يُحكى أن رجلاً في سن الكهولة تزوج زوجة ثانية ، وكانت واحدة من زوجاته تدعى « حانا » والأخرى تدعى « مانا » ، وكان عندما يأتي إلى الصغرى تدلّله وتلاطفه في الكلام وتمسح على وجهه ، و(تنتف) بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى يبدو أكثر شباباً ليتناسب مع جيلها، أما الكبرى التي أصابتها نار الغيرة وبدأت تقلّد ضرتها في تصرفها مع زوجها ومعاملتها له ولكنها كانت (تنتف) الشعرات السوداء من لحيته حتى يبدو أكثر شيباً وكهولةً ليتلاءم مع جيلها هي، وبذلك (نتفت) نساء الرجل شعر لحيته كله ، فصار يقول : بين مانا وحانا ضاعت لحانا... وفي الساحة الشعبية، يختلف الشعراء عن بعضهم كثيراً كاختلاف (حانا) و(مانا)، هناك من يوصف بالتقليدية وأنه لايتبع حركات (التجديد) والتي تحاول بدورها أن تجعل الشعر الشعبي لايتكلم لغه أخرى غير التي يتداولها الناس في يومياتهم، وهي تلاقي استحساناً بين الجماهير بشرط أن لاتأخذ الغموض و(الطلاسم) مساراً. والتقليدية بإيجاز هي التي تتحدث بلهجة الماضي، كمن يسير على (جمل) بين السيارات، بينما الحداثه والتي تُغالي بالتطرف والتعقيد الجائر لذائقة الجماهير، هي كمن يضع للقارب إطارات، لاتكمن المشكله في فكر الطرفين، ولكنها تكمن في (اللغة)، لأن الكل منهم يستطيع التعبير عن حالة معينة وإيصال صورة معينة، ولكن من غير تعقيد في اللغة، ليس بإرجاعها للخلف ولابالمغالاة بالتقدم وتراكيب المفردات، فالكل يتفق على اللغة الوسطى والتي توصل الصورة للجميع وهنا يكمن الإبداع بوجهة نظري، وليس بعرض المخزون من المفردات، ولاعرض قوة الذاكرة باسترجاعها لشريط الذكريات، لأن القيمة المستفادة من الشعر هي الفكرة. لايستطيع أحدنا في تعاملاته اليومية التحدث بلغة قد لايفهمها الطرف الآخر، لأنها الوسيلة الوحيدة للتفاهم، فكيف بالشعراء يكتبون بلهجة قد يستعصي على غير المطلع والقارئ للتاريخ أن يفهمها. المطلع والمثقف يستطيع قراءة مايكتب الشاعر الحداثي ولكن لايستطيع فهم قصائد الشاعر التقليدي، وأيضاً يستطيع القارئ للتاريخ والموروث أن يقرأ مايكتب الشاعر التقليدي ولكن المطلع لايجيد قراءتها، الكل منهم في كوكب لايلتقيان وإن تلاقيا تصادما، فالحاجة هنا للموازنة والوسطية في الطرح لأن الخاسر الأكبر هو الجمهور القارئ والمهتم بالشعر. مخرج : مريم وتضحك يرق الما ويصفالي زماني والمكان يطيب والرمان يتكدّس هنيا قلت رحلتنا تبي سكر وترنيمة أغاني جاوبت هات الأغاني وأترك السكر عليا فهد عافت