نفى مدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله الشائع، الانتقادات التي طالت الإذاعة بعزوف المستمعين عنها وضعف البرامج وتكرارها.. مفضلا الاحتكام إلى المستمعين فيما يوجه إلى إذاعة جدة من انتقادات.. موضحا بأن أعداد المستمعين تزداد مع كل دورة إذاعية جديدة.. ومبديا تفاؤله الكبير بالمرحلة القادمة مع تحول الإذاعة إلى هيئة وطنية والتي يرى فيها الخلاص من كل المعوقات التي تقف في وجه عجلة التطوير، ومؤكدا من على نجاح خارطة برامج الإذاعة لشهر رمضان المبارك، إضافة إلى ما ستتبثه الدورات البرامجية القادمة من الجديد الذي ستقدمه إذاعة جدة. * بداية ماهو حجم استعدادكم لرمضان ؟ عادة مايكون شهر رمضان بداية دورة إذاعية جديدة ، يجري التحضير لها قبل شهرين من بدء الدورة البرامجية، وهيكلها البرامجي لتلك الفترة، والذي يتناسب مع روحانية الشهر وخصوصيته، ونسعى دائماً إلى جذب المستمع للإذاعة في رمضان أكثر من أي فترة أخرى، حيث تبقى الإذاعة أثيرة لدى المستمع في رمضان، ويجد فيها الروحانية التي تكون بمساحة أكبر من وسائل الإعلام الأخرى، وستأخذ البرامج الدينية مساحة أكبر بالإضافة إلى المناسبات والأحداث التاريخية، مع باقة متنوعة من البرامج الاجتماعية الهادفة والثقافية والمسابقات التي ستظهر في قالب جديد سواء كان في المحتوى أو طريقة التواصل، حيث سيتم استقبال الإجابات عبر عدة وسائط منها التواصل الإلكتروني والرسائل النصية، حيث لن يكون الأمر مقصورا على الرسائل الورقية فقط. * نريد التعرف على خارطة برامجكم الإذاعية لشهر رمضان؟ أولاً قنواتنا الإذاعية متعددة ولا تقتصر على البرنامج الثاني فهنالك إذاعة نداء الإسلام والإذاعات الموجهة بلغات مختلفة كالقسم الأوروبي باللغتين الانجليزية والفرنسية والأندونيسية والتركية والبنغالية والأوردو والسواحلية، وفي الدورة الرمضانية نترقب نقلة نوعية في برامج هذا العام، وهذه النقلة ستتحقق بمشيئة الله - سبحانه وتعالى- من خلال استضافة نخبة من العلماء والأدباء والمسؤولين، كما سيتم التركيز على فئة الشباب بتخصيص برامج تناسب اهتماماتهم، وسيلاحظ المستمع خروج الميكرفون للميدان والتركيز على الاستوديو الميداني وتكثيف جهود المراسلين من مختلف مدن المملكة، حيث يتواجد شبكة من المراسلين تغطي انحاء المملكة، وستشهد خارطة رمضان برامج تذاع لأول مرة . * بعد قرار تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئات مستقلة .. ما هي توقعاتكم لمستقبل الإذاعة ؟ القرار الملكي الكريم يأتي تجسيداً لعملية التطوير التي تعيشها المملكة في كافة القطاعات، ولا شك أن هذا القرار سيكون مفصلياً في كافة قطاعات الوزارة، أما الإذاعة فينتظرها الكثير بعد تحولها إلى هيئة، وتوقعاتنا مبنية على مقدار مايتوفر من إمكانات، والمتوقع دائماً أن الهيئات تتمتع بهامش حركة أكبر وسرعة في اتخاذ القرار وموازانات تمكن من تحقيق أهدافها. * هناك من يرى أن الإذاعة تكرر نفسها، سواء كان برامجياً أو أسماء فما تعليقك ؟ ومامدى تأثير إذاعات (F M) في تقليص المستمعين للإذاعة ؟ قبل أن أنفي التهمة أود أن أشير إلى أن التقييم دون دليل يؤدي إلى تضليل، و الإذاعة لها متابعيها وهم كثر، والحقيقة لايوجد قياس علمي لمعرفة حجم المتابعين ولكن حجم المتابعة للبرامج وكثرة الطلبات التي نتلقاها من المستمعين لإعادة برامج معينة يكشف لنا حجم المتابعة، ومن موقع مسؤوليتي فإن التكرار لايتم إلا استجابة لرغبات المستمعين، كما أنه لدينا برامج لقياس الرأي منها أصدقاء الإذاعة ومابين 6 - 7 برامج تفاعلية عن طريق الهاتف والفاكس والإنترنت، ونستمع لتعليقاتهم، ويظل لكل جهاز إعلامي متابعوه، ولا شك أن إذاعات - أف أم - تحظى بمتابعة كبيرة من الشباب، لكن يبقى لإذاعة البرنامج الثاني متابعيها وهم كثر، ولا تنس أن الذائقة والاهتمامات تختلف، ومع ذلك فحجم التواصل الكبير مع البرامج المباشرة يكشف لنا أعداد المتابعين للإذاعة و التي يبقى لها جمهورها مهما كثرت المغريات. * ماحجم اهتمامكم بالشباب في خارطة برامجكم؟ لعلي ألفت إلى أمر لاحظته أنا وباقي منسوبي الإذاعة، وهو من خلال المتابعة لمشاركات الشباب وتعليقاتهم تلمسنا مستوى عالياً من الوعي والفكر، وهؤلاء الشباب لو لم يجدوا في برامجنا الفائدة والمتعة، لما كانوا متابعين لبرامجنا، وهذا ينفي تهمة التسطيح عن الشباب، الأمر الذي جعلنا نكثف البرامج الموجهة للشباب والتي وصلت إلى خمسة برامج، حيث نقدم برنامج "شباب نت" و" قضايا شبابية" و"مع الشباب" و"الشباب المسلم" وهذا الاهتمام بالشباب يؤكده وجود مايقارب 70% من منسوبي الإذاعة سواء كانوا مذيعين أو مخرجين وفنيين في سن الشباب. لا ننكر تدني المكافآت لنظام مضى عليه 40 عاماً.. وتحوّل الإذاعة إلى هيئة سيحقق قفزة نوعية * يؤخذ على الإذاعة عدم فتح قنوات للتواصل مع المهتمين، وحصر التعاون في دائرة ضيقة فبم ترد؟ أحترم الرأي الذي يقول بذلك ولكني اتحفظ عليه، فنحن في كل بداية دورة إذاعية نخاطب أصحاب الفكر والأدباء والمثقفين وأساتذة الجامعات، ونعلن عبر وسائل الإعلام ومن خلال برامجنا عن استقبال الأفكار، وفي كل دورة جديدة تظهر أسماء وبرامج جديدة، وأحب أن أؤكد أن 50 % من الأفكار التي ننفذها تأتي من خارج الإذاعة، وهذا دليل على التواصل الكبير مع مختلف شرائح المجتمع، فنخن نرحب في أي وقت بأي صاحب فكر أو رأي وأبوابنا مفتوحة للجميع. * ضعف المردود المادي سبب هجر كثير من المتعاونين المتميزين للإذاعة فهل من حلول لاستقطاب الكفاءات؟ المتعاونون حين يأتون للإذاعة يكون مجيئهم عن حب ورغبة في العمل الإذاعي، وبالتالي يأتي المقابل المادي كعامل ثانوي، ومع ذلك لا ننكر أن المكافآت قد لاتكون مجزية، خاصة وأن نظام المكافآت قديم ومضى على صدوره 40 عاما، ولعل الكثير من واقع الإذاعة يتغير بعد تحولها على هيئة. * هل لديكم توجه للاستفادة من رعاة إعلاميين يسهمون في توفير موارد مالية؟ الرعاة الإعلاميون هم الوسيلة المثلى لتوفير ميزانيات تمكن من الصرف على البرامج في مختلف وسائل الإعلام، وهي أحد المصادر التي ستطرح في قادم الأيام بعد التحول إلى هيئة، حيث ستوفر الرعاية ميزانيات ضخمة ستنعكس على مستوى البرامج المقدمة. * يوجد حالة من القطيعة بين وسائل الإعلام للتعريف ببرامجكم فلماذا لايتم مد جسور تعاون مع وسائل الإعلام المختلفة؟ عادة ماتجد المتابع للإذاعة بصفة عامة أو لأي برنامج حريص على وقت برنامجه، وبعض برامج الإذاعة تعلن عن نفسها، وتبقى متابعة الإذاعة محصورة في جزء من المجتمع ارتبط بالمذياع، وبوصلتنا لمعرفة رأي مستمعنا هي التغذية الراجعة التي تحدد أين نقف، ومن ثم نقيس حجم المتابعة، ونتمنى ان تمتد جسور التواصل مع الصحافة ونتأمل منكم التواصل المستمر ولن نتوانى في تزويدكم بجديد الإذاعة وتبقى ابوابنا مفتوحة لكم الإعلاميين ووسائل الإعلام. 50 % من أفكار البرامج مقترحة من خارج الإذاعة.. و70% من منسوبيها من فئة الشباب * أصبحت الإذاعة في كثير من الدول عين للمتابع والمستمع خاصة فيما يتعلق بحركة السير وحالة الطقس والفعاليات المختلفة على مدار العام فما سبب ضعف هذا الجانب في برامجكم؟ برامجنا المباشرة والميدانية تحتل مساحة كبيرة من خارطة البرامج لدينا وعلى مدار 24 ساعة برامج مباشرة ومتنوعة، ومنها برنامج "صباح النور" يذاع في الصباح الباكر وعلى مدار ساعتين، وهو برنامج يتناول حالة الطقس والحركة المرورية وأبرز الفعاليات في جدة وغيرها من النشاطات اليومية في مختلف المناطق، وفي فترة الضحى تقدم إذاعة البرنامج الثاني برنامج "جدة كافيه" والذي يأتي على جزئين الجزء الأول منه ، يتناول الأخبار الطريفة ويستقبل تعليقات المستمعين عليها، في حين يخصص الجزء الثاني لاستضافة مستشار في مجاله، سواءً كان طبياً أو قانونياً أو تربوياً أو قضائياً.. حيث يتولى الرد على اسئلة واستفسارات المستمعين، وهناك "استوديو الظهيرة" إضافة إلى "جريدة المساء" وهذه البرامج مباشرة وتستقبل اتصالات ورسائل المستمعين طيلة بثها . *برامج البث المباشر غير جاذبة فهل هنالك من جديد في هذا الجانب؟ تبقى ملاحظاتكم وأسئلتكم محل تقدير، لكن الواقع يقول غير ذلك وسبق وأن أجبت على سؤال يتعلق بخارطة البرامج وذكرت أن برنامج "صباح النور" مباشر ويحتوي على فقرات مشوقة ومتنوعة بشهادة المتابعين، ونحن حريصون في نهاية كل دورة على مراجعة وتقييم كل البرامج وتوجيه القائمين عليها للأخذ بالملاحظات وتعديل المسار وتصحيح الأخطاء، ويبقى العمل الإعلامي محل اختلاف فلن تجد حالة الرضا الكاملة ونحرص على تحقيق رغبات كل المستمعين قدر المستطاع . * ختاما.. لماذا تأخر انتقالكم للمبنى الجديد؟ الإذاعة جهاز كبير مكون من عدة أقسام وبها جهاز ضخم، لذلك عملية الانتقال تتم بالتدريج حيث سيبدأ بث إذاعة نداء الإسلام من بداية الشهر الميلادي القادم من المبنى الجديد وستلحق بها باقي الأقسام.