أسدل الستار أخيرا على منافسات منح رخص محطات ال FM الإذاعية وفاز بها من فاز واستبعد من استبعد. دفعت مئات الملايين لهذه الرخص وكل منافس كان على يقين بأن ملايينه ستعود إليه وزيادة في سوق تنافسية ستشهد العديد من السباقات البرامجية والفنية لتقديم الأفضل واستقطاب أكبر قدر من الجمهور المستهدف. كلنا نعرف أن الشركات الفائزة بالرخص روعي في تأهلها الخبرة والملاءة المالية لتحمل تبعات التأسيس والصرف على البرامج بطريقة مهنية محترفه تضاهي مثيلاتها في ميادين البث الإذاعي المتقدم. المستمع في كافة أرجاء المملكة سيدير مؤشر مذياع سيارته في إحدى الصباحيات فيجد نفسه يتنقل من محطة إلى أخرى ومن لون إلى آخر، وسيصاب بالدهشة.. ماذا سيختار ولمن سيستمع. قد يطول هذا الشعور أو يقصر، ولكن في نهاية الأمر سيعمد إلى البرمجة الآلية لمذياع سيارته، ويحدد محطات بعينها يرى أنها الأفضل وتحقق رغباته وأمانيه. المستمع الآن خياراته محدودة في النوع والعدد، ولكن مع دخول خمس إذاعات جديدة ستختلف الصورة، وستدخل معايير جديدة في تحديد من سيحظى بالقبول الأكثر مع الإجماع على أن البقاء والجذب سيكون للأفضل. من سيدير هذه المحطات الإذاعية الجديدة لا شك أنه من الآن بدأ يرسم ويخطط ويستقرئ الآراء عن ماهية المستمعين، وماذا يدور في خلدهم لكي يحصل على أكبر قدر من المعلومات والبيانات التي تعينه على اختيار مادة إذاعية منافسة تجعل المستمع والمعلن يتوجه إليه بكل رحابة صدر. لقد انتهى عصر الإذاعة الخاصة الواحدة في المملكة، وستطل علينا باقات برامجية متعددة، وأطياف من الكوادر المؤهلة ستدخل ساحة إعلامنا السعودية في أرض خصبة بكر جاهزة لاستزراع كل نبتة طيبه تؤتي أوكلها. إذاعاتنا الرسمية التي تبث على موجات ال FM ستعيش مرحلة مخاض جديد وعليها أن تعيد حساباتها بما يضمن لها البقاء والمنافسة في بيئة إذاعية مختلفة لم يتعود عليها المستمع في المملكة. صحيح أن الهوية وحجم الحرية مختلف، ولكن لابد من إعادة النظر في الخريطة البرامجية للإذاعات السعودية الرسمية على نحو يكفل لها الاحتفاظ بمستمعيها، وهم كثر. كثير من الإعلاميين السعوديين كانوا يأملون في الحصول على رخص البث الإذاعي الجديدة، ولكن حال دون ذلك بعض الاشتراطات الفنية والمالية. نقول لهؤلاء لا تزال الفرصة متاحة لكم للمشاركة مع أصحاب الرخص الفائزة عبر ما تقدمونه من مقترحات برامجية أو تقومون به من أعمال إدارية قد تسند إليكم من واقع الخبرة. من هنا سيبقى الجمهور السعودي مستفيدا في كلتا الحالتين، فما خسره بعدم فوزكم بالرخص سيربحه بمشاركتكم برامجيا أو إداريا. أخيرا اعتقد أن المؤسسات البحثية وجهات استطلاع الرأي سيكون لها ما تقدمه لأصحاب هذه الإذاعات الجديدة بتزويدهم ببيانات دقيقة وصادقة عن الجمهور ... لمن يستمع وماذا يفضل ... كل ذلك في سبيل صناعة إعلامية محترفة. المعلن بدورة سيستفيد من نتائج هذه الدراسات ويمشي واثق الخطوة نحو من سيستفيد من دعمه ورعايته لبرامجه. [email protected]