيرا لشهية قادة العربات من المتهورين حيث تكون العربة من وسيلة تنقل الى وسيلة قتل في اسوأ الاحوال او وسيلة استهلاك الوقت حيث الازدحام وخلخلة السيارة حيث تنوع المطبات وتناثر عيون القطط ..! أشعر أن الله أشفق على المرأة السعودية بمنعها من القيادة حيث التهور سمة في طرقنا، والاغلبية تقود سياراتها وكأنها تملك الطريق.. السرعة تزداد في رمضان قبل الافطار وكأن الأذان جاء فجأة وعليك بتحري الحذر قبل أذان الفجر فالصواريخ تنطلق في طرقنا لا اعرف هل هو لاجل السحور ام نحن نعشق السرعة وإن كانت بدون منجز يستحق الذكر.. في كل بلاد العالم احترام نظام القيادة جزء من ثقافة السير بينما نحن نبدع في اختراق النظام بل ونستثمر شبكات الاتصال الاجتماعي لنشر ابتكاراتنا في تجاوز كاميرا ساهر تارة، او التحايل على شركات التأمين تارة اخرى..، ونبلغ الذروة حين يسرق شاب سيارة ثم يفحط فيها ويتم القبض عليه ونخفف عنه الحكم رغم أنه ارتكب اكثر من جريمة وربما كررها غير مرة.. كل ذلك وغيره يؤكد أن القيادة فن ولكن وفق الخصوصية السعودية..