ليلي أسهر به والا جا النهار أشلى شويّ مرة أشلى ومرٍ يعاودني بلاي وأنت سبّة كلّ شي ولا داويت شيّ كيف يا قادر على داي ما تقدر دواي سعد جدلان بداية تختلف القصائد باختلاف توجهات شعرائها من خلال ما يختزله الشاعر ذاته من ثقافة واطلاع على الاحداث التي تمر به وطريقة قراءته لها. اتفق الشعراء على مناهل الثقافة وكيفية توظيفها في قصائدهم واختلفوا في كيفية طرح نتاجهم الشعري عبر هذه الأدوات التي اكتسبت بالقراءة والاطلاع، والأكيد في هذا الموضع أن ثمة فوارق كبيرة بين القصيدة التي تتكئ على مخزون ثقافي والقصيدة الكلاسيكية التي تعتمد في بوحها على “الطبيعة” ومحيط الشاعر. ويبقى السؤال المهم: هل هناك قصيدة مثقفة وأخرى غير مثقفة؟ وهل بالضروري أن تكون القصيدة غير المثقفة كلاسيكية/ تقليدية؟ أدوات المثقف أفضل في هذا الشأن يقول الشاعر عبدالله عبيان: “هذا المحور يعد محورا مفتوحا وفضاؤه واسع لا استطيع تأطيره بإجابة متشعبة لأنه يحمل ابعادا وجوانب مختلفة ومتفقة في الوقت ذاته حيث إن الاختلاف بين الشاعرين المثقف والتقليدي فيما يطرح من قصائد بلاشك اختلاف كبير حيث إن نهج الشاعر المثقف يختلف عن نهج الشاعر التقليدي، وهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من قيمة القصيدة التقليدية حيث تجد ان لها جماهيرية ومتابعين وعشاقا، ولكن قصيدة الشاعر المثقف تحمل ابعادا لا يراها الشاعر التقليدي وتختلف ايضا في طريقة معالجتها للحدث ولكن القصيدة التقليدية تحمل ابعادا معينة في دائرة أضيق من الابعاد التي في قصيدة الشاعر المثقف، ولكن في نهاية المطاف تظل قصيدة الشاعر المثقف تحمل افكارا وادوات مختلفة، بالاضافة الى الآلية التي ينتهجها الشاعر المثقف في كيفية طرح هذه التراكمات في نص شعري. والشاعر في نهاية المطاف يكتسب الثقافة من خلال تراكمات عدة سواء مما يقرؤه ويتعايش معه من احداث وتجارب واطلاع وغيرها من شمولية تراكمات. دهشة التقليدية أقوى من جانبه يقول الشاعر محمد ساقان: “الفوارق بين قصيدة الشاعر المثقف والشاعر التقليدي تكمن في الفكر فقط، ولو أتينا لتفصيل الأمر لتبسيطه لوجدنا انه من المحتمل ان يكون هناك شاعر تقليدي صِرْف ويكون عامل الإبداع في قصيدة مصدر دهشة من الممكن ان يحول الأمر الى اعجاب بالقصيدة التقليدية، وقد يكون هناك شاعر مثقف ولكن يدهشك فقط بال “كم” الثقافي في قصيدة دون وجود اي فكر معين في القصيدة بالتالي فإن المحتوى يكون كمّا ثقافيا فقط. ويضيف ابن ساقان: “الشاعر المثقف ينهل ثقافته من القراءة لأنها منهل عذب للعقل، والعقل معروف بأنه ابواب مغلقة لا يفتحها الا القراءة بالاضافة الى الاطلاع على تجارب الآخرين يجعلك مساحة أكبر وفي النهاية الحياة مدرسة وهي ما يجعل الثقافة اسهل بالنسبة للشاعر. الطريف في الأمر ان كثيرا من الشعراء يتجهون الى تكديس الكتب في منازلهم ليس للقراءة فيها ولكن للتظاهر بأنهم مثقفون ويعشقون القراءة بل ان غالبيتهم في حواراتهم الصحافية يصرح بأنه من هواة القراءة. فوارق: الشيء الوحيد القادر على تشويه الشعر هو عدم القدرة على التعامل معه وفق مسار فني بحت، يقال ان أبا تمام أول من كتب قصيدة “حديثة”، في حين ظل المتنبي أعظم شاعر “تقليدي”، وخارج هذين الإطارين يبقى الشعر: شعرا، لا يرضخ لمسميات، فسعد بن جدلان حين وصف البرق قائلا: “وصفة طبيب يكتب علاجه” لا يمكن أن يتجاوز أي متذوق جمالية هذه الصورة ذات الملمح الكلاسيكي، حيث حضرت الصورة وألغت أي توجه ونهج للقارئ، أما بدر بن عبدالمحسن حين قال: لو الشجر له نصيب فبارد ظلاله ما حرق القيظ جفني وانت باهدابي فإنه بهذه الصورة المدهشة قدم لنا درسا واضحا في كيفية انتقاء الشاعر طريقا يخدم من خلاله فكرته، فالبدر شاعر التجديد والنصوص الحديثة، ينحى منحى كلاسيكي الملامح كي يوظف الفكرة والصورة والمفردة لمصلحة الشعر، وبالتالي يمكن أن نقول: الفارق بين القصيدة المثقفة وغير المثقفة حتما ليس فارقا يختص بالتحديث أو الكلاسيكية بل بالخيال الذي يستطيع أن يسرح في المدى ويلتقط ما يشاء، دون نظارة طبية، أو “غليون” أو “دلة وهيل”، أو ربابة.! مخرج: يقول اللي طرف عينه أنا مدري هدب أو عود أحس إني من اللي صابها ما اشوف قدامي ضحكت وقلت لا تخافي على بحر العيون السود على شط الكحل مريت وهذا موضع أقدامي بدر بن عبدالمحسن